21 يناير 2015 بقلم
قسم التحرير قسم:
حجم الخط
-18
+ للنشر:ارتبط استخدام هذا الاصطلاح بعالم البيولوجيا الأمريكي فان رينسيلر بوتر (Van Rensselaer Potter)، انطلاقا من مقال له كان قد نشره سنة 1970، بعنوان: "Bioethics: the Science of Survival"، ثمّ كتاب أصدره سنة 1971 بعنوان: "Bioethics: Bridge to the Future". وكان قصده فيه تأسيس أخلاقيّات تشمل علمي البيئة والطبّ وتتّسع في هذا السياق لمختلف المسائل الأخلاقيّة التي تطرحها جميع الكائنات الحيّة. بيد أنّ دلالة الاصطلاح اقتصرت في الاستعمال على المجال الطبي ويبدو ذلك في أعمال أندري هيليغرز (A. E. Hellegers) الذي أنشأ في جامعة جورجتاون بواشنطن، مركزا لأخلاقيات البيولوجيا، وكذلك أعمال بول رامسي (Paul Ramsey) وتحديدا كتابه الذي صدر سنة 1970 بعنوان "المريض إنسانا" (The Patien as Person)، إذ جمع فيه صاحبه خلاصة ما انتهت إليه نقاشاته مع عدد غير هيّن من الأطبّاء والممرّضين حول مسألة الأخلاقيات.
واتّجهت أخلاقيّات البيولوجيا وجهتين اثنتين: وجهة أولى متفائلة ومطمئنّة لفكرةَ التطور، وتعمل على إيجاد معايير ينبني عليها ما تطمح إليه البشريّة من تغيير، من ذلك تبنّي فكرة "التحسين الجيني" (eugénique et orthogénique).
ووجهة ثانية محترزة وحذرة من تطبيقات المعرفة البيولوجيّة. لذا، نجدها تحثّ على ضرورة إخضاعها للمراقبة، وإن استوجب الأمر حظر بعض التقنيات المستخدمة في طب الأحياء وعلم الوراثة، لما قد تمثّله من تهديد لحياة الكائنات.
وهذا ما وجّه أخلاقيّات البيولوجيا نحو وضع منظومة قيميّة تنظّم سلوك المتدخّلين في حياة الكائنات. خاصّة أمام ما أثاره تطوّر علم الأحياء من إشكالات لم تعهدها المجتمعات البشريّة (الاستنساخ، الإنجاب الاصطناعي، الهندسة الوراثيّة.). ووصلت الحاجة إلى هذه الأخلاقيّات إلى درجة إصدار تشريعات خاصة بها؛ ففي فرنسا صدرت سنة 1994 أولى تشريعات الأخلاق الطبّيّة لتحديد حالات الإنجاب الاصطناعي (طفل الأنبوب، الأمّهات الحوامل).
انظر:
- دورتيه، ج. ف. (2011). معجم العلوم الإنسانيّة. (جورج كتورة، مترجم). (ط.2). أبو ظبي- الإمارات العربيّة المتّحدة، بيروت-لبنان: كلمة ومجد المؤسسة الجامعيّة للدراسات والنشر والتوزيع. ص