نصر الله يرفع راية الإسلام بعد خسارته راية فلسطين! بقلم: فادي شامية
سبتمبر 19th, 2012
ليس في أمة المسلمين من لم “يغضب” بسبب الإساءة لنبي الإسلام
وخاتم المرسلين (ص). كل من يستظل بدوحة الإسلام، أو يؤمن بحوار الأديان، أو
يرفض التعرض لمعتقدات الآخرين-من المسلمين وغير المسلمين- ساءه أن تُعرض
مقاطع فيديو مسيئة إلى هذا الحد. هذا أمر لا يحتاج إلى شرح طويل لتأكيده أو
بيان أسبابه، وذلك بغض النظر عن طريقة التعبير عن الغضب، علماً أن بعض
الغضب يخدم المسيئين للإسلام أكثر مما يخدم المدافعين عنه!.
لذا فإن الموضوع؛ محل التأمل، بسبب تحرك “حزب الله” دفاعاً عن الرسول
(ص)؛ ليس “الغضب” الحاصل حكماً، والمتوقع سلفاً، من المسيئين قبل غيرهم
(صرّحوا بذلك)، ولا بيان الطريقة الفضلى للتعبير عن رفض الإساءة (لجهة رفض
بعض مظاهر الغضب كما في بنغازي وطرابلس تحديداً)، ولا الخلاف حول ضرورة منع
استكمال هذا العمل أو نشره أو تجريم أي إساءة للأديان على غرار تجريم
معاداة السامية، وإنما الموضوع؛ محل النظر، هو قراءة سلوك “حزب الله”،
وخطاب أمينه العام بمناسبة هذه “القضية”.
في الواقع؛ فقد تحرك الحزب بقوة، إلى الدرجة التي ظهر فيها السيد حسن
نصر الله متكلماً أمام الجموع مباشرةً، غير آبهٍ بالضرورات الأمنية التي
تدفعه للحديث عبر الشاشة دائماً. ومع التأكيد أن تحرك “حزب الله” -كما
الحركات الإسلامية، من المذاهب كافة- طبيعي وغير جديد إزاء أية إساءة لنبي
وتعاليم الإسلام، فإن محاولة السيد حسن نصر الله تصدّر قافلة الغاضبين،
واعتباره تظاهرة الضاحية الجنوبية لبيروت “بداية تحرك على مستوى الأمة
كلها” يدفع للتساؤل؛ هل ما زال السيد حسن نصر الله يملك الوزن النوعي الذي
يؤهله لذلك، بعد الاستنزاف الهائل لرصيده الشخصي ورصيد حزبه إلى ما دون
الصفر؟!
في واقع الحال –الذي يُفترض أن الحزب يعرفه- فإن عودة الصبغة الطائفية
إلى صورة “حزب الله” على نحو فاقع، بسبب أدائه ومواقفه و”رؤاه” الخاصة في
غير ملف داخلي وخارجي (مفارقة مواقفه من الأحداث في سوريا والبحرين مثلاً)،
وفقدان الحزب الهائل لمصداقية شعاراته، بل معتقداته، وفي مقدمها الدفاع عن
المظلوم (هيهات منا الذلة)، واضطراب علاقاته بالقضية المركزية؛ فلسطين،
استتباعاً لانكشاف زيف نظام “الممانعة” أمام جماهير الأمة كلها، بما في ذلك
فلسطينيي الداخل والخارج، مضافاً إلى ذلك؛ تفكك الحلم الأسطوري الذي حاول
المتكلمين باسم الحزب تسويقه يوماً، باعتباره يمتد من إيران إلى فلسطين بما
في ذلك تركيا وقطر وحركات المقاومة الفلسطينية! … يدفع ذلك كله إلى سؤال
أكثر عمقاً؛ هل يشتري السيد نصر الله “قضية” جديدة– سيما أنها جامعة فعلاً-
في محاولة لتعويم نفسه عربياً وإسلامياً؟!
أقرأ باقي المقال »