07 أبريل 2015 بقلم
إبراهيم بورشاشن قسم:
الفلسفة والعلوم الإنسانية حجم الخط
-18
+ للنشر:إنّ أقصى ما تطمح إليه هذه الورقة هو تقديم معالم كبرى لرحلة الكتاب الفلسفي الإسلامي في المغرب المعاصر، وذلك من خلال مسارات ومفاهيم ما تزال تتطلب مزيداً من الضبط.
عرف الكتاب الفلسفي الإسلامي في المغرب، منذ أن ذَرَّ للفلسفة قَرْنٌ في ربوعه، رحلةً طويلة عرف فيها مغامرات متعددة انتهت بصمته عن الكلام المباح لدهر من الزمن، قبل أن يعاود الظهور في أواسط القرن العشرين في أرض غير الأرض، وزمان غير الزمان، وشروط غير الشروط.
وسنحاول في هذا القول الخبري أن نقدّم جوانب من هذه المغامرة الحديثة:
فما المقصود بالكتاب الفلسفي الإسلامي؟
وما القول في شروط إنتاجه؟
وما القول في بعضٍ من مغامراته؟
-1-
عند إرادة تعريف الكتاب الفلسفي الإسلامي يطرح علينا مشكل معيار التعريف، فما المعايير التي بموجبها نعتبر كتاباً ما فلسفياً إسلامياً؟
أقدّم في هذا الصدد تعريفاً أوليّاً إجرائياً، يعتبر "كتاباً فلسفياً إسلامياً، كلّ نص ألف لقصد فلسفي واضح وبنفس فلسفي بيّن، غاياته تحريك الفكر وطرح الأسئلة ومجاوزة المألوف من المعرفة والنظر"، ذلك ما تقدمه مثلاً كتابات محمد عزيز الحبابي، وسامي علي النشار، وعلي أومليل ومحمد عابد الجابري وعبد الله العروي وطه عبد الرحمن وغيرهم ممّن أثرى الساحة الفلسفية الإسلامية المغربية بنصوص فلسفية.
لكنّ الساحة المغربية عرفت أيضاً كتابات في علم الكلام وفي أصول الفقه ومقاصد الشريعة قصدها الفلسفي بارز ونفسها الفلسفي بَيِّن، مثل كتاب "الفكر الأشعري" للأستاذ سعيد بنسعيد العلوي، الذي أنشأه صاحبه من خلال منهجه في حفر في التاريخ بالبحث عن السياسي وراء الفكر، إذ "السياسة [تظل عنده] هي الطيف الذي ما يفتأ يطلّ برأسه ويختفي، ويظل خلف الباب الموارب يتنكر في أقنعة جديدة"
[1]. وكتاب "مقاصد الشريعة وإشكالية السلطة العلمية في الإسلام" للأستاذ عبد المجيد الصغير، الذي أنشئ بمنهج قريب من المنهج السابق. ونصوص غيرها كتبها فقهاء مغاربة هي إلى كسر المألوف من النظر أقرب منها إلى تكريس المألوف منه. ويمكن في هذا الإطار أن نمثل بكتاب "الفكر السامي" للحجوي، والذي اعتبر بدعاً من الكتب الفقهية في المغرب الحديث. بل إنّ الأمر قد يصل إلى مجال النقد الأدبي كما يمثله كتاب "المنزع البديع في تجنيس أساليب البديع" للسلجماسي، الذي نشره المرحوم علال الغازي، وقال فيه إنّه "كتاب في النقد والبلاغة من وجهة نظر فلسفية ومنطقية وظف فيه السجلماسي العقل والذوق والثقافة المتنوعة بين العربية واليونانية في الدرس النقدي والبلاغة" وهو يمثل، عنده، خصوصية المدرسة المغربية الفلسفية في النقد والبلاغة.
[2]وهكذا نجدنا أمام فضاء واسع يضم إلى جانب الكتب التي تناولت قضايا فلسفية أو تناولت بالدرس بعض الفلاسفة، كتباً في التصوف، وفي الأصلين، وفي المقاصد وفي العلم العربي في الأدب والنقد الأدبي. وأعتقد أنّ النظر إلى الكتاب الفلسفي الإسلامي، بهذه الجهة، سيغني جوانب نظرنا إلى هذا الموضوع الأثير.
-2-
إذا كان الكتاب الفلسفي الإسلامي متعدد الأوجه والسمات، فإننا سنقصد هاهنا إلى الكتاب الفلسفي الإسلامي بالمعنى الخاص، أي الكتاب الذي أنشأته الأجيال المتعاقبة على قسم الفلسفة بالجامعة المغربية، نقول في بعض مغامراته دون السكوت عن الإشارة، إن اقتضى المقام ذلك، إلى هذه الجهة أو تلك ممن اعتنت بهذا الكتاب في شعب علمية مجاورة.
أعتقد أنّ المغامرة الكبرى للكتاب الفلسفي الإسلامي بدأت بعد أن رفع بعض متفقهة الإسلام جداراً صلباً بين ما أسموه "العلوم المحمودة" و"العلوم المذمومة"، رغَّبوا في الأولى وزَهَّدوا في الثانية، فأصبح الاقتراب من الكتاب الفلسفي الإسلامي يثير الكثير من الارتياب. لقد أضحى الكتاب الفلسفي في بلاد الإسلام كتاباً سريّاً، متخفياً، ومتابعاً، وهذا ابن الخطيب في وصية لأبنائه، يحذرهم من الاقتراب من هذا الكتاب لأنه جرّ على ابن رشد وهو إمام الشريعة "السخطة الشنيعة"، حسب تعبيره.
وظلت الفتاوىَ تتْرى، محذرة من الكتاب الفلسفي الإسلامي، الذي ظل مع ذلك حاضراً على هامش الفضاء الثقافي المغربي، حتى حطّم الاستعمار الفرنسي ورجالات اليقظة الحديثة بعضاً من هذه البنية الثقافية التي تكرست مع زمن مضى. فـ"منذ زمان مبكر وعت الحركة الوطنية وعياً جيداً أنّ كل حديث معقول عن التحرير السياسي الوطني ينبغي أن يكون في الوقت ذاته حديثاً واضحاً عن وجوب التحرير من العادات الاجتماعية... من جهة أولى، وإلى الجهل بأمور الدين من جهة ثانية، وإلى التحرر من الجمود الفكري من جهة ثالثة"
[3]. وقد كثرت الرحلات إلى الغرب ومعاينة أثر العلم والفلسفة ودورهما في تقدم أوروبا، وتردد ذلك عند الصبيحي الذي أحيا فتوى قديمة لليوسي يتبرأ فيها ممّن جعل العلم حراماً، ويدعو فيها إلى الاشتغال بالعلم الإلهي وبجميع صنوف المعرفة الفلسفية، معتبراً ذلك من سبل الرقي الصحيح
[4]. كما تردد صدى ذلك عند الفقيه الحجوي الذي ألقى في أواسط الخمسينات بمكناس محاضرة أثبت فيها عدم التعارض بين الفلسفة والعلم والدين
[5].
في هذه الظروف، وظروف غيرها، سيعرف الكتاب الفلسفي الإسلامي في المغرب المعاصر مغامرة الميلاد بعد مغامرة الغياب، سيولد هذا الكتاب في فضاء لم يعرف تراكماً فلسفياً مغربياً، سيولد هذا الكتاب باللغة الفرنسية في أواسط الخمسينات تحت عنوان Puf 1954 De l’être à la personne قبل أن يصدر باللغة العربية في أواخر الستينات عن دار المعارف بمصر تحت عنوان "من الكائن إلى الشخص، دراسات في الشخصانية الواقعية". سيولد هذا الكتاب من خلال معاناة ذاتية تمثلت في هذا الشعور الذي ما فتئ يرافق الأستاذ الحبابي منذ تفتح عينيه على مغرب يرزح تحت الاستعمار، وهو شعور تقوّى عندما هاجر إلى فرنسا، شعور شاب مثقف وافد من بلد تابع لا هوية له سوى أنّه خاضع لحماية فرنسا، شاب مهان ومستذل قلباً وقالباً
[6].
