عندما نتحدث عن موقف الدول الغربية ، والولايات المتحدة الامريكية على وجه
التحديد من الديمقراطية ، نجدها تدعم الأنظمة الديكتاتورية الفاسدة و
القمعية في الشرق الأوسط تحت ذريعة الحفاظ على الإستقرار .
ولكن الحقيقة مغايرة لذلك تماما، ففساد الانظمة وديكتاتوريتها يسهلان على
الدول الغربية وأمريكا تطبيق مشاريعها في الهيمنة على ثروات و مقدرات
الشعوب ، ودعم إسرائيل فى احتلالها للاراضي الفلسطينية والعربية
وكذالك الإبقاء على اسرائيل دولة متفوقة عسكريآ، ومجهزة بكل أنواع اسلحة
الدمار الشامل
وهذا هو العنوان الرئيسي للاستراتيجيات الغربية في المنطقة ،
وقد تبين بشكل واضح ان هذه الاستراتيجيات لا يمكن ان تعطي ثمارها الا في
ظل وجود أنظمة ديكتاتورية فاسدة موالية للغرب على المستوى الشخصى والفكرى
والسياسى
فاذا أخذنا إحدى الدولة العربية على سبيل المثال في هذا المضمار، فان وجود
ديمقراطية حقيقية فيها تفرز برلمانا يمثل الشعب ومواقفه وتوجهاتة ، ويحاسب
الحكومة على سياساتها ومواقفها، ويقاوم الفساد في اطار من الشفافية، ولو
وجدت هذه الديمقراطية ومؤسساتها يصبح من المستحيل ان تستمر السياسات
الحالية والارتهان بالكامل للغرب وسياساته والتطبيع مع اسرائيل، وفرض
الحصار على أهل غزة ، والصمت عن الاجرائم الاسرائيلية بحق الشعب
الفلسطينى وأرضة و مقدساتة ، وبيع الغاز العربى لإسرائيل بأسعار رمزية و
تأجير أراضى عربية لإسرائيل
أما موقف الدول الغربية من الانتخابات في ايران ونظيراتها في الدول العربية
الاخرى فهو دليل واضح على ازدواجية المفهوم الديمقراطى لهذة الدول ،
فقد أقامت الدنيا بسبب حدوث بعض شبهات التزوير في الانتخابات الرئاسية
الايرانية الاخيرة، ودعمت بشكل سافر المعارضة الايرانية ومطالبها، ولكنها
لم تفعل ذلك مطلقا عندما يتم تزوير الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فى
الدول العربية بشكل فج وبدائي، والسبب ان النظام العربى ينفذ كل ما تأمر
به واشنطن واوروبا من حيث مساندة فرض الحصار على غزة، ودعم الاحتلال
الامريكي للعراق، والمشاركة بفاعلية في الحرب على ما باتا يعرف ب (
الارهاب)
هناك تناقض فاضح في المواقف والسياسات الغربية تجاه المسألة الديمقراطية،
فبينما تتباهى هذه الدول ليل نهار بارثها الديمقراطي، وحضارتها الليبرالية،
ومحاربتها للفساد، نراها تفعل العكس تماما عندما يتعلق الامر بالعالمين
العربي و الاسلامي ، وهذا تناقض معيب يكشف عن الازدواجية و النفاق
السياسي
بذالك لا أعتقد بوجود تغيير فى السياسة الغربية والأمريكية فى المنظور
القريب, لانهم عقدوا العزم على منع وصول الديمقراطية الى العالمين العربي
والاسلامي بكل الطرق والوسائل وما حدث فى فلسطين دليل قاطع على ذلك ،
اللهم الا اذا جاءت هذه الديمقراطية بأنظمة مواليه لها و تتعايش مع
اسرائيل وتفتح آبار النفط على مصراعيها امام الشركات الغربية ووفقا
لشروطها كما يحدث فى العراق الا
السبت أبريل 17, 2010 2:38 pm من طرف هشام مزيان