04 يونيو 2014 بقلم
قسم التحرير قسم:
حجم الخط
-18
+ للنشر:البيولوجيا الاجتماعيّة علم ظهر في النصف الثاني من القرن العشرين مع عالم الأحياء الأمريكي إدوارد أوزوالد ويلسون من خلال كتابه "البيولوجيا الاجتماعية: التركيب الجديد" الذي أصدره سنة 1975. ويُعنى هذا العلم بدراسة الأساس البيولوجي لجميع أنواع السلوك الاجتماعي بغية إيجاد تفسير بيولوجي لمختلف المظاهر الحضاريّة (الأخلاق، الدين، التعاون..). وينطلق هذا العلم من فرضيّة وجود أساس بيولوجي لجميع النشاطات والأنظمة الاجتماعيّة، ليقدّم نظريّة عن الأسس الوراثيّة للسلوك الاجتماعي "المنظور إليه من وجهة نظر الاصطفاء الطبيعي" (ديسكولا، 2006، ص 326).
وقد سعت بعض الدراسات في البيولوجيا الاجتماعيّة إلى تعميم التفسيرات الوراثيّة للسلوك على المجتمعات البشريّة، مثل تلك التي اعتنت بموضوع القرابة الدمويّة، ورأت أنّ سلوكاً مثل تجنّب سفاح القربى، أو مراعاة مبادئ البنوّة، أو تعدّد مصادر الوراثة ... يبرّر القواعد المنظّمة للزواج ويجعلها وسائل مساعدة على تحسين قدرة التكاثر لدى الجماعة. إلاّ أنّ مثل هذه القراءات والنتائج اصطدمت برفض معظم علماء الأنثروبولوجيا الذين عدّوها مغرقة في التنظير لتعذّر تحقّق الفرضيّات البيولوجيّة التي تستند إليها؛ فالقرابة ليست عاملاً بيولوجيّاً فحسب، وإنّما هي أيضاً "نظام قوننة اجتماعيّة ليس من الضروري أن تكون فئاته مرصوفة على المسافة الفاصلة بين أقارب الدم" (ديسكولا، 2006، ص 327). ولهذا وصفها م. ساهلنز مثلا بأنّها "طوطميّة علميّة".
انظر:
-ديسكولا،ب. (2006). بيولوجيا اجتماعيّة. ضمن معجم الأثنولوجيا والأنثروبولوجيا.(مصباح الصمد، مترجم). (ط.1). بيروت- لبنان: المؤسّسة الجامعيّة للدراسات والنشر والتوزيع "مجد".