لماذا سلك محمد خيار اغتصاب السبايا
لماذا سلك محمد خيار اغتصاب المسبيات
طور
عرب ما قبل الأسلام منظومة من الأخلاق الحميدة وأطلقوا عليها إسما جامعا
وهو المروؤة . ومن هذه الأخلاق أو الصفات الحميدة التي انتشرت في ذلك العصر
الصدق، والأمانة، والكرم ، والوفاء بالعهد ، والنجدة ، والصبر ، والحلم ،
وحماية الضعيف ، والإخلاص للعائلة والقبيلة وفدائها بالنفس ، والإستقلالية
والتمسك بالحرية . وتزخر أدبيات الشعر الجاهلي بأمثلة عن الفرسان والشعراء
الذين إما وصفوا بهذه الصفات ، وإما تفاخروا بها عن أنفسهم. فمعلقة زهير
إبن أبي سلمى ، على سبيل المثال ، ألفت في مديح هرم بن سنان والحارث بن عوف
اللذان سعيا في إحلال السلم بين قبيلتي عبس وفزراة وتطوعا لدفع ديات قتلى
حرب داحس والغبراء من مالهما الخاص. وهناك الكثير من الأمثلة الأخرى
والمعروفة لأي قارئ في الأدب العربي الجاهلي.وعلى
وجه الإجمال ، تبنى محمد في تأسيس الإسلام الكثير من الأخلاق العربية
السائدة في "الجاهلية" وجعلها مثل عليا يتوجب على المسلم أن يجهد نفسه في
التحلي بها في وجه تحديات النوازع الفطرية والحياة والبيئة والمجتمع ،
وجعلها من الأركان التي تبنى عليها شخصية المسلم. ولكنه أختار أن يتدنى إلى
الحضيض في تشريع بعض الإستثنائات والتي بالرغم من ممارستها في العصر
الجاهلي فقد كانت تعتبر من مساوئ الأخلاق ، ومنها تحليل القتل في الأشهر
الحرم، ومن أحطها وأشدها سلبية على المجتمع العربي والإسلامي من بعده عبر
القرون، تشريع سبي نساء العدو وإجازة استعبادهن واغتصابهن جنسيا حتى لو كن
متزوجات ، وحتى لو أعلن إسلامهن.وسبي
نساء العدو واغتصابهن لا شك كان من عادات وأخلاق الجاهلية القبيحة ، ولكن
شيوع هذا التصرف الشائن والخلق القبيح مثله مثل الألتزام بالأخلاق الحميدة،
كان يشهد قطبين نقيضين في الممارسة على أرض الواقع ، تراوحا بين همجية
الأغتصاب والعنف ضد المسبيات وهو التصرف السوقي الغالب، وبين احترامهن
والحفاظ على كرامتهن ثم إطلاقهن وهو التصرف النادر الذي لم تمارسه إلا
النخبة العليا من الفرسان والقواد الذين تبنوا ومثلوا القيم والأخلاق
الرفيعة في ذلك المجتمع. ولعل أن مقولة عنترة بن شداد، الذي إعتبره بعض
الغربيين أجد مؤسسي أخلاق الفروسية الأوائل في العالم أجمع، تصور لنا بشكل
عام الخلق الرفيع الذي كان يصبو له الإنسان الجاهلي:يخبرك من شهد الوقيعة أنني ..... أغشى الوغى وأعف عند المغنم
وقد
حفظ لنا الأدب الجاهلي ثلاث حوادث مشهورة ، وربما هناك الكثير غيرهما ،
قام فيها أبطال "جاهليين" بإطلاق سراح نساء مسبيات وحفظ كرامتهن ومن ثم
إرجاعهن لأهلهن.والحادثة
الأولى تخص الفارس العربي المشهور دريد بن الصمة والمشهور بقصيدة رائعة
نورد بعضا من أبياتها كمثال على الشخصية والأخلاق التي كان الفارس العربي
"الجاهلي" يصبو في الوصول إليها:أرث جـديـد الحـبل مـن أم مـعبـد .... بـعاقـبـةٍ وأخـلـفـت كل موعد
وبـانت ولـم أحـمد إليـك جـوارها.... ولـم تـرج مـنا ردة اليـوم أو غـد
أعـاذلتـي كـل امـرئ وابـن أمـه ...... متـاعٌ كـزاد الـراكب الـمتـزود
أعـاذل إن الـرزء أمثــال خـالـدٍ .... ولا رزء مـمـا أهلك المرء عن يــد
نصحت لـعارضٍ وأصـحـاب عـارض .... ورهـط بـني السوداء والـقوم شهدي
فقلت لهـم ظنـوا بألـفـي مـدجـج .... سراتـهم في الـفارسـي الـمســرد
أمـرتهم أمـري بمـنعرج اللـوى فلـم .... يسـتبينوا الرشـد إلا ضحـى الغــد
فـلما عـصـوني كنت منهم وقـد أرى .... غـوايتهـم وأننـي غيـر مـهـتـد
وهـل أنا إلا مـن غـزيـة إن غـوت .... غويت، وإن تـرشـد غـزيـة أرشـد
دعـانـي أخـي والخـيل بينـي وبينـه .... فـلما دعـانـي لـم يجدنـي بقعـدد
تـنادوا فـقالـوا أردت الخـيل فارسـا .... ً فـقلـت أعـبـد الله ذلكـم الـردي
فإن يـك عبـد الله خـلـى مـكانـه .... فـلم يـك وقافـاً ولا طائـش اليــد
ولا بـرمـاً إذا الـريـاح تـناوحـت .... بـرطـب العضـاه والهشـيم المعضـد
نظـرت إليـه والـرمـاح تـنـوشـه .... كـوفع الصـياصي في النسـيج المـدد
فـطاعنت عـنه الخـيل حتـى تبـددت .... وحتـى علاني أشـقر اللـون مـزبـد
فـما رمـت حتـى خرقتني رمـاحهـم .... وغـودرت أكبـو في القنـا المتقصــد
قتـال امرئٍ واسـى أخـاه بـنـفسـه .... وأيـقـن أن المـرء غيـر مـخلــد
صـبورٌ عـلى وقـع المصائـب حافـظ .... من اليوم أعـقاب الأحـاديـث في غـد
أسر
هذا الفارس العربي الجليل في معركة حنين ، وكان شيخا طاعنا في السن أخرجه
قومه معهم عند خروجهم للقتال للتبرك به وربما للإستماع لنصحه في فنون
الحرب. بعد أسره ، قتله أحد المسلمون صبرا وبدم بارد، ويورد إبن هشام قصة
قتله كما يلي:مَقْتَلُ دُرَيْدِ بْنِ الصّمّةِ قَالَ
ابْنُ إسْحَاقَ وَلَمّا انْهَزَمَ الْمُشْرِكُونَ أَتَوْا الطّائِفَ
وَمَعَهُمْ مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ ، وَعَسْكَرَ بَعْضُهُمْ بِأَوْطَاسٍ ،
وَتَوَجّهَ بَعْضُهُمْ نَحْوَ نَخْلَةَ ، وَلَمْ يَكُنْ فِيمَنْ تَوَجّهَ
نَحْوَ نَخْلَةَ إلّا بَنُو غِيَرَةَ مِنْ ثَقِيفٍ ، وَتَبِعَتْ خَيْلُ
رَسُولِ اللّهِ مَنْ سَلَكَ فِي نَخْلَةَ مِنْ النّاسِ وَلَمْ تَتْبَعْ
مَنْ سَلَكَ الثّنَايَا . فَأَدْرَكَ رَبِيعَةُ بْنُ رُفَيْعِ بْنِ
أُهْبَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ يَرْبُوعِ بْنِ سَمّالِ
بْنِ عَوْفِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ (وَكَانَ يُقَالُ لَهُ ابْنُ
الدّغُنّةِ وَهِيَ أُمّهُ فَغَلَبَتْ عَلَى اسْمِهِ وَيُقَالُ ابْنُ
لَذْعَةَ فِيمَا قَالَ ابْنُ هِشَامٍ) دُرَيْدَ بْنَ الصّمّةِ فَأَخَذَ
بِخِطَامِ جَمَلِهِ وَهُوَ يَظُنّ أَنّهُ امْرَأَةٌ وَذَلِكَ أَنّهُ فِي
شِجَارٍ لَهُ فَإِذَا بِرَجُلِ فَأَنَاخَ بِهِ فَإِذَا شَيْخٌ كَبِيرٌ
وَإِذَا هُوَ دُرَيْدُ بْنُ الصّمّةِ وَلَا يَعْرِفُهُ الْغُلَامُ فَقَالَ
لَهُ دُرَيْدٌ مَاذَا تُرِيدُ بِي؟ قَالَ أَقْتُلُك . قَالَ وَمَنْ أَنْتَ ؟
قَالَ أَنَا رَبِيعَةُ بْنُ رُفَيْعٍ السّلَمِيّ ، ثُمّ ضَرَبَهُ
بِسَيْفِهِ فَلَمْ يُغْنِ شَيْئًا ، فَقَالَ
بِئْسَ مَا سَلّحَتْك أُمّك، خُذْ سَيْفِي هَذَا مِنْ مُؤَخّرِ الرّحْلِ ،
وَكَانَ الرّحْلُ فِي الشّجَارِ ، ثُمّ اضْرِبْ بِهِ وَارْفَعْ عَنْ
الْعِظَامِ وَاخْفِضْ عَنْ الدّمَاغِ ، فَإِنّي كُنْت كَذَلِكَ أَضْرِبُ
الرّجَالَ ! ثُمّ إذَا أَتَيْتَ أُمّك فَأَخْبِرْهَا أَنّك قَتَلْت
دُرَيْدَ بْنَ الصّمّةِ ، فَرُبّ وَاَللّهِ يَوْمٍ قَدْ مَنَعْتُ فِيهِ
نِسَاءَك. فَزَعَمَ بَنُو سُلَيْمٍ أَنّ رَبِيعَةَ لَمّا
ضَرَبَهُ فَوَقَعَ ، تَكَشّفَ ، فَإِذَا عِجَانُهُ وَبُطُونُ فَخِذَيْهِ
مِثْلُ الْقِرْطَاسِ مِنْ رُكُوبِ الْخَيْلِ أَعْرَاءً ، فَلَمّا
رَجَعَ رَبِيعَةُ إلَى أُمّهِ أَخْبَرَهَا بِقَتْلِهِ إيّاهُ فَقَالَتْ
أَمَا وَاَللّهِ لَقَدْ أَعْتَقَ أُمّهَاتٍ لَك ثَلَاثًا .يقارن
تفاخر هذا الفارس "الجاهلي" بإعتاق النساء ومنعهن، بسبي محمد لهن وإباحة
"وطأهن" في نفس المعركة (حنين) التي قتل فيها هذا الفارس العربي المجيد.والحادثة الثانية يرويها لنا الهمداني في كتاب الأكليل عن سبب تسمية رجلين من همدان بالوفيين:وولد
الأعلم بن حارث سليلاً، فأولد سليل شرمة أبا الشرمان في بني رهم من الهجن
وعمراً وذؤاباً الوفيين وهما وفيا همدان، وفيهما يقول فروة بن مُسيك:والله لولا معمر وسلمان .... وابنا عرار ووفيا همدان
إذن تواردن حوالا نوفان .... يحملننا وبيضنا والأبدان
أي لولا معمر وبنو سلمان وبنو الوفيين. وإنما
سميا الوفيين لأنهما كانا في بعض حروب همدان ومذحج قد أصابا اثنتي عشرة
عاتقاً من السبايا فصيراهنّ إلى إخواتهما واجتنبا زيارة أخواتهما من أجل
السبايا مع الإحسان إليهن في معايشهن حتى جرى السداد ووقع الصلح فردّاهن
جميعاً كما هن ما كشف لواحدة منهن قناع، فأعظمت ذلك العرب منهما فسميا
الوفيين.بين
يدينا مثالين مما يسميه المسلمون "العصر الجاهلي" ارتفع فيهما أبطال
القصتين فوق السلوك السوقي والشائع بين عرب الجاهلية ، فقاموا بحفظ كرامة
السبايا واحترامهن وعتقهن، وبذلك أدخلوا في تراث ووعي ذلك الزمن أن مكارم
الأخلاق توجب احترام الأسيرات وحفظ كرامتهن. ومن سياق القصتين نرى أن العرب
كانوا يكبرون مثل هذه الأعمال. وهذين المثالين لم يكونا ليغيبا عن ثقافة
محمد ، خصوصا وأنه عاصر دريد بن الصمة الذي كان من قبائل هوازن المجاورة
لمكة.بالإضافة
إلى هذين المثالين، هناك أثر تاريخي في غاية الأهمية لمقالنا ونورده هنا
كالحادثة الثالثة: ويبدو أن قبيلة ربيعة لم تكن تمارس سبي النساء في حروبها
ويرد في قسم "خبر الخنافس" من كتاب "تاريخ الرسل والملوك للطبري كما يلي:
وقال لهم: دلوني فقال أحدهم آمنوني على أهلي ومالي، وأدلكم على حتى من تغلب
غدوت من عندهم اليوم ؛ فآمنه المثنى وسار معه يومه، حتى إذا كان العشى هجم
على القوم، فإذا النعم صادرة عن الماء، وإذا القوم جلوس بأفنية البيوت،
فبث غارته، فقتلوا المقاتلة، وسبوا الذرية ؛ واستاقوا الأموال، وإذا هم بنو
ذي الرويحلة ؛ فاشترى من كان بين المسلمين من ربيعة السبايا بنصيبه من الفئ، وأعتقوا سبيهم ؛ وكانت ربيعة لا تسبى إذ العرب يتسابون في جاهليتهم/ ويحوي هذا القسم من كتاب الطبري تفاصيل عن معارك المثنى بن حارثة في تخوم العراق أثناء الفتوح الإسلامية الأولى.ولا
شك أن لهذا الخبر التاريخي الذي يظهر بشكل هامشي في كتاب الطبري أهمية
قصوى ، لأنه بعكس المثاليين الأوليين المتعلقين بتصرف فردي، يمثل تصرف
جماعي على مستوى القبيلة ، وهذا يعني أن هذا التصرف الحميد لا بد أن يكون
قد انتشر بين ربيعة بعد تنظير فكري طويل ليصبح ممارسة وعرفا على مستوى
مجتمعي.بالمقابل
، إختار محمد أن يتبع في غزوة بني المصطلق - وهي أولى الغزوات التي شهدت
سبي المسلمين لنساء أعدائهم على نطاق واسع وحدثت بعد غزوة الخندق- نقيض هذا
الخلق الرفيع الذي تسامت إليه نخبة "الجاهليون" ، وبدلا من معاملة
الأسيرات بالحسنى ودعوتهن للإسلام، اختار وأصحابه أن "يطأوهن" رغبة في
التمتع الجنسي إتباعا لغرائزهم وشهواتهم البدائية ، كما يرد في الحديث
التالي:عَنْ
ابْنِ مُحَيْرِيزٍ أَنَّهُ قَالَ دَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو صِرْمَةَ عَلَى
أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فَسَأَلَهُ أَبُو صِرْمَةَ فَقَالَ يَا أَبَا
سَعِيدٍ هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ يَذْكُرُ الْعَزْلَ فَقَالَ نَعَمْ
غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ غَزْوَةَ بَني المُصْطَلِق فَسَبَيْنَا
كَرَائِمَ الْعَرَبِ فَطَالَتْ عَلَيْنَا الْعُزْبَةُ وَرَغِبْنَا فِي
الْفِدَاءِ فَأَرَدْنَا أَنْ نَسْتَمْتِعَ وَنَعْزِلَ فَقُلْنَا نَفْعَلُ
وَرَسُولُ اللَّهِ بَيْنَ أَظْهُرِنَا لَا نَسْأَلُهُ فَسَأَلْنَا رَسُولَ
اللَّهِ فَقَالَ لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَفْعَلُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ
خَلْقَ نَسَمَةٍ هِيَ كَائِنَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَّا
سَتَكُونُحَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ الزِّبْرِقَانِ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ فِي مَعْنَى حَدِيثِ رَبِيعَةَ
غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ فَإِنَّ اللَّهَ كَتَبَ مَنْ هُوَ خَالِقٌ إِلَى
يَوْمِ الْقِيَامَةِ/ من صحيح مسلموالعزل
هنا هو الجماع مع إراقة المني خارج الفرج حتى لا يحدث الحبل، والحديث يشير
بدون شك إلى جواز سبي العربيات واسترقاقهن ومن ثم "وطئهن بملك اليمن" حسب
مفردات شريعتنا الغراء.ومع
أن الحديث السابق يبدو عاما في إباحة المسبيات ، سواء كن متزوجات أم
عازبات، إلا أن محمد لم يكتفي بهذا، فقام في حنين بتشريع صريح "حلل" فيه
وطئ المسبيات المتزوجات ، وصرح فيه بأن السبي يفسخ زواج المرأة المسبية:حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ الْقَوَارِيرِيُّ
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ
عَنْ قَتَادَةَ عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ
الْهَاشِمِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
يَوْمَ حُنَيْنٍ بَعَثَ جَيْشًا إِلَى أَوْطَاسَ فَلَقُوا عَدُوًّا
فَقَاتَلُوهُمْ فَظَهَرُوا عَلَيْهِمْ وَأَصَابُوا
لَهُمْ سَبَايَا فَكَأَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ
تَحَرَّجُوا مِنْ غِشْيَانِهِنَّ مِنْ أَجْلِ أَزْوَاجِهِنَّ مِنْ
الْمُشْرِكِينَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي ذَلِكَ
(وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم)ْ
أَيْ فَهُنَّ لَكُمْ حَلَالٌ إِذَا انْقَضَتْ عِدَّتُهُنَّو
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ
الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ قَالُوا حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى عَنْ
سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ أَنَّ أَبَا عَلْقَمَةَ
الْهَاشِمِيَّ حَدَّثَ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ حَدَّثَهُمْ أَنَّ
نَبِيَّ اللَّهِ بَعَثَ يَوْمَ حُنَيْنٍ سَرِيَّةً بِمَعْنَى حَدِيثِ
يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْهُنَّ فَحَلَالٌ لَكُمْ وَلَمْ يَذْكُرْ إِذَا انْقَضَتْ عِدَّتُهُنَّ
و حَدَّثَنِيهِ يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ الْحَارِثِيُّ حَدَّثَنَا خَالِدٌ
يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ بِهَذَا
الْإِسْنَادِ نَحْوَهُ / صحيح مسلمواضح
من هذه الحادثة ، أن مقاتلة المسلمين في حنين تحرجوا من "غشيان" المتزوجات
من المسبيات بسبب ترسبات وبقايا من أخلاق "الجاهلية" السامية، فقام محمد
بتأسيس أخلاق إسلامية مناقضة ، قوامها جواز غصب المسبيات حتى لو كن
متزوجات. والمخجل في كل هذا أن إسلام هؤلاء المسبيات ، لم يكن ليحميهن من
"الوطأ" والإغتصاب ، فالأسر نتيجة لمعركة ، يثبت العبودية حتى لو أسلم
الأسرى.إذن
كان هناك أمام محمد أنموذجين متناقضين ومتداولين بين المحاربين في معاملة
الأسيرات في تراث الحرب في الجزيرة العربية، الأول هو معاملة الأسيرات
بالحسنى وحفظ كرامتهن وعدم الإعتداء عليهن ، ويمثل هذا النموذج ، ويبدو أنه
النموذج الذي اتبعته الأقلية، المثال الأعلى لأخلاق الفروسية والمروؤة
التي كان الجاهليون قد طوروا وصولا إلى دعوة محمد ، والثاني هو استعبادهن
واستغلالهن جنسيا ، وهو النموذج السائد بين سوقة القوم من الجاهليين ،
والنظرة الأولى لأي قارئ للتاريخ توحي أن محمدا ، كمدعي للنبوة وكحامل
رسالة أخلاقية وإنسانية غير محكومة بمكان وزمان، كان سيختار النموذج الأول
أي نموذج مثالية الأخلاق والإنسانية. ولكن ، وللأسف ، فإن محمدا اختار
النموذج الثاني ، أي النموذج اللاأخلاقي واللاإنساني في معاملة الاسيرات
المسبيات.والسؤال
الناتج من هذا الطرح هو لماذا لم يتبع محمد المثل الأعلى لأخلاق
"الجاهلية" في معاملة أسيرات العدو على الرغم من أن كتب السيرة لا تذكر
حالة واحدة إغتصبت فيها إمرأة واحدة من المسلمين؟ وفي رأيي المتواضع فإن
الإجابة تكمن في أحد الأسباب التالية أو فيها مجتمعة:السبب الأول:
هو هوس محمد بالتشبه بأنبياء بني إسرائيل. ذلك أنه في حرصه الشديد على كسب
مشروعية نبوته أصر أنه يقف في سلسلة آخر أنبياء اليهودية والمسيحية، ولأنه
تواجد في المدينة في وسط اليهود الذين كانوا يمثلوا أخطر تحد أيديولوجي
لنبوته، ولأن هؤلاء اليهود كانوا ، وبسبب وضعهم كأقلية في محيط من العرب
الوثنيين، يتفاخروا ببطش أنبيائهم وبالمذابح التي أقترفها موسى ويوشع في
فلسطين كعامل نفسي لإرهاب العرب، فإن هذه التصرفات الإرهابية دخلت عقله
وكأنها من صفات الأنبياء وأنها جزء من النبوة ، وإن لم يكن الحال كذلك ،
فإن هذه القصص لا بد أنها على الأقل أدخلت في نفسه أن هذه التصرفات لا تسئ
إلى سمعة وأخلاق الأنبياء. ما يلي مقتبس من التوراة ، كتاب الأعداد باب رقم
31، وتروي كيف أمر موسى جيشه بقتل الأسرى من النساء الثيب والأطفال
والأبقاء على العذارى ليتمتع بهن جيشه:7 فَحَارَبُوا الْمِدْيَانِيِّينَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ وَقَتَلُوا كُلَّ ذَكَرٍ؛8
وَقَتَلُوا مَعَهُمْ مُلُوكَهُمُ الْخَمْسَةَ: أَوِيَ وَرَاقِمَ وَصُورَ
وَحُورَ وَرَابِعَ، كَمَا قَتَلُوا بَلْعَامَ بْنَ بَعُورَ بِحَدِّ
السَّيْفِ.9
وَأَسَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ نِسَاءَ الْمِدْيَانِيِّينَ وَأَطْفَالَهُمْ،
وَغَنِمُوا جَمِيعَ بَهَائِمِهِمْ وَمَوَاشِيهِمْ وَسَائِرَ
أَمْلاَكِهِمْ،10 وَأَحْرَقُوا مُدُنَهُمْ كُلَّهَا بِمَسَاكِنِهَا وَحُصُونِهَا،11 وَاسْتَوْلَوْا عَلَى كُلِّ الْغَنَائِمِ وَالأَسْلاَبِ مِنَ النَّاسِ وَالْحَيَوَانِ،12
وَرَجَعُوا إِلَى مُوسَى وَأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ وَجَمَاعَةِ
إِسْرَائِيلَ بِالسَّبْيِ والأَسْلاَبِ وَالْغَنِيمَةِ إِلَى الْمُخَيَّمِ
فِي سُهُولِ مُوآبَ بِالْقُرْبِ مِنْ نَهْرِ الأُرْدُنِّ مُقَابِلَ
أَرِيحَا.13 فَخَرَجَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ وَكُلُّ قَادَةِ إِسْرَائِيلَ لاِسْتِقْبَالِهِمْ إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ،14
فَأَبْدَى مُوسَى سَخَطَهُ عَلَى قَادَةِ الْجَيْشِ مِنْ رُؤَسَاءِ
الأُلُوفِ وَرُؤَسَاءِ الْمِئَاتِ الْقَادِمِينَ مِنَ الْحَرْبِ،15 وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا اسْتَحْيَيْتُمُ النِّسَاءَ؟16
إِنَّهُنَّ بِاتِّبَاعِهِنَّ نَصِيحَةَ بَلْعَامَ أَغْوَيْنَ بَنِي
إِسْرَائِيلَ لِعِبَادَةِ فَغُورَ، وَكُنَّ سَبَبَ خِيَانَةٍ لِلرَّبِّ،
فَتَفَشَّى الْوَبَأُ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.17 فَالآنَ اقْتُلُوا كُلَّ ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ، وَاقْتُلُوا أَيْضاً كُلَّ امْرَأَةٍ ضَاجَعَتْ رَجُلاً،18 وَلَكِنِ اسْتَحْيَوْا لَكُمْ كُلَّ عَذْرَاءَ لَمْ تُضَاجِعْ رَجُلاً.السبب الثاني
هو أن العبيد في ذلك الزمن مثلوا سيولة مالية هامة ، ولأن محمدا اعتمد في
تمويل دعوته بشكل شبه تام على غنائم الحرب والغزو ، فإنه لم يكن بإمكانه أن
يحرم نفسه وأتباعه من هذا المصدر المالي المهم. لقد كان من السهل (كما هو
وارد في عصرنا هذا) إدعاء التمسك بالصدق ، والوفاء ، والشجاعة والعفة
وغيرها من الاخلاق المعنوية والتي يمكن تأويلها ولوي معانيها حسب الحاجة ،
ولكن عندما تعلق الإمتحان بالأمور المادية الصرفة، أثبت محمد أنه لم يستطع
أن يقاوم شهواته وشهوات اصحابه في الجنس والثروة والمال وما يؤدي الحصول
عليها من ضمان الحصول على السلطة السياسية. ويجب ألا ننسى أن وضع المدينة
بوصول أعداد كبيرة من المهاجرين إليها في وقت قصير كان يحتم الحصول على
موارد إقتصادية خارجية ، كان من أهم سلعها العبيد والسبايا. السبب الثالث
هو أن محمدا تصرف في كل فترة "بعثته" في المدينة من دافع الإقتناع الكامل
أن فرض سيطرته على العرب لن يتم إلا بنشر الرعب والخوف من جيشه ، ولأن
العرض والشرف عند العرب كانا (ولا يزالا) مرتبطين أساسا بحماية الإنثى من
الإنتهاك ، فقد شهر محمد السبي واستباحة النساء كسيف أرعب فيه كل من عاداه.
ومما ورد عن محمد قوله:أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أُعْطِيتُ خَمْسًا
لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ
وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ
أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ وَأُحِلَّتْ لِي
الْمَغَانِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ
وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى
النَّاسِ عَامَّةً/ من صحيح البخاري ويوجد مثله في صحيح مسلم. ويجب
عدم التقليل من الأهمية الحاسمة لهذا المنطق بالنسبة لمحمد، فعبر التاريخ ،
أستعمل الغزاة الرعب كسلاح فعال جدا في حروبهم ، فمثلا أستخدم التتار في
غزوهم سلاح الرعب المتمثل بذبح سكان المدن التي ترفض الإستسلام لهم، وأدى
هذا إلى استسلام العديد من المدن والدول دون قتال وكان ملوك هذه الدول
وشعوبها يعاملوا بالحسنى ، حتى وصل الحد ببعضها إلى الأنضمام بجيوشها إلى
جيش التتار كما حدث مع الدولة الأرمينية التي شاركت بفاعلية في تحطيم
بغداد. ولا شك أن استخدام محمد لسلاح سبي النساء أدى إلى "دخول الناس في
دين الله أفواجا" .السبب الرابع
، وهو في رأينا السبب الأهم لأنه قد يفسر لنا العامل النفسي أو الحضاري من
وراء هذا التصرف، ينبع من وقوعنا في المصيدة الفكرية التي نقع فيها دائما
وبدرجات مختلفة ، والتي تجعلنا أو تجبرنا أن نفكر، وبالرغم من حذرنا، وبسبب
نشأتنا الإسلامية ، والبيئة العربية الإسلامية التي نعيش فيها ، بالتعامل
مع التاريخ الإسلامي المكتوب من وجهة نظر المسلمين. وينبع الخطأ في هذه
النظرة بالإفتراض الضمني أن محمدا وعصبته ، تصرفوا من منطلق أنهم كانوا
بصدد تأسيس دين عالمي ، وأخلاق عالمية . ولكن الحقيقة التي نستطيع أن
نستنتجها من كتب السيرة والتاريخ، هي أن مغامرة محمد ، لم تكن لتتجاوز في
وجدانه ووجدان صحابته ، أن تكون أكثر من حركة للسيطرة السياسية والعسكرية
على عرب الحجاز وقد نتوسع ونقول على العرب كافة وجزيرتهم. بالطبع يتناقض
هذا الإستنتاج مع الكثير من النصوص الإسلامية التي بين أيدينا، سواء أكانت
من القرآن أم من الحديث، ولكن يجب ألا ننسى أن القرآن ومن بعده كتب الحديث ،
دونت بعد موت محمد، وأنها لم تصل إلينا إلا بعد أن حازت حركة محمد على
نجاح عسكري مذهل لم يكن العرب حتى ليحلموا بتحقيقه، وأن هذا النجاح أوجد
ضرورة ملحة لتحرير النصوص وتحريف التاريخ ، ليتوافق مع مشروع بناء دولة
عالمية . وإن نحن فكرنا بلجوء محمد إلى استغلال السبايا من هذه النظرة
لفهمنا أن محمدا وزمرته لم يكن بإمكانهم تجاوز الفكر السوقي السائد ، وأن
المشاغل والمهام العسكرية والإقتصادية التي أرقتهم لم تسمح لهم بتبني فكر
الأقلية التي كانت تحاول أن تسمو فوق واقع عرب جزيرة القرن السابع ، لتطور
الفكر الأخلاقي المثالي. من
المهم أن نذكر هنا أن معظم دفاع المسلمين عن هذه "الشبهة" قولهم أن السبي
كان العرف المتداول في ذلك الزمان بين "جاهليي" العرب، وأنه لم يكن بوسع
محمد أن يعامل نساء العدو بالحسنى ، بينما ينتشر بين أعدائه سبي النساء
كقانون من قوانين الحرب. وحتى أن تجاهلنا تواجد السلوك المثالي للأقلية
المستنيرة الذي أوردناه أعلاه، فإننا نرد على دفاع المسلمين هذا باختصار ،
بالقول أنه لا يمكن للإنسانية، التي يدعي الأسلام أنه أنزل لها "كرحمة
للعالمين" ، أن تتوقع من الله أن يتصرف بتصرفات وأخلاق "جاهلية" عرب القرن
السابع الهجري، مع العلم أنه لا يوجد (حسب علمنا
وبعد طول البحث) في أي كتاب من كتب السيرة حالة واحدة فقط قام فيها أعداء
محمد باغتصاب إمرأة واحدة من نساء المسلمين (أسرت "إمرأة الغفاري" في غزوة
ذي قرد أو غزوة الغابة ، ولكنها هربت بعد ثلاث أيام من أسرها ولا يوجد هناك
أي ذكر أنها أغتصبت) . عانت
الشعوب التي غزاها العرب والمسلمون الويلات من هذا التصرف الهمجي،
والقراءة السائدة في كل كتب التاريخ الإسلامية تفيد أن فلانا من قواد
المسلمين غزى وقتل ونهب وسبى، ومع أن الرويات الإسلامية تفتقر إلى التفصيل
في أعداد النساء المسبيات من الشعوب المغلوبة، إلا أنه بالإمكان الوصول إلى
فكرة عن مدى الشيوع الكبير لهذا التصرف اللإنساني إن بحثنا بين سطور كتب
التراث، وعلى سبيل المثال، نقرأ في سيرة موسى بن نصير ، "فاتح" الأندلس ما
يلي:واستخلف
موسى على الأندلس ابنه عبد العزيز بن موسى، فلما عبر البحر إلى سبتة
استخلف عليها وعلى طنجة وما والاهما ابنه عبد الملك، واستخلف على إفريقية
وأعمالها ابنه الكبير عبد الله، وسار إلى الشام وحمل الأموال التي غنمت من
الأندلس والذخائر والمائدة ومعه ثلاثون ألف بكر من بنات ملوك القوط وأعيانهم
ومن نفيس الجوهر والأمتعة ما لا يحصى، فورد الشام، وقد مات الوليد بن عبد
الملك، واستخلف سليمان بن عبد الملك، وكان منحرفاً عن موسى بن نصير، فعزله
عن جميع أعماله وأقصاه وحبسه وأغرمه حتى احتاج أن يسأل العرب في معونته /
الكامل في التاريخ ، إبن الأثير. نلاحظ
هنا كيف تذكر السبايا الأبكار كجزء من "البضاعة" وكأنهن لسن آدميات، وهذا
يعكس التحضر الإسلامي الذي قبل بهذه الأفعال وكأنها من المسلمات. بسرعة
، دفع المسلمون ثمنا باهظا لهذا التصرف الإجرامي، فقام الوحش الذي خلقه
محمد بتهشيم رأس مروضه ، وبعد أقل من قرن من موته، أصبحت جل الطبقة الحاكمة
من المسلمين تتكون من أولاد المسبيات ، والذين لم يكن ليدور في خلدهم أو
خلد أمهاتهم أن يعيروا أي إلتفات لمصالح الطبقات العريضة من الشعب العربي
والشعوب المسلمة التي يحكموها. كما أن ضبابية الحدود بين العبودية والحرية ،
والوضع السياسي المقلوب الذي غشى الأمة العربية والإسلامية والذي حكم فيه
العبيد وأولاد المسبيات الأحرار من الشعوب، أديا في النهاية إلى طمس مفهوم
الحرية الفردية ، وإلى ما نراه حاليا من عقلية تسمح للعرب والمسلمين على
القبول بالظلم الشامل الذي يغشى أوطانهم.