22 يناير 2015 بقلم
قسم التحرير قسم:
حجم الخط
-18
+ للنشر:تطلق الواقعية على المذهب الذي يسلّم بوجود حقائق خارجة عن الذهن، ويقيس صدق الكلام بمدى مطابقته للواقع، في مقابل المثاليّة؛ فالواقعيّة ترفض ربط وجود الطبيعة والأشياء بالوجود الإنساني، وترى أنّ للعالم وجوداً عينيّاً مستقلاً عن الذات العارفة وأحوالها؛ أي إنّها تقدّم الأعيان الخارجيّة على المدركات الذهنيّة.
وللواقعيّة في الفلسفة دلالات عدّة؛ فهي في مبحث الوجود قد تطلق إضافة إلى ما أسلفنا، على ما يعرف بالواقعيّة الساذجة التي تتصوّر العالم على نحو ما يرى ويلمس، وكذلك على الواقعيّة النقديّة التي تخضع العالم الخارجي لعمل ذهني ولا تقبله كما هو، وقد تطلق أيضا على واقعيّة كانط المسمّاة بالواقعيّة الترنسندنتاليّة.
أمّا في مبحث المعرفة، فيقصد بالواقعيّة تلك النظريّة التي تذهب إلى أنّ للمعاني والكلّيّات وجودا موضوعيّا ومستقلاّ عن الذهن، وهي نظريّة تعود إلى عالم المثل عند أفلاطون بوصفها جواهر معقولة قائمة في عالم مستقل عن الوجود الإنساني، وقد توسّع فيها عدد من الفلاسفة المدرسيّين في العصر الوسيط، فقالوا بوجود الكليات وجوداً واقعياً وموضوعياً مستقلاً عن الأشياء التي تمثلها، وقابلوا من ثمّ بينها وبين الاسمية (nominalism)، والتصورية (conceptualism).
وفي علم الجمال، تطلق الواقعيّة على مذهب يرى الفنّ مجرّد محاكاة للطبيعة.
انظر:
- صليبا، جميل. (1982). المعجم الفلسفي. بيروت- لبنان: دار الكتاب اللبناني- مكتبة المدرسة. ج2، ص ص 552-554
- مدكور، إبراهيم. (1983).
المعجم الفلسفي. القاهرة: الهيئة العامّة لشؤون المطابع. ص