** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

  أكذوبة الاصلاح الاسلامي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
free men
فريق العمـــــل *****
free men


التوقيع : رئيس ومنسق القسم الفكري

عدد الرسائل : 1500

الموقع : center d enfer
تاريخ التسجيل : 26/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 6

 أكذوبة الاصلاح الاسلامي Empty
06072012
مُساهمة أكذوبة الاصلاح الاسلامي


أكذوبة الاصلاح الاسلامي











يعود الفضل _كلّ الفضل_
للإرهاب الإسلامي الذي حفّز
الآخر على تناول الإسلام ووضعه
تحت المجهر، ومنذ ذلك الوقت بدأ
الغربيون يتسائلون: أين هم
المسلمون المعتدلون. حسناً،
طبعاً ليس هناك أي أحدٍ منهم.
فالمصطلح بذاته هو مصطلح سخيف
وتافه. حيث أنّ المسلمين يظهرون
هذه المسألة بشكل مختلف. فأنت
إمّا أنك مسلم جيد تمارس جميع
طقوسك وفرائضك ولا تفوّت منها
شيئاً أو أنك مسلم بالاسم فقط
سيء ومنافق ولا تؤدّي أية فرائض.
والفرقة الأخيرة هي تلك التي
يطلق عليها الغربيون خطأ اسم "المسلمون
المعتدلون". فطالما أنّ
المسلمون قلقون ومتخاذلون عن
تأدية فرائضهم، فإنهم "منافقون".
الإسلام دين غريب ومتناقض
بالكامل. فالمشكلة في الإسلام هي
في كتابه المقدّس وليس في أتباعه
فقط. ومن خلال استغلال هذا
الارتباك والتخبّط، جاء جيل
كامل من المسلمين وخرجوا علينا
بموضة "أصلاح الإسلام". بعض
هؤلاء "المصلحين" اكتسبوا
أيضاً بعض الاعتراف والثقة بين
الغربيين الغافلين، بالرغم من
أنهم أهْمِلوا من قبل زملائهم
المسلمين وكانوا عرضةً للسخرية
والنبذ.
في هذه المقالة سأناقش إمكانية
أصلاح الإسلام.
دعونا ننظر إلى أصل مصطلح "الإصلاح
Reform" ومعناه. كلمة Reform
الإنكليزية مشتقة من اللفظة
اليونانية refōrmāre والتي
تعني بدورها تعويض، استرداد،
استرجاع، إعادة تجديد. وكل هذه
المصطلحات تشير إلى إعادة الشيء
إلى شكله أو جذره الأصلي. وقبل
التحدّث عن الإصلاح في الإسلام،
دعونا أولاً نلقي نظرة على عملية
الإصلاح في المسيحية.

۞ الإصلاح المسيحي
بدأت حركة الإصلاح كمحاولة ليس
لإصلاح المسيحية، بل لإصلاح
الكنيسة الكاثوليكية. حيث أن
العديد من المؤمنين كانوا
يعانون من ممارسات واضطهاد
الكنيسة، كبيع صكوك الغفران،
والمتاجرة بأملاك الكنيسة. إذ
أنهم قد اعتبروا هذه الأعمال
أعمالاً خاطئة وسوء تصرّف من
داخل الكنيسة.
مارتن لوثر، أولريتش زوينغلي،
جون كالفن، ومصلحون آخرون
احتجّوا على هذه الممارسات
والمعتقدات وغيرها من الأمور
الأخرى التي فضحوها عن الكنيسة
كالمطهر، الإخلاص لمريم (تبجيل
مارينا)، شفاعة وولاء
القدّيسين، معظم الأسرار
المقدّسة، العروبة الإلزامية
لرجال الدين (ومن ضمنها الرهبنة)،
وسلطة البابا.
لا شيء من هذه المذاهب مسيحية. بل
كانت ممارسات من الكنيسة. لذلك
فقد احتجّ المصلحون ضدّ الكنيسة.
إلا أنهم لم يتحدّوا سلطة
ومرجعية كتابهم المقدّس. وقد
اقترحوا أنّ الكتاب المقدّس يجب
أن يقرأ بشكل حرفي. لقد رفضوا
التفسير والتأويل المجازي
للكتابات المقدّسة وأخذوا نصوص
العهد القديم والجديد بحرفيتها
واعتبروها بمثابة القانون.
وقالوا أنّ أي تناقض أو صعوبة أو
غموض هو من القارئ وليس من النصّ.
أي شيء غير موجود بشكل واضح
وحرفي ضمن الكتاب المقدّس
مرفوض، وأي شيء موجود بشكل واضح
وصريح ومباشر في الكتاب مقبول
ومفروض.
وهذا هو جوهر الإصلاح
البروتستانتي.

