ماركيز في دائرة الواقعية السحرية
|
| |
يحاول هذا الكتاب «غابرييل غارسيا ماركيز.. في دائرة الواقعية السحرية» للباحث والناقد مصطفى الحمداوي والصادر عن دار الأدهم، إبراز بعض ملامح مدرسة الواقعية السحرية من خلال باقة مختارة ومتنوعة من أعمال الروائي العالمي غابرييل جارسيا ماركيز، حيث يلتقط المؤلف أجزاء من هذه الأعمال المختلفة التي تظهر الوجه العجائبي في أدبه، ناقلا للقارئ ومضات ممتعة تفيض بالجمال وسحر الواقع الذي يرسمه هذا الروائي الكبير ببراعة لا تضاهى. ويرى المؤلف أن كتابه رحلة قصيرة ولكنها عميقة تستمد عمقها مما يلتقطه من دلالات في مدرسة الواقعية السحرية التي تزخر بها إبداعات ماركيز، ويقول «إذ نقول إبداعات غابريل غارسيا ماركيز فلأن مدرسة الواقعية السحرية لا تتجلى فقط فيما أبدعه من روايات أو قصص قصيرة، بل أيضا في مقالاته وأحاديثه وحواراته التي لا تبتعد أبدا عن كونه كاتبا يمارس، بطرق متباينة، أسلوب الواقعية السحرية في حياته اليومية». يبدأ المؤلف متسائلا مَنْ هو غابرييل جارسيا ماركيز، مؤكدا أنه سؤال صعب ليس من السهل الاجابة عليه كون ماركيز ظاهرة أدبية قد لا تتكرر قريبا في الأدب العالمي، فماركيز يعد عالما وحده، ولا يمكن اختزاله في كلمات أو سطور قليلة، لقد عجز الكاتب الانجليزي جيرالد مارتن الذي ألف كتابا ضخما من حوالي 700 صفحة وخلال 17 عاما متصلة، ولقد عجز للوصول في النهاية إلى كتابة سيرة حقيقية لأديب استثنائي جدا، وهذا باعتراف جيرالد نفسه في كتابه الذي يحمل عنوان «سيرة حياة غابرييل جارسيا ماركيز»، الذي يكتب قائلا «وحتى عندما تكون متأكدا من أن أي حكاية تستند إلى شيء ما حدث حقا، فإنك لا تزال غير قادر على اختزاله إلى شكل واحد لأنك ستجد أنه ذكر ـ يقصد ماركيز ـ معظم القصص المشهورة عن حياته بأنماط متعددة ومتباينة يحوي كل نمط منها جانبا من الحقيقة». ويتناول الحمداوي في الكتاب من أعمال ماركيز رواياته «خريف البطريرك» و»قصة موت معلن» ويتناول أكثر من مقال في كتاب «كيف تكتب الرواية ومقالات أخرى» ويناقش ما جاء في حواراته مع الكاتب والصحفي الكولومبي بيلينيو أبوليو ميندوزا التي ضمها كتاب «رائحة الجوافة» الذي يعد مرجعا لفهم سيكولجية ماركيز الأدبية والنفسية، كما يحلل كتاب «سيرة حياة غابرييل