قضى اليوم بكامله منشغلا
بحملته الانتخابية ، يقبّل كل من صادفه في طريقه ، ماشيا كان أو جالسا أو
متكئا على جدار، أستقر به المقام عند صديق قديم ، ينشد قسطا من راحة ، قال
له صديقه و هو يعاتبه : " رفقا بنفسك وبشدقيك ، أراك بلغت من
تأليه البرلمان تأليها و تعظيما " . كان يذكّره بالأمانة التي عرضها
الباري على السموات و الأرض والجبال.
أ ثناء ذلك مر كلب كبير ضخم ، وقف المترشح
ملوّحا بيده متحيا يظنه أحد المارة ، قال لصاحبه و هو يعنـّفه : "
لو كان يملك صوتا لقبّلته على أن يتبعني فيما بعد زمنا " كان الكلب قد توقف
على مسافة قريبة منهما وحفّهما بنظرة ، أوقف تحريك ذنبه ،
أنزله أرضا ، جمع أذنيه للوراء ، قلـّص حجم عظام صدره و أرسل صوت هوهوة
احتجاج في اتجاهه.
عرفه زمن الكفر و الزندقة ، تمنطق بما
تبقى من ثابت ، أخفى سرا خطيرا أطّلع عليه من خلال ملامح الوجوه المتأفقة ،
ومن أسرار البيوت التي تفضحها رائحة الشبق، الناس يؤمنون بالله و يؤلهون
ذاك السر الذي عرفه، يقدسونه يعبدونه سرا ، لا يتهاونون في ممارسة طقوس
عبادتهم المقدسة في حضرة السر الذي عرفه ، حين ينتشرون في الأرض يبصقون عن
شمائلهم ، يكفرون ، يشتمون الإله المتناهي ، وما يحمله في
جسده من مقدس ، يؤمنون ليلا و يكفرون به صباحا
، عرف أن عبادتهم عادة متوارثة فصبئ ، لأنه دخل العهد الجديد الذي يعتبر
المرأة شريكا في الرأي والجسد ، ليمنح لها قليلا مما يملك و تقاسمه هي
الحياة دون كيد. عاتبوه حين ترك دين الأكابر و حطم إله
المرأة المقدس، و أشرك بها حين جعل ذاتها في ذاته فتمثلا واحدا. هددوه ،
أمروه بدفن سرهم وحرموه المأوى حتى لا ينتشر
الدين الجديد ففوض أمره لله.
الجمعة يوليو 16, 2010 7:26 pm من طرف سميح القاسم