** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 أخلاقيات النقد المزدوج: نحن والغرب أيضاً

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سبينوزا
فريق العمـــــل *****
سبينوزا


عدد الرسائل : 1432

الموقع : العقل ولاشئ غير العقل
تعاليق : لاشئ يفوق ما يلوكه العقل ، اذ بالعقل نرقى عن غرائزنا ونؤسس لانسانيتنا ..

من اقوالي
تاريخ التسجيل : 18/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 5

أخلاقيات النقد المزدوج: نحن والغرب أيضاً Empty
13072015
مُساهمةأخلاقيات النقد المزدوج: نحن والغرب أيضاً

النقد الأسطوري عند نورتروب فراي
عبد الحكيم المرابط

2013-11-15
أخلاقيات النقد المزدوج: نحن والغرب أيضاً

أخلاقيات النقد المزدوج: نحن والغرب أيضاً 537330_774105849272654_1751290338_n
كتب رورتي مؤكداً كلام الفيلسوف الإيطالي فاتيمو بأن الانتقال من السلطة إلى الحب داخل الدين، ومن العقل الميتافيزيقي إلى الفكر ما بعد الميتافيزيقي، تأكيد للفردية، ولحرية الفرد على أن يعيش حياته من دون تقديم فروض الطاعة لأحد. لكن هذا الخروج من العلاقة، من التبعية ومن الجماعة هل هو بالضرورة حرية؟ أم أننا بالأحرى نقف أمام عقل ميتافيزيقي جديد، يؤسس لعلاقات تبعية من نوع آخر، تقوم على تشتيت الجماعة إلى أفراد أو إلى فردية مكتفية بنفسها منطوية عليها، مرتبطة قسرياً بنموذج جديد، قد لا يكون مفارقاً شأن النموذج السابق ولكنه لا يقل عنه تسلطاً وهيمنة؟
في ظل هذا النموذج يصعب تحقيق حتى تلك التغييرات البسيطة التي ينشدها ما بعد الميتافيزيقيين شأن رورتي وفاتيمو، إذ في ظل علاقات اقتصادية واجتماعية اتخذت شكل الدين الجديد،- لكنه دين لا يحرر كما يزعم بمقدار ما يستعبد أو بالأحرى لا يحرر ألا ليستعبد - تتحقق الفردية ولكن لا تتحقق الحرية. يتحدث فاتيمو في حواره مع رورتي عن التدين ما بعد الميتافيزيقي كتدين تحرر من الرغبة في التبشير.
ما أكبر هذا الوهم الذي يدافع عنه أحد كبار فلاسفة القرن. فعلاوة على أن فاتيمو يربط كل إنجازات الغرب بالمسيحية، فإنه من قبيل التناقض أن نتحدث عن تدين في سياق ما بعد ميتافيزيقي، لأننا بذلك نناقض مفهوم الدين ومفهوم ما بعد الميتافيزيقا، كما نغفل من جهة أخرى أن منطق التبشير ليس فقط منطقاً دينياً، فالعولمة على الطريقة الأميركية تبشير، وانتشار القيم المادية في أنجاء العالم كله تبشير، والأحادية اللغوية تبشير، يتخذ في أحيان كثيرة أشكالاً عنيفة، لا تسمح ببدائل أخرى. وحتى إذا حررنا الدين من الكنيسة، كما يريد فاتيمو، فهل يمكننا أن نمارسه اليوم بعيداً من تأثير القيم الرأسمالية واستعمارها لـ «عالم الحياة»؟ بل حتى إذا تحدث الفيلسوف الغربي عن الثقافات الأخرى، لا يمكنه أن يتكلم عنها بغير لغته، فهذا رورتي يأمل بأن تنجح الطبقة الوسطى في العالم الإسلامي في إنجاز شيء يسميه «تنويراً إسلامياً».
إن الأفق الذي يمكننا الحلم بداخله في العالم الإسلامي، يظل مرتبطاً، وفقاً لهذه الرؤية، بالغرب وتاريخه ولغته، فمصيرنا أن نلهث خلف هذا التاريخ لنحقق تنويراً إسلامياً. هذا على رغم أن الفكر ما بعد الميتافيزيقي جاء رداً على عنف التنوير وأحادية لغة العقل. لكن هل هذا شأن رورتي وحده؟ ألم يتحدث دريدا عن «ضرورة استخراج المضمون الديموقراطي للقرآن»؟ في لاوعي، يعيد المفكر الغربي إنتاج لغة تبشيرية، حتى وهو يدافع عن الاختلاف، ليس هذا ذنبه، «فلسنا نحن من يمتلك اللغة، بل اللغة ما يمتلكنا»، يقول ميرلو بونتي. لكن كيف أفكر أنا العربي في الدين؟ طبعاً لا يمكنني أن أغفل هذه التجربة العميقة للحضارة الغربية، لا يمكنني أن أصم أذني أمام جرس لغتها وهي التي أضحت لغة من لغاتي، لغة داخل لغتي، أي أنه في هذا السياق لا يمكنني أن أنخدع بوهم الاستقلالية الفلسفية الذي ما برح الفكر العربي المعاصر وغير المعاصر يدافع عنه.
وحتى أتجنب السقوط في هذا الوهم الكبير من جهة والاكتفاء بترديد ما ينتجه الفكر الغربي من جهة أخرى، سأكون مضطراً لممارسة نقد مزدوج. إنه نقد يقوم على الشك في المسلمات، أياً كان مصدرها، أياً كانت سلطتها، فالناقد المزدوج لا يمكنه أن ينخدع بعبارات من قبيل «ما بعد الميتافيزيقا» أو «التنوير» أو «الاستقلال الفلسفي» أو «الثقافة القومية» أو «العقيدة الواحدة، الوحيدة». إنه حين ينتقد لا يطلب استقلالاً ذاتياً، فنحن نعيش في عالم أضحى قرية صغيرة ولا نعيش في قبائل تعيش على تخوم الصحراء، بل هو لا يطلب أكثر من التواصل مع الواقع المحيط به، لا يطلب أكثر من الحوار، وحين نقول الحوار، نتجاوز العقل والوهم معاً، ومنطقهما الأحادي ولغتهما الإمبريالية. أي فقط حين نكون على استعداد للشك في المسلمات - ووحده من يؤمن يمكنه الشك - الموروث منها والسائد، أي في الشك في السلطة وعلاقاتها وقيمها، حينها يبدأ الحوار، فمن يدخل الحوار ليدافع عن موقفه، لم يفهم موقفه بعد، كما لم يفهم أن الحوار تضامن أكثر منه تفكيراً ورغبة أكثر منه عقلاً، وضيافة أكثر منه سيطرة.

* كاتب مغربي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

أخلاقيات النقد المزدوج: نحن والغرب أيضاً :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

أخلاقيات النقد المزدوج: نحن والغرب أيضاً

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» أخلاقيات الحداثة سعيد يقطين
» من قواعد التأويل في النقد العربي النقد - المناهج النقدية
» شهداء.. على ألا ننسى أنهم ضحايا أيضاً
» أخلاقيات البيولوجيا (Bioethics)
» الاختطاف المزدوج للحداثة !

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: