04 يونيو 2014 بقلم
قسم التحرير قسم:
حجم الخط
-18
+ للنشر:تطلق الطبيعة الإنسانيّة على مجمل السمات السلوكيّة والمشاعر والعادات الاجتماعيّة والاتجاهات الثقافيّة والقيم التي يتعلّمها الأفراد في مجتمع ما عبر فعل التواصل. وفي مقدّمة هذه السمات، نجد سمة المرونة والقابليّة للتغيّر والتكيّف مع الظروف والشروط الاجتماعيّة والثقافيّة التي ينشأ في محيطها ويتفاعل معها. (بدوي، 1982، ص 202).
وقد اختلف المفكّرون في تحديد هذه الطبيعة، فمنهم من اعتبرها حالة افتراضيّة يعسر تحديدها بدقّة، ومنهم من ذهب إلى اختزالها في بعض ما يعتقد أنّه ميزة للإنسان على سائر الكائنات، فكانت التعريفات المقدّمة أميل إلى ضرب من الشموليّة مثل القول بأنّ الإنسان حيوان عاقل أو ناطق أو رامز...
وإدراك مكوّنات الطبيعة الإنسانيّة من العوامل الأساسيّة التي تمكّن من تقديم مفهوم متكامل للشخصيّة الإنسانيّة. ولهذا فإنّ النظر إلى هذه الطبيعة يأخذ بعين الاعتبار جملة الإمكانيّات والقدرات التي توجد لدى الكائن البشري منذ الولادة، وتبرز لديه وتتبلور وفق البيئة التي يتربى فيها، وينمو عبر احتكاكه وتعامله مع المحيطين به، وهو ما يكسبه أنماطاً سلوكيّة مخصوصة وقيماً وعادات تحقّق له التكيّف مع الفضاء الاجتماعي والثقافي الذي يعيش فيه. وهذا التصور للطبيعة الإنسانيّة معتمد خاصة في علم النفس، ففرويد يرى أنّ الطبيعة الإنسانيّة ضرب من التفاعل بين الطبيعي والثقافي، أو بين الفطري والمكتسب.