10 ديسمبر 2013 بقلم
محمد بوشيخي قسم:
الدين وقضايا المجتمع الراهنة تحميل الملف حجم الخط
-18
+ للنشر: محاور الدراسة:
1- التباس معركة السياسة بمعركة الحداثة: إعاقة الانفتاح الثقافي
2- التحولات المجتمعية وانبثاق الفاعلين الجدد
3- الشباب والمرأة والمقاول المتعلم
4- العولمة: تحولات المرجعية والهوية
5- ما بعد الربيع العربي: تمايز الديني والسياسي ورهان الفكر الإسلامي
ملخص الدراسة:
يشكل الدين العصب المحرك في التاريخ الثقافي الإسلامي، الشيء الذي يجعل من الثقافة الإسلامية ثقافة دينية بامتياز؛ فالدين في ممارسته وتطوره عبر هذا التاريخ أفرز إحداثيات مرجعية لمختلف أوجه النشاط في المجتمع، فوظيفته لا تنحصر في علاقة الفرد بربه، ولا في تنظيم الجانب الروحي وحده، بل يقدم رؤية شمولية -و"ملتبسة" أحيانا- حول مختلف أشكال التعبير الثقافي والتنظيم الاجتماعي معا. ولما كانت الممارسة الدينية تقوم على الأحكام الشرعية، فإن الإنتاج الثقافي صار يخضع تبعا لذلك للمقولات الفقهية، ويمارس في الإطار الذي تسمح به "سلطة الفقيه".
وقد تحدث محمد عابد الجابري عن الحضارة الإسلامية بصفتها "حضارة فقه"، في سياق إبرازه لدور الفقه في هذه الحضارة، حيث قام بالدور نفسه الذي قامت به الفلسفة في الحضارة اليونانية، فسميناها "حضارة فلسفة"، وهو الدور ذاته الذي قام به العلم والتقنية في الحضارة الأوربية المعاصرة، حتى وصفناها بأنها "حضارة علم وتقنية"1. ودور الفقه في الثقافة الإسلامية لم يكن فقط توجيهيا، بل صار تأسيسيا بتحوله إلى منطلقات مرجعية في التفكير خصوصا في خضم التباسه بظروف السياسة وإكراهاتها؛