الولايات المتحدة وإيران والتحالف القادم بينهما – بقلم: فادي الحربي
سبتمبر 10th, 2012
المشهد السوري الحالي في غاية التعقيد, وما يحصل الآن في
سوريا ليس ثورة شعبية ضد نظام دموي فحسب, بل هي حرب بالوكالة, تتدخل فيها
سائر القوى الإقليمية والدولية حتى تستفيد إستراتيجيا وسياسيا على حساب دم
الشعب السوري والبنية التحتية السورية التي دمرها النظام بشراسة حربه على
سائر القطر السوري.
أبرز القوى الخارجية التي تتدخل على ساحة الحرب الطاحنة في سوريا هي
الولايات المتحدة التي تدعي أنها مع الثوار ومع إسقاط النظام, وإيران التي
ما انفكت تدعم النظام لوجستيا ومن ناحية المال والسلاح والموقف الإعلامي.
الولايات المتحدة وحلفائها ليس لديهم النية في التدخل العسكري المباشر
في سوريا على غرار ما حصل في ليبيا, والسبب هو أن الثورة في ليبيا كانت قد
وصلت إلى مرحلة الحسم تقريبا لصالح نظام معمر القذافي عندما كادت كتائبه
ستجتاح مدينة بنغازي معقل الثوار وتدمرها بالكامل, فوجدت الولايات المتحدة
وحلفائها الرئيسيين خاصة فرنسا وبريطانيا أن التدخل في ليبيا أصبح واجبا
ليس كي تنقذ بنغازي من التدمير والمجزرة المحتمة, بل حتى يتم إطالة أمد
الصراع والحرب الدائرة في ليبيا, لتزيد الأمور السياسية والميدانية فيها
تعقيدا, وكان ذلك من خلال إضعاف كتائب القذافي الزاحفة على بنغازي من جهة
وتركها تجتاح مصراتة وأجدابيا من ناحية أخرى حتى يزداد الضغط على الثوار
ولا يتمكنوا من حسم المعارك الدائرة مع القذافي بشكل سريع, وهذا سيصب في
صالح الغرب المستفيد الأول من نفط ليبيا وعوائده عن طريق إطالة أمد الحرب
بين الطرفين وتعقيد الصراع السياسي بينهما.
بينما الحال المختلف في سوريا هو أن التدخل والحسم العسكري إن حصل, فلن
يتم بواسطته إطالة أمد الصراع في سوريا, بل الإنهاء على نظام الأسد بسرعة
بالغة, مما يعني أن المصلحة الأمريكية والإسرائيلية في إطالة أمد الحرب في
سوريا لن تتحقق, وستوفر على سوريا تعقيد الأمور السياسية والميدانية فيها,
ويزداد البلد دمارا وتخريبا بنيران السلاحين الروسي والإيراني, فإطالة أمد
الحرب في سوريا يكمن في عدم التدخل العسكري ضد الأسد وعدم السماح له في ذات
الوقت أن يحسم الحرب لصالحه ضد الثوار.
أقرأ باقي المقال »