تمائم جرح البلاد، تتلاشى بها غيمة
صبغها للبيادر
تسْقِي مِلْء المكان المقسم
أنابيبها
تسري في خطو الأرض
تضيء، تتذكر الملح
وإيقاعه الثّوريّ
تُراقِصُ فيه ترابا انتسبتْ له بالنّوى
ولنا ولنخل البلاد
نُركِبُ بيتا له النّجمُ
موعدها الخصيبُ، ماء
أَتَرْسُمُ؟ حدود الشّتاء المُرصَفِ
تركيبه، يلتقيكْ
فتبطئ حسّ الكلام
ترى بابها
تهيأ، لا الجرح
يُطْرَدُ فيها
من الرّعاة
والدّمى
والرّاقصة
وتسرج ما آنَسَتْكَ ثقوبا،
خطى مَنْ طقوسها رَمْلُ القصيد
ويلمع قُرْطًا
بلا أذن قرويّ الملامح
أوطان
مِنْ نافذ الانطفاء ستبكي
هي الفجوات التّي لجّ بها العيد
تُرْبِكُ فاكْ إمّا
دائريّا أو ستفتحها وَجَعًا هلاميّا
وتضجّ قُبالَةَ
رتْقِ الكرى
ذا المخاض
وذا الشّجن العربيّ
خذ النّار
كما الذّي في الجنادل
ذا الرّماد
كلّما تبقّى مِنَ الطّين
ومِلؤُكْ
كن في ضِلعِ
انصهِرْ كالخمائل
واتقِدْ، هنا لَكَ صوت الخطى
هذه بلادي، فلا تضطربْ
هذا رداؤُك مشتهى
رُؤَى ما تبوح،
انبجِسً كالغرائز
وارْصدْ غيمكَ عبْرَ المدى، جاء يبكي
له الفتيل، كلّما تَعَرى الحمام الشّهيد
وأضلاعه في التّراب السّجين
يُبادل حلم البلاد
ويصبو إلى نخلة
طلعُها للمعابر
حبْلى وإلى الكلام المبلّل
يحصو مفرداتي
لا يطيل الوميض
هنا غَمَرَ عَطَشُ المهدِ
محرابك الشّفقيّ
بما يتناثر ريحا، انفجرت به للدّنى
لِتَحْمِل وجه الغياب
تُجففُ شيخوخة النّبض
أرهقها الملح فيكْ
وتَكْسرُ
نصف الزّجاج المعبإ
مياها لكَ تجْتَبيكْ
وترسمُ خدّ الوليدْ
على راية
تتكون في الغيم تفتح عيدا
من الطُّهر و الطّل
والشاهدة
وتحمل فيما جمعت
طيوبا تمائما
لونها لون البلاد
وتقرع حرفا
من قلق كونيّ المواقع
أجفانُ من خاتلَ الأحجياتْ
وتمضي
بك الخفقات،
اللّيل كاحلُ الماء أحجية،
جافيا عاصف الجفن
يجرح نافذة ملء ما
ستعدّ ملامح
بعث الخطى
في الحصى
وعلى الدّرج الحجريّ
عُرَى الضّاد
تَرى الذي في العواصم
في الدّرب،
بئرٌ تعرّى من الضّيق
وأَوْسَعْ،
بريقا يصيرُ
إلْتمعْ للمنافذ،
وأوْسِعْ حضنك قلبَ المواعيد
تغريبها، إن يكن خفقها لك
وأسرِعْ
كلّما غلاف أرضهم للبيارق
يزأرْ،
غمامكَ خطو المدى،
صار ملحاً،
هو الملح لنا حين ولّى
الغريب السّقيم
لك الآن كلّ التراب وظلّه
يُعانق همسَ الغمام
ويَعْرى على كفٍّ نديٍّ،
فلا تحزنْ! فلا تحزنْ!