معا لأجل الدعارة بالمجان.. وكلنا إنسان
مايسة سلامة الناجي
الثلاثاء 29 أكتوبر 2013 - 12:15
تم اعتقال مراهقين نشرا صورة وهما يقبلان بعضهما، فاحتج لأجلهما جمع من المناضلين ب"البوسان"..
أتساءل لو تم اعتقال أحدهم وهو يمارس العادة السرية داخل سيارة أو وراء شجرة، كيف كان سيحتج لأجله هؤلاء المناضلون أمام البرلمان..
...
للأسف تم إجهاض النضال بالشتيمة والضرب.. بسبب رجل أخذته نخوة أعراب الجاهلية..
ففضحوه لأنه مس شرف المناضلين، وأحبط محاولتهم في رد الاعتبار لحق من حقوق الإنسان..
فضحوه ـ هم الذين لا يومنون بأن السكر والقبل والجماع في العلن فضيحة، بل أنه حق، بل أنه واجب ـ فضحوه بنشر صوره وهو سكران!!!
سالت الأقلام مدادا، واهتزت القلوب والأفئدة الحرة المدافعة عن الحريات الفردية.. متساءلة باكية ناحبة جهل الشعب وتناقضه:
ما هذا النفاق وما هذه السكيزوفرينيا؟ ماهذا الشعب الغبي الذي لا يقبل القبل والعناق والجماع إلا في السر.. لماذا أصلا تسمونها عادة سرية أيها الشعب المحتال؟ كيف والكل يعلمها.. لا زلتم تختبؤون لممارستها وراء الحيطان؟ لماذا لا نصارح أنفسنا ونمارس كل ذلك في الشارع العام، مع بعضنا في تقدير واحترام!
لماذا لا نحول المآثر التاريخية، والبساتين الوطنية، من مخابئ عشاق يسرقون القبل والعناق.. لشقق دعارة شرعية مفتوحة الأبواب، بأرقام وبطائق وأمن واقف عند الباب، وسعر مقبول للمواطن الضعيف.. أليس هذا استثمار أيها الشعب الغبي، ألن يوفر هذا فرصا للعاطلين، وفضاء للمكبوتين، ودعارة مقننة بالترخيص والتمحيص والفرز والأمن والأمان..
لم لا نوفر قوافل طبية للباغيات والزناة منعا لانتشار السيدا والسيفيليس والزهري، ونوعي الناس بطريقة استعمال العازل الطبي، وننشر الثقافة الجنسية، مرحى مرحى.. افتحوا أرجلكن يا نساء المغرب، الحداثة قادمة مع مناضلي الحريات الفردية..
لم لا نقنن إكراميات الخليجيين، بتسعيرة موحدة، وأثمنة مخفضة على الشعور السوداء التي تلصقها البنات بأسعار اللهب، ونحدد شكل الخليجيين الذين يدخلون البلد بالمباريات واستجوابات التوظيف الغير مباشر، حتى لا تنام بناتنا مع من هب ودب..
لماذا لا نتقبل أن لنا أجساد لها غرائز مقدسة، ليس لها وقت، قد تنفجر في أي مكان؟ قد تنفجر وأنت جالس في مقهى، قد تنفجر وأنت جالس في اجتماع عمل، قد تنفجر وأنت تؤدي القسم كوزير على الإخلاص في آداء المهام.
لماذا لا نتصالح مع ذواتنا، ونقبل بعضنا، ونخرج إلى الشارع بأعضائنا مكشوفة، دون نفاق، نبرزها دون غش ولا خديعة، ولا ملابس تزيد من الأحجام؟
لماذا نضع على المراحيض أبوابا، والكل يعلم ما يحصل بالداخل من عمليات فيزيولوجية طبيعية لا تحتاج التوضيح ولا البيان..
لماذا نكتب على الأسوار في المدن: "ممنوع البول"؟ والكل يعلم أن الكل يتبول.. ما هذه الازدواجية؟
لماذا يعتقلون الحشاشين والدولة تسمح بزراعته؟ بل الحشيش حق شرعي للجميع.. تحششوا حتى في الفصول الدراسية!
الأماكن كلها سواسية.. والغرائز طبيعة بشرية.. كل مكان هو مكان لممارسة الجنس.. ممارسة الجنس حق مشروع يا شعب "الحڭارة".. حتى في المطارات والمولات وعلى الطرق السيارة.. والأسبقية للراجلين..
لم الخجل؟ لم الوقار؟ لم العفة؟ كلنا حيوانات ناطقة لها اشتهاءات ورغبات، لها مطالب وحاجات، لم النفاق يا مغاربة، لم الحياء؟ أزيلوا ملابسكم وقبلوا بعضكم وناموا على الأرصفة، الرجل على المرأة، والرجل على الرجل.. هذا هو النضال الحق يا "مانديلا".. هذا هو النضال الحق يا "تشيڭيڤارا"..
لم نحدد من الأصل تسعيرة دور الدعارة؟ من يدافع عن الرجل الفقير الذي لا يملك الدرهم؟ بل معا لنطالب بالدعارة بالمجان..
كلنا سواء.. كلنا إنسان..
تحيى حركات الاحتجاج بالبوسان.. تعيش تعيش تعيش
مايسة