09 سبتمبر 2013 بقلم
قسم التحرير قسم:
حجم الخط
-18
+ للنشر:ولد (بيير بورديو) في الأول من آب 1930م في منطقة (دنكه) من (بيآرن)في جنوب فرنسا كان أبوه موظفا حكوميا في مكتب البريد ومن أصل ريفي، كان تلميذا داخليا بثانوية لويس بارتو، ومن التلاميذ المتفوقين دراسيا.
درس "بورديو" الفلسفة في مدرسة المعلمين العليا في باريس ونال فيها شهادة الأستاذية في الفلسفة في عام 1954م. واطلع على أعمال كلّ من ماركس وجان بول سارتر، فضلا عن اشتغاله بدراسة المنطق وتاريخ العلوم ثم تابع حلقة دراسية في التعليم العالي حول فلسفة الحق عند هيجل.
دعي من قبل المكتب النفسي للجيوش في مدينة فرساي، ولكن لأسباب تأديبية أرسل بسرعة إلى الجزائر في إطار إحلال السلام حيث أدى هناك القسم الأساسي من خدمته العسكرية ، وكتب بعد عودته إلى فرنسا مباشرة كتابا بعنوان (سوسيولوجيا الجزائر). ثم أصدر كتابا آخر بعنوان (أزمة الزراعة التقليدية في الجزائر).
وبدأ يدرس الفلسفة في السوربون ثم أصبح مديرا لقسم الدراسات في مدرسة الدراسات العليا، ثم مديرا لمعهد علم الاجتماع الأوروبي كما انتخب عام 1982م لكرسي علم الاجتماع في "المعهد الفرنسي"(Collège de France) وهي أعلى هيئة علمية في فرنسا ، وهكذا ظل يدرس ويحاضر فيها لغاية عام 2001.
وتعد كتابات "بيير بورديو" من أكثر المتون إبداعا وخصوبة في النظرية والبحث المتعلقين بالسوسيولوجيا لفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، فقد استطاع أن ينفتح على مجالات معرفية متعددة: كالانثروبولوجيا والسوسيولوجيا والاثنولوجيا والتربية والتاريخ واللسانيات والسياسة والاقتصاد والفن والإعلام والسياسة.. وقد زاوج في مشاريعه بين السبر الميداني و التنظير النقدي . وهذا ما يعبر عنه بقوله: "النظرية بدون بحث أمبريقي خواء والبحث الأمبريقي بدون نظرية هراء".
وكان مفهوم السلطة من المفاهيم الأساسية التي استطاع من خلالها قراءة الواقع الاجتماعي والسياسي والإيديولوجي فاضحا التباين الطبقي بين الطبقة البورجوازية والطبقة البروليتاريا. وقد اعتبر المثقف المناضل أداة لمجاوزة الفكر التقليدي نحو صياغة مفهوم حداثي عقلاني يلائم صيرورة المجتمع وتطوره الرمزي والمادي من أجل كشف تصورات الهيمنة والصراع على كمية من كميات الواقع.
كل ذلك يتأسس عند " بيير بورديو" على تقسيم العالم الاجتماعي إلى جملة من الحقول المستقلة نسبيا والبحث عن منطقه الداخلي وكيفية اشتغاله وعمله في بنيات المجتمع.
وبهذا، تمكن "بورديو" من ربط مفهوم السلطة بمفاهيم سوسيولوجية مركزية منها: اللعب والحقل والنسق..الخ، تعبيرا عن بنية اجتماعية وفكرية تؤسس رؤية شاملة للمجتمع ككل. ليس هذا في مستوى النظري، بل أيضا في مستوى الأبحاث الميدانية.
وبناء على هذا، وفي سياق بناء مفهوم السلطة الرمزية حاول هذا العالم السوسيولوجي مناهضة مرتكزات النظام الرأسمالي والتربوي القائم مستثمرا وموظفا دلالة الحقل الاجتماعيمستبعدا النظرية الوظيفية التي انتقدها بقوة في الكثير من المناسبات.
توفي في 23 يناير 2002.
من مؤلفاته وأبحاثه:
·La distinction : critique sociale du jugement, Les Éditions de Minuit, 1979
·Le Sens pratique, Paris, Les Éditions de Minuit, coll. « Le sens commun », 1980
·Questions de sociologie, Paris, Les Éditions de Minuit, coll. « Documents », 1980
·Ce que parler veut dire : l’économie des échanges linguistiques, Paris, Fayard, 1982
·Homo academicus, Paris, Les Éditions de Minuit, coll. « Le sens commun », 1984,
·
La noblesse d’État : grandes écoles et esprit de corps, Paris, Les Éditions de Minuit, coll. « Le sens commun », 1989
·
Raisons pratiques : sur la théorie de l’action, Paris, Seuil, 1994,
· « La domination masculine »,
Actes de la recherche en sciences sociales, n
o 84, septembre 1990,
راجع: Sciences humaines hors série spécial n° 15 consacré à Pierre Bourdieu, février-mars 2012.
Jean-Marie Durand, « Bourdieu, dix ans après », Les Inrockuptibles, 8 janvier 2012 [archive]
Michel Offerlé, « Engagement sociologique : Pierre Bourdieu en politique »,
Regards sur l’actualité, n°248, 1999.