** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 سورية... كرة ثلج تقطر دمًا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حمادي
فريق العمـــــل *****
حمادي


عدد الرسائل : 1631

تاريخ التسجيل : 07/12/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 8

سورية... كرة ثلج تقطر دمًا Empty
25102013
مُساهمةسورية... كرة ثلج تقطر دمًا

[rtl] سورية... كرة ثلج تقطر دمًا[/rtl]
[rtl]  [/rtl]
[rtl]  [/rtl]
[rtl] الساعة الثانية من فجر يوم 28 آب (أغسطس) تلقيت اتصالاً من إحدى الصديقات تصرخ بي وتؤنبني لأنني تأخرت في الردِّ على اتصالها، فتقول لي: "والله عال حضرتك نايمة والآن الضربة الأميركية علينا، هيا أسرعي وافتحي النوافذ؟". للوهلة الأولى اعتقدت أنني أحلم، لكن صراخها المذعور في أذنيَّ بضرورة أن أفتح النوافذ لئلا يتكسر الزجاج أثناء الضربة الأميركية المؤكدة – والتي لا يشك بها السوريون وحتى الأطفال منهم – وجدتني أتجه إلى الشرفة وأرنو إلى البحر. يا لسذاجتي كما لو أنني أتوقع أنَّ الضربة ستأتي من البحر، وبدا كل شيء ساكنًا – سكون القبور – وحاولت استنزاف شيء من رائحة القهوة وأنا أفكر أنها قد تكون المرَّة الأخيرة التي أشرب فيها القهوة. طلع الفجر ولم تتكسَّر النوافذ. مازحتنا أميركا التي تحب اللعب بأعصابنا ولم توجه ضربتها بعد.[/rtl]
[rtl] فكرتُ وسألت نفسي أيُّ استبداد مُهين أكبر من أن يشعر كل الناس، كل سكان الكرة الأرضية بأن أميركا تُنصِّب نفسها سيدة على العالم، تُعاقب من تشاء وتكافئ من تشاء وفق إدارة الصقور. حاولتُ ألا أتعثر بساعات يومي، بوجودي ذاته الذي صار بالنسبة إليَّ أشبه بتحدٍّ يومي، كما لو أنَّ لسان حالي يقول: إلى أي مدى يمكنك الصمود وسط هذا الجنون وهذه المجازر؟ حاولت أن أحيط بمعاني الضربة الأميركية المؤكدة وغاياتها، وكيف سأستنهض من نفسي المُنهكة قوى للتعامل معها ومع آثارها التي لا نعرف إلى أيِّ حدٍّ ستكون كارثية. ولم أجد سوى الناس المُبتلين مثلي بقدرٍ أفحش في قسوته وحقارته على شعب عظيم. تأملت ردود فعل الناس المُروعين كل بطريقته، فبعضهم يهزأ من الضربة ويقول إنها لن تحصل وإنَّ كل الحديث عن ضربة أميركية هو حرب أعصاب لا أكثر. إحدى الصديقات فرَّت من الذعر إلى بيروت وصوتها يرتجف من الخوف قائلة: لا أريد أن أموت. صديق صرخ في المقهى الذي نرتاده كعلامة الحياة الوحيدة في بلد المجازر والكيماوي: "ولك يضربوا هالضربة ويخلصونا، بدنا نخلص"، فردَّ عليه آخر: "ولكن قد لا نخلص بعد الضربة بل قد يكون ثمة ضربات لاحقة".[/rtl]
[rtl] فكرتُ أنَّ السوري لم يعد يعنيه أيُّ حل سوى الخلاص من جحيم القتل اليومي والمجازر اليومية، حياة تحولت إلى لوحة سوريالية للهستيريا والجنون، أقلب المحطات وأسمع: وزير الخارجية السوري يقول إنَّه مُتفائل لأنه يعرف أنَّ الشعب السوري يحبُّ الحياة!... يا سلام، يا لها من ضمانات عظيمة لشعب نازف الدم، مقطوع الرأس، تنهمر عليه القذائف والرصاص والكيماوي لكنه يظلُّ يُحبّ الحياة![/rtl]
[rtl] هيا لأسمع أيضًا وأيضًا عسى أن أتمكن من تركيب لوحة البازل التي ستعينني على التعامل مع الضربة الأميركية: الأخضر الإبراهيمي يشدِّد على الحل السياسي، وبان كي مون يقول: ما يحصل للشعب السوري خطير للغاية...[/rtl]
[rtl] لكن أكثر ما هزني في العمق نداء شابة قرأته على الفايسبوك، كتبت كما لو أنها تصرخ في غابة موحشة: "أنا خائفة جدًا، لا آكل ولا أنام وأفكر بالموت ويغويني الانتحار". لامست كلماتها شغاف قلبي، وصلني ألمها المدمر وارتعبت من فكرة أنها قد تنتحر. أي إجرام أن تُدمر طاقة الحياة وعنفوان الشباب وحيويته بتلك الطريقة الوحشية الهمجية؟ من يمكنه أن يدخل الطمأنينة إلى قلب تلك الشابة المسكينة المتألمة التي تمثل شريحة كبيرة من جيلها. لم أستطع أن أكتب لها شيئًا. بين قلبي وقلبها الضربة الأميركية المؤكدة.[/rtl]
[rtl] يرن هاتفي باستمرار ويسألني بعضهم: يا ترى أية مناطق أو أهداف ستضرب أميركا في اللاذقية؟ يا للأسئلة الهذيانية؟[/rtl]
[rtl] أردُّ بنزق: وكيف سأعرف؟ تحولت أحاديث السوريين منذ انتظار الضربة الأميركية إلى «حزازير»؟ كلُّ مواطن يتساءل أين يمكن أن تضرب أميركا؟ ويستعيدون مخزون ذاكرتهم في غزو العراق وفي التدخل الأميركي في دول عدة في العالم، وليس أمرًا مهمًا أن يموت بضع مئات من المواطنين خطأ. لا بأس سيعتذرون إلى ذويهم ويقولون: آسفون ارتكبنا أخطاء![/rtl]
[rtl] أمَّا أكثر ما أذهلني في تحليل الكثير من المثقفين والسياسيين السوريين الضربة الأميركية بأنها «ضرورية للتسخين». كلمة تجبرني أن أتخيل طعامًا يُطهى على نار خفيفة أو قوية. وحين سألتهم ما المقصود بالتسخين قالوا: يعني لازم يموت المزيد والمزيد من السوريين ليُجبَر الطرفان للذهاب إلى جنيف. وبأنَّ الغاية من الضربة الأميركية ليست إسقاط النظام ولا تغييره، بل أن تجبره ومعارضيه على الجلوس معًا في جنيف. يا سلام على التسخين، وعلى الوعاء الذي يضم أجساد السوريين قرابين التسخين، وجبة صقور أميركا ومجرمي العالم.[/rtl]
[rtl] ومن يقتل بالرصاص والدبابات والكيماوي وبالقهر – وهو أحد أهم أسباب الموت في سورية – أيتعفف عن تسخين الموقف؟ أيتعفَّف عن تقديم آلاف ومئات الألوف من السوريين الذين يهدرون دماءهم من أجل جرِّ الطرفين إلى جنيف؟ هل صار التعريف الدقيق والوحيد للسياسة هو: اللاأخلاق؟ كيف يمكن أن أصف إحساسي الذي يشاركني به ملايين السوريين إزاء الضربة الأميركية؟ لم تعد قلوبنا تتسع للمزيد من الألم. صارت الحياة في سورية أشبه بكرة الثلج، كل يوم تكبر أكثر وأكثر، لكنه ثلج من نوع خاص، ثلج من دم. يا لهذيان الألم![/rtl]
[rtl] *** *** ***[/rtl]
[rtl] الحياة، الاثنين 16 سبتمبر 2013[/rtl]
 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

سورية... كرة ثلج تقطر دمًا :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

سورية... كرة ثلج تقطر دمًا

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» سورية: بريطانيون والاف من الجهاديين الليبيين والاجانب في صفوف الثورة الغرب والشرق منافقان والهدف من ضرب سورية تدمير ايران
» خربشات سورية (1) – دا بسب بالدين
» التصريح النفاقي لرئيس لجنة الشؤون الخارجية في الاتحاد الروسي، أنه لا صديق لروسيا في سورية إلا الشعب، هو رطانة بلاغية، ودبلوماسية التوائية تحاول احتواء غضب الشعوب العربية ومؤيدي الثورات العربية إزاء موقف موسكو المؤيد للدكتاتورية في سورية، كما كانه في ليبيا
» التصريح النفاقي لرئيس لجنة الشؤون الخارجية في الاتحاد الروسي، أنه لا صديق لروسيا في سورية إلا الشعب، هو رطانة بلاغية، ودبلوماسية التوائية تحاول احتواء غضب الشعوب العربية ومؤيدي الثورات العربية إزاء موقف موسكو المؤيد للدكتاتورية في سورية، كما كانه في ليبيا
» سورية: رسائل الثّورة

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: