توسع الانشقاقات في الجيش.. والاسد يأسف لإسقاط الطائرة التركية
خلافات وانسحابات تعصف بمؤتمر المعارضة السورية بالقاهرة
اتهامات للنظام بـ'جرائم ضد الانسانية'.. وروسيا تقاطع 'اصدقاء سورية'
2012-07-03
القاهرة ـ دمشق ـ انقرة ـ بيروت ـ وكالات: تواصلت الاشتباكات وعمليات
القصف في مناطق سورية عدة الثلاثاء حاصدة خمسين قتيلا على وقع المساعي
الدولية الحثيثة لايجاد حل للأزمة، في وقت عصفت الخلافات والانسحابات
بمؤتمر المعارضة السورية في القاهرة.
وكشف مؤتمر القاهرة مزيدا من الخلافات بين اطياف المعارضة، حيث اعلنت الهيئة العامة للثورة السورية انسحابها من مؤتمر القاهرة.
وبررت
الهيئة قرارها بالقول 'التصعيد الذي يمارسه نظام (الرئيس السوري) بشار
الاسد بارتكاب المجازر بحق شعبنا الثائر' و'في ظل عجز دولي عبر عنه مؤتمر
جنيف الاخير' يصبح 'الحديث عن وحدة المعارضة السورية مجرد كلام لتمويه هذا
العجز'.
وبررت الهيئة، وهي احد المكونات الرئيسية للمعارضة السورية،
قرارها برفضها 'الدخول في التجاذبات السياسية التي تتلاعب بمصير شعبنا
وثورتنا وفق رؤى وأجندات تسمح بوضع ثورتنا بين سندان التجاذبات والصراعات
الدولية ومطرقة نظام الاجرام في سورية'.
وكانت القيادة العامة للجيش السوري الحر في الداخل اعلنت الاثنين مقاطعة المؤتمر واصفة اياه بـ'المؤامرة'.
ودعا
ممثلو المعارضة السورية إلى تقديم الدعم الدولي العاجل لمدينة حمص
المحاصرة، في الوقت الذي ارتفع فيه عدد القتلى الذين سقطوا جراء
الاشتباكات المسلحة والقصف في البلاد.
وقال الناشط المحلي يحيى أبو
صالح إن حمص، مركز الاحتجاجات التي اندلعت ضد النظام السوري قبل 16 شهرا،
تتعرض لهجوم عسكري متصاعد منذ أسابيع دون أن يحرك العالم ساكنا. وأوضح أبو
صالح أن الطريقة التي تفر منها الأسر من حمص لا يمكن مقارنتها إلا بما حدث
للفلسطينيين في عام 1948.
وقال برهان غليون، الرئيس السابق للمجلس
الوطني السوري المعارض، إن ما ينتظره الشعب السوري من المجتمع الدولي ومن
الأمين العام للأمم المتحدة ومن هذا المؤتمر هو تأكيد حقه في الدفاع عن
نفسه، داعيا إلى توفير السلاح للمعارضين.
واعلنت فرنسا الثلاثاء انها تبلغت من روسيا عدم مشاركتها في مؤتمر 'اصدقاء الشعب السوري' المتوقع عقده الجمعة في باريس.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس 'روسيا كانت مدعوة واعلنت انها لا ترغب في المشاركة في المؤتمر وهذا لا يشكل اي مفاجأة'.
ولم
تشارك روسيا، حليفة سورية، في المؤتمرين الاولين لـ'اصدقاء الشعب السوري'
في شباط (فبراير) في تونس وفي نيسان (ابريل) في اسطنبول.
ويأتي هذا
الاعلان بعد اعلان الموفد الدولي الخاص كوفي عنان ان اجتماع جنيف الدولي
حول سورية الذي عقد السبت شهد 'تغييرا' في موقفي روسيا والصين.
وقال
المتحدث باسم عنان، احمد فوزي للصحافيين الثلاثاء 'لا تقللوا من شأن ما
حصل السبت، لا سيما في ما يتعلق بموقف الروس والصينيين'.
واتفقت
الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن مع تركيا وممثلين عن الجامعة
العربية السبت في جنيف على مبادىء مرحلة انتقالية في سورية كما اقترحها
عنان خصوصا لجهة تشكيل حكومة انتقالية تضم عناصر من الحكومة الحالية ومن
المعارضة.
وشدد عنان على انه 'من الضروري التوصل الى وقف لاطلاق النار' في سورية.
ودعا
الاطراف المعنية الى تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل اليه في جنيف. وقال
'اذا تم تطبيقه (...) فسيترك اثرا على الدينامية على الارض'.
لكنه اقر في الوقت نفسه بأن 'الأزمة معقدة جدا وان طريق الخروج منها سيكون طويلا وشاقا'.
واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعض الدول الغربية بالسعي الى 'تحريف' اتفاق جنيف، من دون ان يحدد هذا التحريف وهذه الدول.
ومن
جهته اعرب الرئيس السوري بشار الاسد عن اسفه لاسقاط قواته مقاتلة تركية في
22 حزيران (يونيو)، مؤكدا في مقابلة مع صحيفة 'جمهورييت' التركية التي
نشرت الثلاثاء ان الطائرة كانت تحلق في مسار استخدمته في السابق طائرات
اسرائيلية. وقال الأسد أيضا إن سورية لن تحشد قواتها العسكرية على طول
الحدود مع تركيا بغض النظر عما تتخذه حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب
اردوغان من خطوات.
وأضاف الأسد أن سورية لن تتأخر عن الاعتذار إذا اتضح أن الطائرة أسقطت وهي في المجال الجوي الدولي.
واستطرد
الاسد قائلا ان الطائرة التركية سلكت مسارا استخدمته الطائرات الاسرائيلية
ثلاث مرات من قبل وان الجنود أسقطوها لانها لم تظهر على الرادارات السورية
كما لم تخطر دمشق بها. وأضاف الاسد انه ربما كان سيسعد لو أن الطائرة التي
اسقطت كانت طائرة اسرائيلية.
الى ذلك كشفت منظمة 'هيومن رايتس ووتش' في
تقرير الثلاثاء عن اعتقال عشرات الاف السوريين في شبكة من مراكز التعذيب،
معتبرة في تقريرها ان 'النمط الممنهج من إساءة المعاملة والتعذيب الذي
وثقته يشير بوضوح الى اتباع الدولة لسياسة التعذيب وإساءة المعاملة، ما
يمثل جريمة ضد الإنسانية'.
جاء ذلك في ظل انباء عن ازدياد الانشقاقات
في صفوف الجنود السوريين، وقالت وكالة انباء الاناضول نقلا عن السلطات
المحلية ان بين العسكريين الـ 85 الذين انشقوا ايضا ثلاثة ضباط برتب عالية
و18 ضابطا اخر.
وميدانيا تواصلت الاشتباكات وعمليات القصف في مناطق
سورية عدة الثلاثاء حاصدة خمسين قتيلا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان
وناشطين.
وذكر المرصد ان القوات النظامية استخدمت الثلاثاء للمرة الاولى المروحيات العسكرية في قصف حي الخالدية في مدينة حمص (وسط).