** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 افلام أم روايات، للامساك بالعدم ؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حمادي
فريق العمـــــل *****
حمادي


عدد الرسائل : 1631

تاريخ التسجيل : 07/12/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 8

افلام أم روايات، للامساك بالعدم ؟ Empty
10022016
مُساهمةافلام أم روايات، للامساك بالعدم ؟

افلام أم روايات، للامساك بالعدم ؟



كان نادي القاهرة للسينما يعرض آنذاك في فترة الستينيات اهم الافلام التي خرجت للعالم في تلك الفترة: مثل تحفة " التوت البري " للسويدي انجمار برجمان، و" المومياء " لشادي عبد السلام، و" المغامرة " لانطونيوني من انتاج 1960 و" اربعمائة ضربة " لتروفو و " علي آخر نفس " لجان لوك جودار، و" الحياة الحلوة " لفديريكو فيلليني و" انجيل متي " لبازوليني وغيرها. وكنا ونحن نلتهم الكتب والروايات والقصص القصيرة والمسرحيات، ونتناقش علي مقاهي "ريش " و" ايزائيفتش " في مباديء الفلسفة الوجودية والماركسية والفوضوية ونشرب الشاي ونحن نتقاسم شطائر الفول والطعمية، نتفرج في ذات الوقت من خلال المركز الثقافي التشيكي الذي كان يديره الفنان التشكيلي احمد فؤاد سليم علي افلام الموجة التشيكية الجديدة، لماركيتا لازاروفا وميلوش فورمان، ونري فيها محاولات فنية سينمائية فذة، كما في فيلم " عن الحفل والضيوف " تبهرنا. وكنا نأخذ من تلك الافلام التي وضعت بصمتها علي وتأثر بها جيل كامل، طرق واساليب جديدة في الكتابة الإبداعية، وننهل منها.فقد كانت هذه الأفلام " الفنية " التي كانت تعرض في نادي القاهرة للسينما، بالاضافة الي تلك الافلام التجارية التي كانت تعرض آنذاك في السوق، مثل فيلم " روميو وجولييت " المأخوذ عن مسرحية ويليام شكسبير ومن اخراج الايطالي زيفاريللي، كانت جزءا من ذلك المناخ الثقافي الروحاني المصري المتوهج آنذاك في الخارج، وفي الجامعة ايضا ، وبخاصة بعد تأسيس اول ناد للسينما في كلية الآداب جامعة القاهرة، وكنا نعرض فيه علي طلبة الكلية من جميع الأقسام أفلام " الموجة الجديدة " في فرنسا، مثل" جول وجيم " لفرانسوا تروفو، وأفلام "الواقعية الايطالية الجديدة" مثل " روما مدينة مفتوحة " لروسوليني ثم الافلام التي خرجت في مابعد من معطف تلك الواقعية، لكي تؤسس في ما بعد ل " حداثة " السينما الملهمة ، كما في افلام انطونيوني، وبخاصة في رائعته " المغامرة ".1960 التي جددت في المنحي السينمائي وطورت من الواقعية الايطالية الجديدة كما جددت قصيدة " الارض الخراب " للشاعر الانجليزي " ت. اس. اليوت في الشعر الانجليزي الحديث" . تلك الافلام لانطونيوني، التي تقرب الاعمال السينمائية اكثر من اعمال الفيلسوف الوجودي جان بول سارتر " الوجود والعدم "، كما في رائعته " سجناء الطونا " ، كما تقربها كثر ايضا من اعمال الرواية الجديدة في فرنسا،عند الآن روب جرييه وصاموئيل بيكيت وناتالي ساروت وغيرهم . وفي تلك أجواء ، تعرفت علي وشاهدت أعمال انطونيوني السينمائية المبدعة الملهمة، وبخاصة رباعيته " المغامرة " 1960 و " الليل " 1961 و " الخسوف " 1962 ثم " الصحراء الحمراء " 1964 ثم من بعدها فيلم " تكبير " 1967، (فيلم " المهنة محقق " 1974 بطولة جاك نيكلسون شاهدته خارج مصر) فقد كانت هذه الاعمال بمثابة "روايات " لايخطها انطونيوني ويدبجها بقلمه، بل يصنعها بسحر وتوهج الضوء والاكسسوارات والديكورات و الحيطان والجدران والمنظر الطبيعي والالوان من ( اللاشييء ) أي افلام من الفراغ ، لمحاولتها الجسورة وفي صمت، وبأقل قدر من الكلام، في الإمساك بالعدم،، وتصوير وتكثيف وتجسيد ضياع النفوس المحطمة، وقلقها وعذاباتها، في اطار عالم مادي صناعي أناني عدمي، فقد في إطار " المعجزة الصناعية الايطالية" روحانيته العميقة، وانقطعت جذوره بكل ماهو مرتبط بالريف والقيم الانسانية النبيلة الأصيلة والارتباط بالارض، وتعاطف والفة الناس ومحبتهم ، ونفذ الي عالم بنايات المدن الاسمنتية المسلحة التي تقتل الروح.. ومن هنا كان اهتمام نقاد كبار وفلاسفة من امثال الفيلسوف الفرنسي جيل ديلوز والناقد الفرنسي رولان بارت بأعمال انطونيوني الذي قال عنه المخرج الياباني العظيم اكيرا كورساو انها امسك ب وصور " العواطف " كما لم يفعل أي مخرج آخر في السينما




افلام أم روايات، للامساك بالعدم ؟ Scan10012لقطة من فيلم " الليل "بطولة ماستروياني وجان مورو.. احد لم يصورالمرأة مثل انطونيوني








تلك المدن الكئيبة الكالحة الصامتة الصحراء التي يصورها انطونيوني في افلامه : فوقها دخان اصفر مثل السموم ،تبخه مصانعها كما في فيلم " الصحراء الحمراء " بلون الدم ، وتحتها مجاري وبالوعات، واحد لايتمني فيها ان يصبح سحابة !!..وكان انطونيوني وقبل ان يدلف الي عالم الفيلم الروائي الطويل، حقق مجموعة من الأفلام التسجيلية الواقعية القصيرة المتميزة ، جعلته يدلف في مابعد باطمئنان الي عالم السينما الروائية، فقد عرف كما يقول – بتواضع فنان - ان الافلام الروائية التي سوف يخرجها بعد ذلك لن تكون أسوأ من الافلام التي صنعها في مجال السينما التسجيلية او الافلام الروائية التي كان يشاهدها آنذاك. وحضرت افلام انطونيوني في مناخ نلك الفترة، لتحكي عن "حضور PRESENCE "اجواء ، قبل ان تحكي عن عقدة وشخصيات واحداث نتابعها بقلق وترقب وتتطور، ولكي تعكس ايضا حيرتنا وقلقنا وضياعنا في اجواء " النكسة " والهزيمة، وانهيار المشروع القومي في مصر في فترة الستينيات، وعالم فقد معاني ودلالات وجوده .. ومن عند هذه النقطة.. من هنا ينبع سحر افلام انطونيوني الخفي الذي كان يبهرنا، فقد كانت افلامه تلك الأثيرة ، تتلاقي وقتها مع همومنا، وهموم جيل كامل من المثقفين والكتاب في مصر ، وكانت حتي وهي تحكي عن عالم بعيد جدا في ايطاليا، واناس بعيدين جدا عنا، فكأنها تتكلم عجبا عنا، وتتكلم ايضا معنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

افلام أم روايات، للامساك بالعدم ؟ :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

افلام أم روايات، للامساك بالعدم ؟

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» افلام انطونيوني : شواهد علي حضور
» افلام الكوميديا الهزلية بيد بونسير وترينتا حذاري من الخسائر
» روايات عربية
» روايات عالمية
» الثالوث المحرم – روايات ممنوعة بامر الازهر والكنيسة

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: