09 يناير 2014 بقلم
قسم التحرير قسم:
حجم الخط
-18
+ للنشر:الكاتب الروسي الثوري بيوتر ألكسايفيتش كروبوتكين من مواليد موسكو سنة 1842، وهو عالم في الجغرافيا ويعدّ منظّرا للمذهب الفوضوي. تأثّر سنة 1866 بثورة منفيّين بولونيّين حين كان في الخدمة العسكريّة (1862-1867)، فاستقال من الجيش وعاد إلى سان بيترسبرغ ليلتحق بالجامعة ويتلقى دروسا في الرياضيات والجغرافيا، وتمّ تعيينه في هذه الفترة تحديدا سنة 1867 موظفا (سكرتيرا) في الجمعية الجغرافية الروسية. وكان يتردّد على بعض الأوساط الثوريّة تحت تأثير آراء باكونين التي عرفت في تلك الفترة انتشارا كبيرا. وفي سنة 1872 سافر إلى بلجيكا وسويسرا، وانضمّ إلى أحد فروع الأمميّة الأولى، ثمّ انتسب إلى الجماعة الفوضويّة المعروفة باسم جماعة باكونين المعارضة آنذاك للأمميّة الأولى. وإثر عودته مجدّدا إلى روسيا، انطلقت مرحلة النضال الفعليّة حين شرع في توزيع مناشير ثوريّة استهدفت الفلاّحين والعمّال وحملت دعوة موجّهة إليهم قصد التحرّر من الاستغلال المسلّط عليهم. وكانت له مشاركة بارزة في النشاط السياسي والاجتماعي لـ"حلقة تشايكوفسكي" العدميّة النزعة. وتبعا لنشاطه هذا تمّ اعتقاله سنة 1874، وتمكّن سنة 1876 من الفرار من معتقله في اتّجاه سويسرا. وفيها أنشأ مع إليزيه روكلو (Elisée Reclus) صحيفة "المتمرّد" التي أضحت من أهمّ صحف الفوضويّة الأوروبيّة.
إلاّ أنّه طرد من سويسرا إثر اغتيال القيصر ألكسندر الثاني، فاتّجه نحو لندن ثمّ فرنسا وفيها وقع اعتقاله سنة 1882 بسبب انتمائه السابق إلى الأمميّة الأولى، وصدر في شأنه حكم بالسجن لمدّة خمس سنوات. وقبل استيفاء المدّة (سنة 1886) أطلق سراحه، فسافر إلى لندن لينشغل بالكتابة والعمل السياسي.
وفي الحرب العالميّة الأولى، انتصر للحلفاء إزاء ألمانيا وقام بتحرير "بيان الستّة عشر" سنة 1916 وقد حظي بتوقيع عدد من الشخصيّات الفوضويّة، وقد أشار فيه كروبتكين إلى " ذروة الأزمة التي فجّرتها الحرب داخل الحركة الفوضويّة الدوليّة" (الكيالي، 1985، ج5، ص 112).
ومع قيام الثورة في روسيا، عاد إلى بلاده رافضا المناصب التي عرضت عليه محترزا من السياسات المتّبعة، وهو الموقف نفسه الذي تبنّاه حيال الثورة البلشفيّة.
من كتاباته نذكر: "أقوال متمرّد" (1885)، "الظفر بالخبز" (1886)، "مذكّرات ثوري" (1906)، "التعاضد، عامل في التطوّر" (1906)، "الأخلاق" (1922)، "العلم الحديث والفوضى"، "حقول ومصانع وورشات"، "الثورة الكبرى1789-1793"، "الفوضويّة: فلسفتها ومثلها الأعلى".
"لقد سعى كروبتكين إلى إعطاء ركيزة علميّة للفوضويّة كما عرّفها باكونين، وذلك بإغنائه مذهبا يقوم على نقد الدولة والدين وينادي بالثورة العفويّة، بتصوّر للتاريخ يقوم على دراسة الثورة الفرنسيّة، ومذهب التطوّر، والشكل السياسي للفوضويّة، ألا وهو الكومونة أو العامية La Commune" (الكيالي، 1985، ج5، ص 112).