لقد حمل هذا الكتاب على جسده جراحات غياب الكتاب الفلسفي الإسلامي في المغرب لعدة قرون، فجاء يحمل همّاً ذاتياً عميقاً، همّ الحرية وإعادة بناء الذات، بأفق فلسفي معاصر التقى فيه الحبابي مع عبد الرحمن بدوي ووجوديته، وزكي نجيب محمود ووضعيته، وكتب بلغة أوروبية كانت لغة العصر والاعتراف.
لكن مع ذلك، فقد وضع هذا الكتاب "الخطاب الفلسفي في أفق جديد، بلغته ومضمونه ورهاناته، فإذا كان العقل النظري هو الذي طغى على الفلسفات العربية القديمة، فإنّ الحبابي فضل أن يمارس الفلسفة في معترك العقل العملي"،
[7] وهو الفضاء الذي تمارس فيه الفلسفة في المغرب لعقود.
-3-
إذا كان الكتاب يخلق "موجودات من نوع جديد" كما يقول بروست
[8]، فإنّ كتاب الحبابي سيكون الرحم الذي ستخرج منه هذه الكائنات الفلسفية الجديدة في المغرب المعاصر، إذ إنّ الحبابي، رغم أنّه نادى بمذهب فلسفي محدد، انتقل فيه من الشخصانية الواقعية إلى الشخصانية الفلسفية إلى الثالثية إلى الغدية، إلا أنّه كان يُعَلِّم طلبته، بتعبير المرحوم الطاهر وعزيز، أنه من أجل امتلاك الحقيقة يجب أن تولد من الذات
[9]. لكن يبدو أنّ الهمّ العملي الذي طبع كتابات الأستاذ الحبابي هو الذي سيحرك الموجودات الجديدة الأخرى، حيث سيخوض الكتاب الفلسفي الإسلامي في المغرب مغامرة الأدلجة، قبل أن يخوض مغامرة التأويل والتحقيق والترجمة.
إنّ حدود القراءات التي تمّت للتراث الفلسفي الإسلامي في غياب المتن الفلسفي الإسلامي، سواء كان غيابه حقيقياً أم رمزياً، ستخرج لنا نوعين آخرين كما أسلفنا من الكتاب الفلسفي، أحدهما مرتبط بالآخر: الأوّل نسميه "الكتاب المؤول" والثاني نسميه "الكتاب المحقق"، لنصبح في المغرب المعاصر أمام أربعة أنواع من الكتب: "الكتاب الفلسفي المؤدلج"، و"الكتاب الفلسفي المؤول"، و"الكتاب الفلسفي المحقق"، و"الكتاب الفلسفي الإسلامي المترجم".
-أ-
ظهر "الكتاب الفلسفي المؤدلج" ليعبّر عن حاجات عملية أكثر منها حاجات معرفية، وستصبح هواجس التاريخانية والاشتراكية والديمقراطية والتحرر والاستقلال التاريخي والأسلمة وغيرها، محركات للكتاب الفلسفي الإسلامي ضمن عقود وما يزال. ويعتبر كتاب "نحن والتراث" للمرحوم محمد عابد الجابري من رموز هذه المرحلة. ولن نقف هنا عند مرحلة "الكتاب الفلسفي المؤدلج"، لأنّ القول فيها على سبيل الاستقصاء يتطلب تفصيلاً أكثر، خاصة أنّها وسمت الكتاب الفلسفي بخاصية الكتاب المُحَرِّض على الفعل أكثر من سمة الكتاب المحرض على الفهم.
-ب-
انطلق "الكتاب الفلسفي المؤول" من النصوص الأولى للفلسفة الإسلامية لإصلاح ملامح "الشبح الباهت" الذي صنعته القراءات الإيديولوجية للتراث الفلسفي، لقد أراد هذا الكتاب أن يكون فضاء لـ"تعقب الدلالات في محايثتها الداخلية، في سريانها الذاتي، لا في إسقاطاتها على أزمة أخرى"
[10].
لقد أصبح الكتاب الفلسفي يخوض مغامرة الارتباط القوي بالنص لقراءته "في نصيته، قراءة محايدة قدر الإمكان من أجل توفير شروط التحاور معه، والسير معه في ثنايا ومنعرجات مفاهيمية". هكذا خطّ الأستاذ المصباحي السبيل لهذا الضرب من الكتاب الفلسفي المؤول. والتأويل هاهنا بالمعنى القديم والحديث معاً؛ إخراج النصوص من دلالاتها الظاهرية إلى الدلالات التي تحتملها مع البقاء داخل الحقل الدلالي الأصلي لاستخراج الممكنات المعرفية الثاوية داخل النصوص. وقد أدى ذلك إلى الاهتمام بالمنهج الفيلولوجي، كما نجد عند المرحوم جمال الدين العلوي، الذي كان حريصاً على بث الوعي بأنّ الإشكالات التي يطرحها القول الفلسفي الإسلامي يتطلب عملاً فيلولوجياً في المستوى الابتدائي. وكان يرى أنّ المنحى الفيلولوجي، الذي يقوم به العالم بفقه اللغة، والمنحى التاريخي الذي يقوم به دارس النصوص الفلسفية، هو الكفيل بأن يمهد "الطريق أمام الفلسفة والنظر الفلسفي وأن يؤسس للدرس الفلسفي"، وقد قدّم في مقالته "تطور إشكالية العقل عند ابن رشد: من الفحص الفيلولوجي إلى النظر الفلسفي"
[11] نموذجاً لهذا الضرب من التأويل الفلسفي الذي كان ينشده.
-ج-
كان المرحوم جمال الدين يعتبر أنّ إخراج الأعمال الفلسفية رفع لأول عائق يحول دون نهضة فلسفية حقيقية، وقد ظلّ مشروع التحقيق الفلسفي متوقفاً في المغرب المعاصر إلى أن دشنه الأستاذ السرغيني بتحقيق نص لابن سبعين لم يرَ النور أبداً
[12]. لكنّ الذي سيفتح باب التحقيق على مصراعيه سيكون المرحوم جمال الدين العلوي في ثمانينات القرن الماضي بتحقيقاته لنصوص رشدية وباجوية لم تكن معروفة من قبل، وهكذا أخرج المرحوم العلوي:
- تلخيص السماء والعالم، وقد نقله من النص العبري إلى النص العربي، وذلك سنة 1984
- مقالات في المنطق والعلم الطبيعي، وقد نشرت سنة 1983
- رسائل لابن باجه غير منشورة
- ورقتين في تقسيم السماع الطبيعي نشرهما بمجلة كلية الآداب بفاس سنة 1984
- تلخيص الآثار العلوية، من الحرف العبري إلى الحرف العربي، نشر سنة 1994 بعناية الأستاذ محمد المصباحي.
- تلخيص الكون والفساد، من الحرف العبري إلى الحرف العربي، نشر سنة 1994
- وأخيراً، مختصر المستصفى، نشر سنة 1994 بعناية محمد علال سي ناصر.
وهكذا نرى أنّ ما تركه من تحقيقات تنصبّ على النصوص الفلسفية في الغرب الإسلامي، فقد كان الهم الفيلولوجي للأستاذ جمال الدين همّاً مؤرقاً إلى درجة أنه ترك التأليف وانصرف إلى التحقيق، حتى إنّ أعماله المحققة فاقت تآليفه الفلسفية التي أنشأها ابتداء، والتي لم تخرج عن كتابه "المتن الرشدي" ومؤلفه عن مؤلفات ابن باجه، وبعض مقالاته المبثوثة هنا وهناك.
