** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 ينحرف نحو هيئة رصينة ويتوقف فيها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سمية
مرحبا بك
مرحبا بك
سمية


عدد الرسائل : 133

الموقع : سرير الحبيب
تاريخ التسجيل : 09/04/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2

ينحرف نحو هيئة رصينة ويتوقف فيها Empty
14072010
مُساهمةينحرف نحو هيئة رصينة ويتوقف فيها

مرسومان بحس
مفرط بالكمال: إستدارة كاملة وسوداء للعيون رأس صغيرة ومدببة للأنف، بشرة
صافية، وجنات ممتلئة، خطوط رقيقة للفم والحواجب، فروة – لا سوداء ولا كثيفة
للرأس، لكن بلمعة أمامية تنفصل عن إنسياب، إضافة لذلك، لونان موضوعان
بضربات فرشاة متآنية: أصفر للقميص، أخضر للبنطال…. ما قد يحمل من يراهما
للمرة الأولى بين جدران المكتبة، وبهيئتهما هذه، على الظن أنهما ينزلان من
إحدى القصص المصورة المركونة على احد الرفوف لولا أن وجودهما اللا متصور،
هنا مصحوب دائماً بشواهد تعطل مثل هذا الظن، من هذه الشواهد:
1- عدم وجود
ركن خاص بالقصص المصورة في هذه المكتبة.
2- أنهما –
وهذه الأهم – بلا قصة يؤديانها، بلا يوم بحقيبة أو واجب مدرسي، وبلا حدود
عاقلة للعبث، لكن بأصوات حية وبخبطات يد سريعة مع أنها لا تؤذي، وبضوضاء
تلتبس في ذهن من يسمعها للوهلة الأولى، بصوت إنفجار كأس. لكن سرعان ما
تكتسب تركيبه متمايزة: مزيج من الضحك والصراخ، يسند من الأسفل بأقدام في
أحذية صغيرة تُصدر قع، قع، قع مكتومة على الأرضية المغطاة بالموكيت… تصلني
ضوضاءهما، الآن من بعيد، يصلني اقترابها، تصل، تتوقف في مكان قريب: وراء
ظهري مباشرة، أتظاهر بالإنهماك في القراءة، بعدم سماع شيء، الصوت المنطلق
والواثق ذاته، تلمس أنفاسه كتفي: نخبط رأسة ؟ كالمندفع نحو قطعة حلوى يسارع
الأخر بالموافقة: نخبط رأسه ! فيما أكون قد شرعت أُعَّد- في رأسي-
الإنتفاضة المتأخرة عن الموعد التي سأؤديها أمامهما. قبل ذلك، في داخلي،
أمل أن لا تكون الخبطة قوية فتؤذيني، لكن في الصوتين ما يدعو دائماً إلى
الأطمئنان أنها لن تكون أكثر من لمسة منديل، تكون كذلك، باستثناء أنها ليست
واحدة إنما اثنتان لمستا منديل ناعمتان، تعقب إحداهما الآخرى على قفاي،
مصحوبتان بإنبلاج ضحكة مزدوجة بعدها- وقبل أن يتسنى لي الالتفاف إلى الوراء
لمفاجئتهما، يظهران أمامي: أحدهما صغير وأسمر والآخر أبيض وأكبر قليلاً
لكن لهما العينان السودوان المدورتان ذاتهما، الأنف الصغير المدبب ذاته
فروة الشعر، التي يتوقف انسيابها عند منتصف الجبين، ذاتها اليدان
الصغيرتان… تسارعان إلى الإندساس في يدي في حركة مباركة حارة على الخدعة
التي إنطلت عليّ !! مبادرة أحدهما إلى التعريف بنفسه: أنا شعيب، تقليد
الآخر: أنا أمجد… إتساع الشقين، الرقيقين اللذين في وجهيهما، يسرب ابتسامة
كبيرة من بين صفين من أسنان لبنية صغيرة ومنتظمة… لكن أبني من…؟ لا يجد
سؤالي محفزاً للإكتمال، لأن يداهما تسحبان قبل مشاهدة الشق الذي في وجهي
يتسع.. يحملان ضجيجهما إلى مسافة ليست بعيدة ويتوقفان هناك، يتآمران بصوت
مسموع: نروح نخبط رأس أذاك ؟ وتشير سبابة متناهية الصغر في يد أحدهما نحو
قارئ في الجناح المقابل. نروح نخبطه ! من مسافة أبعد- وفيما أكون قد عدت
إلى القراءة – أسمع اندلاع الضحك. أسمع … أنا شعيب… أنا أمجد.. أسمع سؤالاً
منزعجاً، متذمراً على الأرجح: هذه مكتبة و لا حضانة أطفال ؟ أرفع نظراتي
عن الكتاب، ألتفت، أرى قارئاً يجلس إلى الطاولة التي يجلس إليها من تلقت
قفاه لمستي المنديل، أراه يتلفت، يفتش في الوجوه الصغيرة عن إجابة، في
الوجوه الكبيرة عن علامة تضامن مع إنزعاجه… تتراجع نظراته محملة بخيبة أمل،
إستغراب من حياد الناس يتحول إلى استغراب من نفسه. شيء يشبه التآثم يدفن
مع نظراته في بطن الكتاب.. أسمع سؤالاً مكتملاً: إبني من أنتما ؟ لا جواب،
وكأن آذانهما مبرمجة على عدم سماع سوى صوت ضجيجهما وحده، ينتقل مرحاً
وغزيزاً من موضع إلى آخر داخل هذا المكان الذي – من سنوات – لا يكنز فيه
غير الصمت – يذهب الضجيج إلى نهاية الممر الفاصل بين الجناحين الرئيسين
للمكتبة، إلى حيث سمعته أول مرة، جوار مكتب أمين المكتبة على الأرجح وهناك
أسمع: نخبط رأسه ؟ .. نخبط رأسه… لا أسمع شيئاً… هاهاها صغيرة… أنا شعيب…
أنا أمجد لا أسمع شيئاً…. أبني من أنتما ؟ أسمع الصمت الذي يمتد للحظة،
يقطعة صوت إنفجار كأس: ضجيج يقلد أوله. يتمايز، يتضمن هذه المرة نغمة
جديدة: كركبة معدنية… تقترب الكركبة، تصل إلى أذني من مقطع من الممر محاذٍ
للجناح الذي أجلس فيه، أدير وجهي، أرى كرسياً بقوائم معدنية وعجلات، على
ظهره يجلس أحدهما، ذاك الذي يقول أنه شعيب، الآخر يدفع الكرسي من الخلف، كل
هذا دون كف عن الضحك والصراخ، احتفظ بوجهي بموازاة وجوه الرواد الآخرين،
لا ألمح تكشيرة، لا وجه مرفوع عن كتاب، حتى وجه ذاك الذي أبدا تبرمه. ألمح،
فقط، بسمة خفيفة، مستلطفة تقريباً، بإنحراف متساوٍ على جميع الوجوه. المح
أيضاً الكرسي عائداً في الاتجاه المعاكس، هذه المرة يعتليه ذاك الذي يقول
أنه أمجد. الآخر يدفعه من الخلف، يجتاز الكرسي المقطع المحاذي قبل أن يغيب
عن عيني، إنحرافة طفيفة عن مساره تقوده إلى الاصطدام بصندوق للفهارس مركون
إلى جانب الممر تتضاعف الإنحرافة على نحو مباغت ويتوقف الكرسي، بالتزامن
وبنفس الدرجة تقريباً ينجرف وجه الجالس على ظهره نحو هيئة رصينة ويتوقف
فيها أنت تموت ؟ يسقط السؤال في أذن المنحني إلى جوار الكرسي في وضع من
يصلح عطلاً، لا أنا ما موتش، وأنت ؟ يرتد نحو الأعلى… أنا ما موتش كمان…
يسترد الوجه الجالس اتجاهه، ينصهر مع الوجه الآخر في مسار ضاج يتوارى خلف
الرفوف…
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

ينحرف نحو هيئة رصينة ويتوقف فيها :: تعاليق

روزا
رد: ينحرف نحو هيئة رصينة ويتوقف فيها
مُساهمة الأربعاء يوليو 14, 2010 12:49 pm من طرف روزا
ا متصور،
هنا مصحوب دائماً بشواهد تعطل مثل هذا
الظن، من هذه الشواهد:
1- عدم وجود
ركن
خاص بالقصص المصورة في هذه المكتبة.

2-
أنهما –
وهذه الأهم – بلا قصة يؤديانها، بلا يوم بحقيبة أو واجب مدرسي،
وبلا حدود
عاقلة للعبث، لكن بأصوات حية وبخبطات يد سريعة مع أنها لا
تؤذي، وبضوضاء
تلتبس في ذهن من يسمعها للوهلة الأولى، بصوت إنفجار كأس.
لكن سرعان ما
تكتسب تركيبه مت
 

ينحرف نحو هيئة رصينة ويتوقف فيها

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» اول صورة للضوء على هيئة جسيمات و موجات معًا
» هذا اللي ناقصنا ... هيئة امر بالمعروف ونهي عن المنكر كويتية ... على الانترنيت
» هيئة حقوقية تدعو لـ"جبهة وطنية" ضد زيادات بنكيران في الأسعار
» سوريا: «هيئة تنسيق» جديدة للمعارضة تدعو إلى مؤتمر وطني شامل
» هيئة التشاور والمتابعة تدعو الى إحداث تغيير سياسي قبل فوات الأوان

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: