تخاريف من موسم أهبل حسن البصري -
basrimont@almassae.press.ma
هنيئا للوداد البيضاوي بلقب
البطولة السابع عشر، هنيئا لفخر الدين مدرب الوداد الذي لم يتردد في قبول
جمرة وتحويلها إلى ثمرة.
شدت البطولة أنفاس المتتبعين وتحولت مع مرور الدورات إلى رواية بوليسية
مثيرة مليئة بالمطاردات، لكنها لم تفرز أبدا نجوما باستثناء نجوم المدرجات.
لا أحد يذكر هدفا ظل موشوما في الذاكرة، لا أحد يستطيع أن يدلنا على لاعب
أعلن نفسه نجما فوق العادة، لكن الكثير من المتتبعين يحفظون في علبة
أدمغتهم وفي خزائن هواتفهم النقالة صور التيفوات التي نابت عن أقدام
اللاعبين في صناعة الفرجة.
أفرزت بطولة القسم الأول العديد من التخاريف، التي تتصدى لنوايا الاحتراف
المأمول، وتبين أنها لا تختلف كثيرا عن دوري الهواة إلا بالعشب والنقل
التلفزي.
ليست التيفوات هي ظاهرة الموسم الكروي، بل إن غزوة المحطات الإذاعية هي
الحدث الأبرز في بطولة تبحث عن مسلك الهواية كما يبحث ضرير عن ممر في زحمة
المرور.
ناب الهاتف النقال عن الميكرفون، واختزلت الإذاعات الجديدة حكاية النقل
الإذاعي في هاتف وبطارية شحن احتياطية. لكن على امتداد الموسم عانى
الإذاعيون الجدد من المنع، إلا أن التكنولوجيا خولت لهم اختراق حواجز
الحقوق الحصرية وتمكنوا من نقل وقائع المباريات من المدرجات ومن المقاهي
المجاورة.
لهذه المحطات مزايا عديدة، فهي أشبه بالإذاعات الخفية القادرة على رصد
تفاصيل صغيرة في غفلة من الجميع، كما حصل في الملعب البلدي بالخميسات حين
اضطر موفد راديو مارس إلى بث مراسلة صوتية من المرحاض حول أحداث شغب، خوفا
من غارة بعض لاعبي ومسيري الاتحاد الزموري للخميسات، بعد نزول فريقهم إلى
القسم الثاني، بالنسبة لزميلنا لا يهم إن كان المرحاض يتوفر على ماء لكن
الأهم هو أن يتوفر على باب يقي زميلنا من شظايا الغضب المتطايرة في هذا
المكان.
تعرضت سيارات العديد من الحكام لغارات «التتار الجدد»، واضطر الكثيرون إلى
العودة إلى مدنهم بزجاج محطم ومعنويات محطمة متحملين تيار الهواء القوي
وكأنهم يركبون منطادا.
تعددت حالات الاعتداء على سيارات الحكام، يجعل المديرية أمام خيارين: إما
أن تتفاوض مع شركات التأمين حول تأمين إضافي ضد الأخطار التي يتعرض لها
الحكام بعد المباريات، أو أن تزود الحكام بسيارات مصفحة تصمد في وجه
الحجارة والحرائق.
ومن أبرز الظواهر التقنية التي أفرزتها بطولة القسم الأول، ظاهرة التهديف
في آخر الأنفاس، فالإحصائيات المتوفرة تقول إن 80 في المائة من الأهداف
سجلت في الدقائق الأخيرة من المباريات، وهو معطى يؤكد تقنيا نفاد المخزون
البدني لدى اللاعبين، ونفسيا ضعف رصيد التعبئة من التركيز.
هذا الوضع جعل العديد من المتفرجين يتأخرون في الالتحاق بالمدرجات، لأنهم
على يقين بأن الحسم سيكون في نهاية المباريات وليس في مستهلها.
ولأن بطولتنا تؤمن بمقولة «العجلة من الشيطان»، فقد ظلت تسير بعجلة
«مفشوشة»