كان المرحوم يؤمن كذلك بأهمية العمل الببليوغرافي التوثيقي باعتباره تحضيراً علمياً لقراءة النص الفلسفي، وإلا زلت بنا الطرق في قراءة النصوص، ويعتبر كتابه "المتن الرشدي" وكتابه عن "مؤلفات ابن باجة" من أهم ما تركه في هذا الباب. ولهذا السبب أنشأ مركز الدراسات الرشدية بفاس، فنقل التحقيق إلى عمل مؤسساتي، وخلفه في المركز الأستاذ محمد المصباحي الذي لم يعمر فيه طويلاً إذ انتقل بعد وقت يسير إلى كليّة الآداب بالرباط، لكنه عمل على نشر ثلاثة نصوص حققها المرحوم جمال الدين ولم ينشرها في حياته، وهي تلخيص الآثار العلوية وتلخيص الكون والفساد ومختصر المستصفى.
ثم خلف الأستاذَ المصباحي الأستاذُ ألوزاد الذي نقل عمل المركز من تحقيق النصوص الرشدية إلى تحقيق نصوص أبي بكر بن الصائغ؛ رافد ابن رشد الأكبر. فقد كان حدث اكتشاف مخطوطة برلين حدثاً هاماً، لأنها تنفرد بنصوص هامة، وتلزم الباحثين بمعاودة النظر في سائر الأعمال الباجية التي نشرت، وكان التعويل فيها على مخطوطة أكسفورد، وهو ما حرّك مركز الدراسات الرشدية للتفكير في مشروع تحقيق وإعادة تحقيق أهم نصوص ابن باجة.
وهكذا أخرج المركز في عهد المرحوم ألوزاد عددين من "دفاتر مجموعة البحث في الفلسفة الإسلامية"، العدد الأول الموسوم بدراسة وتحقيق: المنطق والطبيعة والاصطلاح نُشر فيه نصان محققان هما: "تعاليق ابن باجه على كتاب القياس للفارابي"، و"تفسير الأسماء المشتركة الدائرة بين النظار" لمحمد المكلاتي وثلاث دراسات، أمّا العدد الثاني فعبارة عن نصوص ثلاثة؛ نص شرح الآثار العلوية لابن باجه، والثاني تحقيق القوة الناطقة، والثالث تحقيق كتاب النفس. ثم بعد وفاة المرحوم ألوزاد سنة 2003، تولى دفة المركز الأستاذ العلمي حمدان الذي أخرجت في عهده ثلاثة أعداد: العدد الثالث عن تحقيق شرح الفارابي لصدر المقالة الثانية والمقالة الخامسة لأقليدس، والعدد الرابع "الارتياض في التحليل" لابن باجة، ثم العدد الخامس "كلام في القياس". وقد أخرج الأستاذ العلمي حمدان مؤخراً نص المكلاتي محققاً والموسوم بـ "لباب العقول في الرد على الفلاسفة في علم الأصول".
وقد كان التحقيق يتمّ بين أعضاء المركز إمّا بصفة فردية أو عن طريق عمل جماعي، وقد أسفر ذلك عن تقديم نصوص فلسفية جيدة.
إذا كانت مدرسة فاس الفلسفية قد خدمت النص الفلسفي الإسلامي في الغرب الإسلامي فإنّ هذا لا يعني أنّه ليس هناك أعمال أخرى ظهرت في جهات أخرى، نذكر منها المجهود الفردي الذي يقوم به الأستاذ العدلوني حيث أخرج أعمالاً محققة لابن مسرّة وابن برجان وابن عربي والشّشتري وابن طملوس؛ فانتعش معه الكتاب الفلسفي المحقق في بعده الصوفي، بعد البداية التي عرفها هذا الكتاب مع تحقيق كتاب "روضة التعريف بالحب الشريف" لابن الخطيب، الذي نشره الأستاذ محمد الكتاني في مستهل سبعينات القرن الماضي، وهو كتاب في الحب الإلهي ذو نفس فلسفي بارز. وهكذا أخرج الأستاذ العدلوني: