محاكم التفتيش
لاشك ان ما تعرفه بعض أقطار ما يسمى العالم العربي من منظور سايكس ييكو الذي يبدو أنه يدخل مرحلته وجيله الثاني " سيكس بيكو 2.
لاشك أن ما تعرفه هذه الأقطار من هزات عميقة توجت بحراك شعبي اعتبر الأول في تاريخ هذه الشعوب والتاريخ العربي الحديث ، بدخول هذه الأخيرة مرحلة الأنتفاضات الشعبية الكبرى كاسرة حاجز الخوف الذي ظل مسيطرا عليها لقرون طويلة وذلك لاسقاط رموز أنظمة سياسية استبدادية ألغراشية مافيوية .
ولاشك أن ما كشفته هذه الانتفاضة الكبرى يتجاوز كثيرا سلوكا ثوريا يهدف الى اسقاط نظم الاستبداد والقمع والفساد تحالفت مع الفساد المالي واقتصاد الريع وبغطاء دولي ، تجاورزته الى مدى أخطر واعمق اذجعلت الكثير من القيم المستبدة والتي اختزلتها ثقافة الشعوب لقرون وابانت عن مدى الأستبداد الذيشكله العامل الديني على العقل والوعي العربي.
ان هدف النتفاضة العربية الكبرى وهو اسقاط الاستبداد السياسي والفساد واقامة مجتمع جديد مجتمع العدل والكرامة والمساواة في اطار دولة مدنية حديثة تحترم مكونات مجتمعها الأثنية والطائفية لم يكتب ولن يكتب لها النجاح ،فما كان من هذه الانتفاضة الكبرى الا تفجير ذلك المكبوث الثقافي الديني المهيمن على الوجدان والعقل العربي،وما يجري اليوم في سوريا لخير مثال على مدى الخطورة التى شكلها هذا العامل الديني وتهديده بنسفبنية المجتمعات العربية الساعية الى التحرر والانعتاف من نير اأستبداد والتخلف والجهل ، وكيف أن هذا العامل ظل يشكل الأستبداد الأكبر و الأخطر على منظومته الثقافية والفكرية والمتحكم في طبيعة النظم السياسية والأجتماعية على مر التاريخ .
ان سهولة الأصطفاف الديني\ الطائفي اليوم والواضح في سوريا والذي ينبأ بمدى مأساوي للقطر السوري وللأفليمي والذي ستكون امتداداته في المدى المتوسط أكثر تدميرا .
ان الأستبداد الديني هو ما ينبغي الأنتفاضة عليه وتحجيمه الى حجمه الحقيقي واخراجه كلية من بنية العقل والمجتمع السياسي والتنظيمي والقانوني العربي قبل أية ثورة أخرى .
[ان تجاهل استبداد وطغيان العامل الديني ليس الا تأزيم مركب ودحرجة لكرة النار،وأن أي تغير سياسي في النظم المتسلطة لن يحدث أي فارق مادام السبب في البنية الحضارية المصابة بداء الأستبداد الديني.
بقلم لعليليس
كل الحقوق محفوظة لمدونات الصدح
_________________
ليس هناك قبل ولا بعد ، ليس هناك نقطة رمادية ، هناك فقط حرية
اما نزار فيقول : لا تعودوا لكتاباتنا ولا تقرئونا
علمونا فن التشبث بالأرض
ولا تتركوا المسيح حزينا
يا أحبائنا الصغار سلاما
الأحد يونيو 30, 2013 4:52 pm من طرف هشام مزيان