تقرير خاص
التعلم في العصر الرقمي
مقدمة
بيانات هائلة تذهب إلى المدرسة
(*)تقوم التقانة بإعادة صوغ سمات التربية والتعليم كلها،
ذلك لأنها توفر أهم المقررات التعليمية لأفقر سكان العالم،
وتغير طرائق تعلم جميع الطلبة
محررو ساينتفيك أمريكان
باختصار إن تحليل البيانات data، والڤيديو المتواصل streaming video، من بين تقانات أخرى، يذهبان من سوق المستهلكين إلى صفوف K-12 والكليات. وتقدم المقررات التدريسية على الإنترنت المتاحة على نطاق واسع (MOOCs)ا(1) صفوفا دراسية مجانية لمناطق نائية. وتتعقب منصات التعلم التكيفي adaptive learning platforms تقدّم الطلبة عن كثب، وتصمم محتويات ملائمة للقدرات الفردية لهم، وتتنبأ بالطريقة التي سيسلكها الطالب. لكن النقاد يحذرون إذ يرون أنه يتعين رصد المال اللازم للحصول على مدرسين عظماء، بحيث لا يقل حجم هذا المال عمّا يستثمر في التقانة. |
في القرون القليلة المنصرمة لم يطرأ على الصفوف الدراسية تغير يذكر. فالطلبة يحضرون إلى صفوفهم، ويسجلون ملاحظاتهم، ويُعِدون فروضهم المدرسية في منازلهم. أما المدرس، فإنه يُلقي الدرس ويجري اختبارا لطلبته بين الحين والآخر. وبعد أن يأخذ الطلبة درجاتهم، ينتقلون إلى الموضوع التالي. وعموما، فإن الطلبة - وبخاصة غير المتفوقين منهم - يختارون مدرسة أو جامعة أهم ميزاتها قربها من مسكنهم، بصرف النظر عن مستواها.
لقد بدأ هذا الروتين بالتغير. ففي عدد صغير - لكنه آخذ في التزايد - من المدارس، كان الطلبة يشاهدون المحاضرات بواسطة الإنترنت، ويحضرون إلى صفوفهم وهم على استعداد لمعالجة الواجبات الدراسية المفروضة عليهم، ويتعاونون مع معلميهم وأقرانهم. إنهم يتفاعلون مع برامجهم الحاسوبية التي تسمح لهم بالعمل بالسرعة التي تناسبهم بصرف النظر عما يعمله باقي الطلبة. ويعتمد المدرسون على البرامج الحاسوبية نفسها في وضع علامات الاختبارات، وهذا يسمح للمدرسين بمتابعة عدد أكبر من الطلبة عن كثب في وقت واحد. ولم تعد المدارس المحلية الخيار الوحيد للطالب، إذ إن المشروعات التعليمية الناشئة وغير الربحية توفر مقررات دراسية متاحة لأي شخص موصول بالإنترنت.
تُرى، ما الذي يدفع هذه الثورة الرقمية إلى الأمام؟ أحد عوامل هذا الدفع هو أن المدارس والجامعات واقعة تحت ضغط أعلى مما كان عليه في أي وقت مضى. فثمة طلبة عددهم في ازدياد يتابعون مستويات عالية من التعليم في وقت لا قدرة فيه للجامعات ذات الميزانيات الضئيلة على توظيف الملاك التدريسي الذي هي بحاجة إليه. وفي الوقت نفسه تقوم الحكومات والمعاهد (التي يلاحقها القيّمون عليها) برفع مستويات ما يجب على الطلبة معرفته في كل مرحلة دراسية.
يرى الكثير أن التقانة هي الحل، لكن النّزّاعين إلى الشك يظنون أنها لا تحسّن إلا القليل مما يمكن للمدرسين فعله، ثم إنها توجه تهديدا لخصوصية الطلبة.
وفي هذا القسم الخاص، تستكشف «ساينتفيك أمريكان» حدود العصر الرقمي الجديد في التربية والتعليم، وما يعنيه هذا العصر للوالدين والطلبة والمدرسين والمجتمع.