** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 المثقف حين ينسف جسور تواصله مع الواقع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
free men
فريق العمـــــل *****
free men


التوقيع : رئيس ومنسق القسم الفكري

عدد الرسائل : 1500

الموقع : center d enfer
تاريخ التسجيل : 26/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 6

المثقف حين ينسف جسور تواصله مع الواقع Empty
28122012
مُساهمةالمثقف حين ينسف جسور تواصله مع الواقع

المثقف حين ينسف جسور تواصله مع الواقع

المثقف حين ينسف جسور تواصله مع الواقع Penguins
نشر بتاريخ :7 12 2011 | الساعة 0:49بقلم : . . محمد ديبو
المثقف حين ينسف جسور تواصله مع الواقع



بقلم: محمد ديبو

فتحت الثورات العربية الباب واسعا على مساءلة المثقف ودوره، ومدى
الحاجة له، بدءا من تعريف معناه، إلى فشله في التنبؤ بالانتفاضة، ودوره في
تمكين الاستبداد عبر سنوات طويلة، نتيجة ابتعاده عن تأدية دوره المتمثل
بتنوير الناس والعمل معهم لنشر الوعي فيما يجب أن يكون، لتجاوز ما هو كائن.

وانطلاقا مما فضحته الثورات العربية من عجز المثقف وتخلفه عن أداء
الشارع المتسارع، يجد المثقف المعني بدوره مدعوا لمراجعة مفهوم المثقف
وتاريخه، باحثا عن الخطأ، ومحللا سبب الوقوع به، وساعيا لتجاوزه باتجاه
استعادة هذا الدور، إن كان بقي له دور أصلا!

بحثا عن الخطأ

فيما يتعلق بما كتبه المفكرون العرب عن مفهوم المثقف ودوره، سنجد خلال
التأمل في الكثير من الكتابات، تلك الإحالات إلى مفهوم المثقف عند الفكر
الماركسي وغرامشي وآلان تورين وفوكو ودريدا وغيره من المثقفين الذين دائما
يستشهد بهم المفكرون والباحثون العرب في تكرار ممل، وسط غياب أي مفهوم
لدور المثقف عربيا، ربما سوى ما حاوله المفكر اللبناني علي حرب في كتابه "
أوهام النخبة – وهم المثقف".

وهذا يدفعني إلى سؤال: لماذا لم يجد المثقف أو المفكر العربي مفهومه الخاص للمثقف انطلاقا من البنية العربية؟

إن كانت الحاجة المعرفية تقتضي منا، اطلاعنا على ما تنتجه الثقافة
العالمية فيما يتعلق بهذا المفهوم أو أي مفهوم آخر هو مبرر ثقافيا ومعرفيا
لتنمية آفاقنا ومقاربة مفاهيم عالمنا بشكل أفضل، فإن الغير مبرر والغير
مفهوم من وجهة نظري، لماذا غدت تلك المفاهيم على أهميتها، مجرد (نسج
–لصق)، من الفكر الأوربي إلى الفكر العربي، دون دراسة مدى مطابقتها للبنية
الاجتماعية الثقافية التي يحيا بها الفكر العربي ويتولّد.

هنا، سنجد أن من اشتغلوا على مفهوم المثقف العربي لم يبلوروا نظرية أو
رؤية أو مفهوم للمثقف، بما يتطابق مع الواقع العربي، بل عمدوا إلى نقل
المفهوم ( وفق تطوراته الغربية) الذي أسس لدور المثقف في غرب قطع ما قطع
من أشواط الحداثة، إلى مجتمع لم يتخلص من أميته بعد، ومازال يعيش في
النقطة صفر من الحداثة.

هل هذا له علاقة بما طرحه المفكر جورج طرابيشي، بمفهوم "المرض
بالغرب"، وتعلّق المهزوم بكل ما ينتجه المنتصر، ومحاولة محاكاته، ليغدو
الأمر مرضا فوق مرض!

وبالمناسبة، هذا الأمر يمكن إسقاطه على الكثير من الإيديولوجيات
والأفكار والنظريات الثقافية في النقد والسينما وغيرها، حيث أن انتشار
القومية في عصر القوميات في أوروبا، سيفتح الباب واسعا لاستقطاب النظريات
القومية ونشرها عربيا، وانتشار الماركسية كفكر سيفتح الباب واسعا لاستنباط
النظريات المتعلقة بها من نظرية الالتزام في الأدب إلى تطبيق مناهج
المادية التاريخية في قراءة التراث، وكذلك الأمر بالنسبة لمفاهيم لاحقة
كالبيروسترويكا، إذ مجرد طرحها سوفياتيا آنذاك، جعل النخب الماركسية
والأحزاب الشيوعية العربية تبدأ بنقاشها عربيا، وكأن الأمر وظيفة واجب،
أكثر مما هو حاجة معرفية لواقع عربي مختلف كليا عما يحصل في الاتحاد
السوفياتي، وهناك الكثير مما يمكن تعداده في هذا المجال.

في نقاش ما سبق، يبدو لي أن المثقف العربي في نقاشه لمفهوم دوره ولكل
ما استورده غربيا بدا ناقلا ناسخا أكثر منه ناقلا مبدعا، أي نقل النظرية
كما هي بعيدا عن دراسة واقعه، بل لم يسع المثقف إلى دراسة واقعه، وما
يستلزم، لذا بدا بعيدا عن واقعه، وربما هذا يدعنا نضع يدنا على نقطة من
أهم النقاط التي تجعلنا نتساءل عن سبب عدم قدرة المثقف على التنبؤ بالربيع
العربي أو المساهمة به، لأنه هو بالأساس كان فقد دوره بهذا الواقع، كان
متعاليا ومبتعدا عنه، يقرأ ما ينتجه الغرب، يعيد صياغته بأساليب جديدة،
بعيدا عن مفهوم المثاقفة الذي يخضع المفهوم المتولد غربيا، بما يقابله
عربيا، ليعاد مقابلته مع ما تحتمله البنى الاجتماعية، أي التربة الثقافية
الاجتماعية التي لا يحيا بها أي مفهوم ما لم يكن قابلا للنمو وفق معطياتها
هي.

هذا البعد الأخير، أي دراسة المفهوم في ضوء الواقع ومدى قدرته على
النمو أو التلاؤم مع هذه الأفكار، هو الذي كان ناقصا في الفكر العربي، في
طريقة تعاطيه مع الكثير من المفاهيم ومنها مفهوم المثقف.

لعل المثقف، حين نسف هذا البعد، نسف جوهر وجوده، وجوهر فاعليته
الاجتماعية، فغدت أفكاره ملصقة بهذا الواقع من الخارج، بدل أن تكون نتاج
هذا الواقع من الداخل، لذا حين جاء الربيع العربي كان المثقف بعيدا عنه
إلا ما ندر، لأنه بالأساس لم يكن يعر هذا الواقع اهتماما، كانت رؤيته
تنتقل من النظرية إلى النظرية دون المرور بالواقع لتقدم نفسها لأهل الواقع
من عل، بدل أن تنطلق من الواقع إلى النظرية لتعود لأهل الواقع وهي مضمّخة
بهواجسهم وتساؤلاتهم.

وربما نجد للمثقف عذرا جزئيا في ذلك، لـأنه لم يكن ثمة إحصائيات أو
مؤسسات ثقافية أو دراسات اجتماعية أو استبيانات تدرس اتجاهات الرأي العام،
وتقيس تطوره والعوامل المؤثرة في وعيه، لأن أنظمة الاستبداد عمدت إلى
تشويه كل شيء، عبر تزييف الحقائق وتفريغ العملية التعليمية من محتواها،
وتحويل الجامعات إلى ملحقات أمنية، وإذ غدا الحال كذلك، فلم يكن أمام
المثقف دلائل يستدل بها لمعرفة ما يحصل في القاع الاجتماعي.

ومع ذلك يبقى هذا العذر جزئيا، لأن مهمة المثقف العمل على خلخلة البنى
المغلقة التي تخلقها السلطة، لا الركون لها، والوقوع في أسرها.

لعل أهم ما قد تنتجه هذه الثورات العربية، هي إجبار المثقف على مراجعة
دوره، بما يعني ذلك تحرره من أنماط "مثقف ما قبل الثورة"، المكبّل بقوى
الخوف والتقوقع، لصالح " مثقف ما بعد الثورة" المنفتح على الحرية
والاندماج.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

المثقف حين ينسف جسور تواصله مع الواقع :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

المثقف حين ينسف جسور تواصله مع الواقع

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» قصّصّ من الواقع و عن الواقع
» السعودية: نظام ينسف الجسور د. مضاوي الرشيد
» أوهام حصانة النظرية وفشل الواقع
» الحُلُم.. ضيق الواقع أم اتّساع العقل؟
» المثقف والسلطة

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: