كانت لديه نسخة واحدة من الرواية، بعدما
أنهى قراءتها أعارها لصديقه. الصديق أخذ الحروف وهو تبقى له الضباب.
تهارشت ديكة الثقافة على رقعة المناصب،
أفسدت له محصول العام فصار معطوب حرب الإبداع وضاعت حقوقه.
زوّر الانتخابات داخل حزبه لصالح رئيسه،
كرّمه بالطرد و قال لمقربيه: لا يصلح لتربية المناضلين. تحوّل المناضل
الاسلاموي من منتقد للنظام إلى مغرميه، ودخل الرئيس جنته وهو ظالم لنفسه.
رأى البرج، لما سأل عن صاحبه ومهنته
وعائلته، أخبروه عن مالكه، المحاسب القدير، الملتحي المتعاطف مع المقاولين
ضد الدولة الليبرالية المتوحشة.
تمكن من نظرية جديدة، قال للحضور الذين
جاءوه من كل حدب وصوب، الدولة الغنية من القديم و هي مستغنية عنا. ما رأيكم
في نظرية القرداش، يأكل بعضنا من بعض؟
حدثني مجنون عن رئيس جمهورية عربي باسمه،
لمّا سألته بفوزه بالانتخابات بنسبة عالية قال لي : لا أعرفه.. لم يكن
معنا من أحد سوى ظله الذي تشكل أمامه.
سأل ماذا لو أجتمع خاتم سليمان و صبر أيوب
وعصا موسى؟ حرّضوا عليه صبية القرية، قذفوه بالحجارة، ربطوه مع الحمير...
أشبعوه ضربا بالعصي وحوّلوا المفرد إلى الجمع.
لم يتركوه يتدبر أمره هناك، و لم يخلّوا
سبيله هنا، صار يكلّم نفسه: لا تنوي من حولك الكلاب.
هي تتسول وهم يكررون السؤال: كم لك من
الأطفال؟
كان الطفل يقطف الورد من الحديقة و يرمي
به الشمس، لم يتوقف حتى تلقّى ضربة حجر شجّت له رأسه.
سأل صديقه الفيلسوف: كيف تمكّن الإنسان من
تقليد نسخة درس الإغراء من الشيطان؟ لم يسمعه صديقه الفيلسوف لأنه كان
واقع تحت تأثير دهشة رئيس التحرير الذي حرّف مقالته.
السبت يوليو 24, 2010 10:53 am من طرف نابغة