۞ الإصلاح الإسلامي
حدثت حركة أصلاح مماثلة في
الإسلام. وكانت هذه الحركة هي
"السلفية".
يعتقد العديد من الغربيين بشكل
خاطئ أنّ محمد ابن عبد الوهّاب
(1703- 1792) هو مؤسّس طائفة متطرّفة
جديدة في الإسلام. وهذا ليس
صحيحاً. فعبد الوهّاب لم يوجِد
أو يؤسّس طائفة جديدة. فهو كان
مجرّد مصلح إسلامي بنفس الشكل
الذي كان عليه مارتن لوثر.
إنّ الفكرة الجوهرية عند عبد
الوهّاب هي أنّ الإسلام كان
كاملاً ومثالياً خلال أيام محمد
وصحابته، وأنّ الانحراف الذي
أصاب الإسلام هو نتيجة
الانحرافات والبدع الدينية،
وأنّ عملية التجديد أو الإحياء
الإسلامي ستكون من خلال التشبّه
وتقليد الأجيال الثلاثة
المبكّرة وتطهير الدين من
العوامل والمؤثرات الأجنبية
الخارجية الغريبة.
إنّ الفكرة التي تشير إلى أنّ
الإسلام كان كاملاً ومكمّلاً في
مراحله الأولى نجدها في الآية
رقم 3 من سورة المائدة {الْيَوْمَ
أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ
نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ
الْإِسْلَامَ دِينًا} [5: 3] اقترح
عبد الوهّاب أنه يجب على
المسلمين أن [ينكصوا] وأن يحجموا
عن أيّة بدع ويتبعوا خطا السلف
الصالح، ومن هنا جاء تعبير "سلفي".
والسلفي هو الذي يتخذ من الأسلاف
الأتقياء الذين عاشوا في الفترة
المبكّرة من الإسلام نماذج ومثل
يقتدي بها. أمّا هذا الاعتقاد
فهو ليس من ابتكار عبد الوهّاب،
بل إنه يقوم على الحديث الذي
ينقل لنا الخبر التالي عن محمد ((عن
عبد الله رضي الله عنه، عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: (خير
الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم
الذين يلونهم، ثم يجيء من بعدهم
قوم: تسبق شهادتهم أيمانهم،
وأيمانهم شهادتهم).)) [صحيح
البخاري، كتاب الرقاق، 6065]
من أجل تحطيم الأسطورة الغربية
التي تقول أنّ عبد الوهّاب كان
مؤسّس السلفية، من المهمّ جداً
التنزيه إلى أنّ ابن تيميّة (1263-
1328) كان سلفياً أيضاً. كان ابن
تيميّة معارضاً للاحتفال بيوم
مولد محمد وبناء الأضرحة حول
قبور القدّيسين أو الأولياء
الصوفيين قائلاً "العديد منهم
[المسلمين] لا يعرفون حتى الأصول
المسيحية [الكاثوليكية] لهذه
الممارسات".
إنّ الاستخدام المبكّر لمصطلح
"السلف" يظهر في كتاب "الأنساب"
لأبو سعد عبد الكريم الذي مات
عام 1166 (562 حسب التقويم الإسلامي
الهجري). حيث أنّه يعرّف مصطلح
السلفي: هو الانتساب إلى السلف،
أو الأسلاف، وتبنّي مدرستهم
الفكرية. ثمّ يذكر أمثلة كثيرة
عن أشخاص استعملوا هذا التعريف.
إنّ السلفيين يستقون سلطتهم
ومرجعيّتهم من الحديث الذي قاله
محمد:
((فإني نعم السلف أنا لك)) [صحيح
البخاري، كتاب الاستئذان، 5928]
إنّ الرغبة في إصلاح الإسلام
والعودة إلى حالته الأولية
النقية لم تبدأ من عند عبد
الوهّاب. بل إنها فكرة قديمة في
الواقع. على أيّة حال، نجح عبد
الوهّاب في أن يمنح شكلاً
وقالباً محدّداً لهذه الفكرة،
ويعود الفضل بذلك إلى الملوك
السعوديين أنسابه من إحدى بناته.
* التشابه بين الإصلاح المسيحي
والإصلاح الإسلامي
هناك العديد من أوجه الشبه
والتماثل بين البروتستانتية
والسلفية. فالأولى ترفض
الاعتراف بمريم والقدّيسين
وبشفاعتهم. أمّا الأخيرة فترفض
بألوهية محمد وشفاعته وشفاعة
الأولياء القدّيسين (كما هو
الأمر عند الشيعة). وكل واحدٍ من
هاتان الحركتان الإصلاحيتان
يريد أن يتّخذ منظوره ومعتقده
الخاص إلى نقاوة الدين الأصلية
وتجنّب البدع التي أضيفت إلى كل
دين بعد موت مؤسّسه.
د. إنغريد ماتسون، المرأة التي
دُعِيَت من قبل باراك حسين
أوباما لتمثيل المسلمين في
الصلاة المشتركة لاتفاقية
الديمقراطيين الرئاسية، وهي
رئيسة المجمّع الإسلامي لأمريكا
الشمالية (ISNA)، عندما سُئِلَت
مّا إذا كانت الوهّابية طائفة
يمينية متطرّفة من الإسلام، كان
جوابها: ((لا، ليس من الصواب
تشخيص الوهّابية بهذا الشكل.
إنها ليست طائفة. بل إنها اسم
أطلِق على حركة إصلاح بدأت قبل 200
عام للتخليص المجتمعات
الإسلامية من الممارسات
الثقافية وتبنّي التفسير
الصّارم الذي كان متّبعاً على
مدى عدّة قرون. كانت مشابهة
كثيراً لحركة الإصلاح
البروتستانتية في أوروبا)) [1]

۞ نتائج حركة الإصلاح
المسيحية
مع أنّ حركة الإصلاح المسيحي
وحركة الإصلاح الإسلامي
متماثلتين إلى حدٍ ما بنظرتهما
ونهجهما، إلا أنّ النتائج
المترتّبة عن كلٍ منهما مختلفة
تماماً. فالقراءة الحرفية
للكتاب المقدّس أصبحت دعامة
النظريات الاجتماعية ومنظّمات
المجتمعات البروتستانتية وأساس
المنظمة الاجتماعية للمستعمرات
الإنكليزية في أمريكا الجديدة.
هؤلاء المصلحين حوّلوا وجهة نظر
أوروبا الفلسفية والسياسية
والدينية والاجتماعية. ونحن ما
زلنا نعيش في مجتمع تسيطر عليه
النظرية البروتستانتية
للمنظّمة الاجتماعية: فالخطاب
السياسي الأمريكي هو كالفيني
الجوهر، بمعنى آخر إنّ منظّمته
الاجتماعية قائمة على أساس
المعنى والتأويل الحرفي
للكتابات المسيحية.
حسب كالفن وزوينغلي، لا ينبغي أن
تكون المعتقدات الدينية قائمة
على أساس المعنى والقراءة
الحرفية للكتابات فحسب، بل على
أساس المنظمة الكنسية أيضاً،
المنظّمة السياسية. والمجتمع
يجب أن يكون مؤسّساً حسب
التعاليم الحرفية.
أرسل لوثر رسالة إلى بابا
الفاتيكان ليو (وهو العمل الذي
أدّى إلى طرده من الكنيسة) وضّح
فيها جوهر أفكاره. وقد وسم
رسالته بالعنوان التالي: "في
حرية المسيحي". هذه الرسالة
تشرح لبّ أفكار وتعاليم لوثر.
فجوهر المسيحية حسب معتقدات
لوثر هو "الحرية" أو "الليبرالية".
هذا هو المفهوم الذي يساهم في
النهاية بشكل كبير في ظهور فكرة
"الحرية الفردية"، "الحرية
السياسية"، و"الحرية
الاقتصادية".
أغلب التنوير الأوروبي يدور حول
حرية ومشروع "تحرير البشر":
تحريرهم من المعتقدات والأفكار
الزائفة، الديانات الزائفة،
السلطة الاستبدادية... إلخ. وهذا
ما يطلق عليه اسم "مقولة
التحرّر". وما زال الغربيون
يشاركون في مشروع التحرير هذا
حتى وقتنا الحالي، ويحاولون نشر
قيم الحرية والديمقراطية التي
جاءت من فكرة لوثر في الحرية.

۞ نتائج حركة الإصلاح
الإسلامية
ما هو جوهر الإصلاح في الإسلام؟
إنّ أساس المعتقد الوهابي هو أنّ
الإنسان ليس حرّاً بل هو عبد لله.
فالبشر عبيد. وهذه مقولة مختلفة
تماماً عن المقولة
البروتستانتية، وسأتناول هنا
الفرق الجوهري بين المسيحية
والإسلام.
في الظاهر، هناك الكثير من أوجه
الشبه بين المسيحية والإسلام.
فكلاهما يؤمن بالله، وكلاهما
يعتمد على وسيط بين الإنسان
والله، معتقداتهما أخروية
فأتباعهما يؤمنون بوجود الجحيم
والجنّة وحياة أخرى بعد الموت،
إلخ. من ناحية أخرى، فإنهما في
لبّ كل منهما مختلفتين تمام
الاختلاف، في الواقع كلتا
الديانتين متعارضتين مع بعضهما.
فالإسلام ليس استمراراً أو
استكمالاً للمسيحية، كما يدّي
البعض، بل إنه معتقد مضاد
للمعتقد المسيحي في الجوهر.
إنهما معتقدان مختلفان. أحدهما
يدافع عن حرية الإنسان أمّا
الآخر يقرّ بعبودية الإنسان.
أحدهما يحمل رسالة التحرّر،
أمّا الآخر فيحمل نير الخضوع
والإذعان.
إنّ مقولة "الحرية" هي
مقولة جوهرية جداً في المسيحية
على عكس الإسلام ومبادئه. فعندما
ترى مسلمون يحملون إعلانات
وشعارات مثل "الديمقراطية
بدعة ونفاق Democracy is Hypocrisy" و"لتذهب
الحرية للجحيم Freedom go to Hell"
خلال مظاهراتهم الصاخبة، فإنهم
يعبّرون عن جوهر الإسلام الأصلي
المعادي للحرية والديمقراطية،
والذي يفرض قيم الخضوع
والعبودية. وسنرى أمثلة عن ذلك:
المسلم الحقيقي لا يجب أن يكون
لديه حرية في الاختيار، بل يجب
أن يقلّد محمد ويتبع أقواله
وأفعاله حرفياً. فقد ورد في
القرآن {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ
وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى
اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا
أَنْ يَكُونَ لَهُمُ
الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ
وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ
ضَلَالًا مُبِينًا} [الأحزاب: 36]
ليس المسلمين هم الذين يقرّرون
ما هو خير بالنسبة إليهم، فهذا
القرار محدّد لهم مسبقاً وكل ما
يمكنهم فعله فعلاً هو الامتثال
والطاعة، وحتى وإن لم يكونوا
يرغبون بذلك {كُتِبَ عَلَيْكُمُ
الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ
لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا
شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ
وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا
وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ
يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا
تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]
يمكن أن يستخلص معنى الإسلام من
اسمه: الاستسلام. الله أعلم. لذلك
يجب أن يقبل الإنسان أوامره
وإرادته، التي نقلت إلى البشر عن
طريق رسوله الأخير محمد.
الديمقراطية تعني حكم الشعب من
خلال الشعب، وفي النظام
الديمقراطي الإنسان هو الذي يضع
القوانين. وذلك غير ممكن في
الإسلام [وأكبر مثال على ذلك هو
الحال الذي وصلت إليه أغلب
الدولة العربية والإسلامية]
فالقانون يأتي من عند الله في
الإسلام. لذلك يجب على الإنسان
أن يطيع حتى وإن كانت تلك
القوانين تبدو متناقضة مع العقل
وقمعية. ولهذا لا يستطيع
المسلمون الاعتراض على عقوبة
رجم مرتكبي الزنا أو قتل المرتد.
مرّ كل من الإسلام والمسيحية
بمرحلة إصلاح. إنهما عبارة عن
طرق وأساليب ومنهجيات متماثلة،
لكنهما انتهيا إلى قطبين
متعاكسين. فبينما جلب الإصلاح
المسيحي الحرية والتنوير
والديمقراطية، نتج عن الإصلاح
الإسلامي الجهل، العبودية،
والجهاد.
كان كلٌ من ابن تيمية وابن
الوهاب مصلحين إسلاميين سلفيين.
ويمكننا أن نرى أسماء مصلحين
إسلاميين معاصرين كالمودودي (1903-
1979) الذي فسّر القرآن تفسيراً
جديداً فيه بعض الاختلاف. وهناك
سيّد قطب (1906- 1966) وهو الشخصية
الفكرية القيادية في جماعة
الإخوان المسلمين في فترة
الخمسينات والستينات، والذي كان
مصدر إلهام ووحي لأجيال كاملة من
الإرهابيين الشبّان ومن بينهم
آية الله الخميني وبن لادن.

۞ "الإصلاح" مقابل "التحويل"
Reformation vs. Transformation
إنّ الذين يسمّون اليوم
بالمصلحين الإسلاميين لا
يقترحون عملية أصلاح فعلياً بل
تحويل وتغيير الإسلام. وبخلاف
المصلحين السابقين الذين وردت
أسمائهم معنا في الأعلى، هؤلاء
المصلحين الجدد لا يريدون
الرجوع إلى حالة الإسلام
الأصلي، بل يريدون تجنّب وإنكار
جزء كبير من القرآن والشريعة،
ويخترعون دين جديد مختلف كلياً،
والفرق أنهم ما زالوا يطلقون
عليه اسم "الإسلام". وهذه
طريقة تفكير تضليلية، وغير
عملية من الناحيتين المنطقية
واللوجستية. كما أنها طريقة
ممنوعة ومحرّمة في القرآن نفسه.
هؤلاء المصلحون المعتدلون الجدد
يريدون تغيير الإسلام إلى شيء
مختلف. بمعنى آخر، إنهم يريدون
إضافة بدع جديدة للإسلام. فهل
ذلك ممكن؟ هل يمكن أن يملك
المؤمنون خياراً يتناقض مع
أقوال القرآن؟ لقد رأينا مسبقاً
كيف أنّ القرآن في سورة الأحزاب:
36 حرّم على المؤمنين أن يكون لهم
أية خيارات أخرى متعلّقة
بشؤونهم إذا كان الله ورسوله قد
قضوا الأمر. كيف يمكنهم أن
يقرّروا بأنفسهم ما هو الشيء
الجيد والمفيد للدين؟
عندما يقول القرآن لأتباعه أنهم
جب أن يخوضوا القتال حتى وإن
كرهوا فالرسالة تكون واضحة
تماماً. فهذا كلام الله. ويجب
عليك _كمؤمن_ أن تقبله كبديهة أو
مسلّمة. إذن كيف يمكنك أن تتجادل
مع الله؟ ما أن تقبل القرآن
ككلام الله المنزل، فلا يعود
بإمكانك أن تقرّر أو تختار أيّة
خيارات أخرى. فهذا أمر محرّم.
{...أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ
الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ
بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ
يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ
إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَيَوْمَ
الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى
أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا
اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا
تَعْمَلُونَ} [البقرة: 85]
{أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي
حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي
أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ
الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} [الأنعام:
114]
{وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ
صِدْقًا وَعَدْلًا لَا
مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ
وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *
وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ
فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ
سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ
يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ
وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ}
[الأنعام: 115- 116]
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ
مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ
الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ
ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا
يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ
إِلَّا النَّارَ وَلَا
يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ وَلَا
يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ
أَلِيمٌ} [البقرة: 174]
{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ
الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ
شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً
وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل:
89]
{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ
الْحَدِيثِ كِتَابًا
مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ
تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ
الَّذِينَ يَخْشَوْنَ
رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ
جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ
إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ
هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ
مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ
اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [الزمر:
23]
{كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى
الْمُقْتَسِمِينَ * الَّذِينَ
جَعَلُوا الْقُرْآَنَ عِضِينَ *
فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ
أَجْمَعِينَ} [النحل: 90- 92]
{وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ
اللَّهِ} [الأنعام: 34]
{لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ
اللَّهِ} [يونس: 64]
{وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ
مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا
مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ
وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ
مُلْتَحَدًا} [الكهف: 27]
كيف يمكن لأحدٍ أن يدّعي أنه
يؤمن بالقرآن وأن يرفض أو يتجاهل
جميع هذه التحذيرات؟
إنّ هؤلاء الذين يطلق عليهم
تسمية "مصلحين إسلاميين"
مضلّلين في أحسن الأحوال
ومخادعين في أسوأها. إنّ جهودهم
يجب أن ترفض وتلقى في أقرب سلّة
مهملات. فمهما كانت نواياهم،
سواء أكانت طيّبة أو خبيثة،
فإنهم أشخاص مخادعين ومنافقين،
والنتيجة هي مذهب شرير وخبيث
وخطر جداً.
الحقيقة وحدها هي التي تحرّرنا
وتعتقنا. فمن خلال تغطية الإسلام
بالسكر وتجميله ليس باستطاعتك
أن تغيّر طبيعته. بإمكانك أن
تطهّر الماء، حتى أنه بإمكانك أن
تحوّل بولك إلى ماء قابل للشرب.
لكنك هل تستطيع أن تنقّي البنزين
كفايةً حتى تجعله قابلاً للشرب؟
فجوهر الإسلام هو الشر. وأنت لا
تستطيع أن تصلحه وأن تجعل منه
مذهباً إنسانياً. هل يمكنك إصلاح
النازية؟ فهذه الفكرة بذاتها هي
فكرة خاطئة وسخيفة.
لا يمكن إصلاح الإسلام أبداً،
ولا بأي شكل من الأشكال. فقد حاول
ذلك المعتزلة، والمتصوّفة،
والآلاف من المدارس القديمة
والحديثة التي قامت بمحاولاتها
وفشلت فشلاً ذريعاً.
من المستحيل إجراء إصلاحات في
الإسلام. فهو إمّا تجميل أو حيلة
مخادعة. والجهاد قائم على
دعامتين أساسيتين: الحرب
والخدعة. ولا أريد لأي أحد أن
ينخدع بالوعود العذبة التي
يطلقها المصلحون الإسلاميون.
فالإسلام المعتدل غير موجود. إنه
أسطورة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

أكذوبة الاصلاح الاسلامي :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

أكذوبة الاصلاح الاسلامي

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: