الطفلةُ، صاحبةُ الفستانِ الطّائرِ،
يرفعها حينا ثمَّ يحطُّ بها قدّامي.
الطّفلةُ وهي تسلّمُ كفّيها لرفيقتها
شاخصةً كملاكٍ
أعطتني ريش الفستانِ.
وددتُ مساءئذٍ أن أرسم في عينيها أحلامي.
وودتُ على خجلي من ظلمتها
لو صرتُ خيوطَ الأرجوحةِ
أو قطرةَ ضوءٍ تترقرقُ من تلك العينينِ.
لا أُحبُّ الوداعَقلتِ لي: لا أحبُّ الوداعَ.
أنا كنتُ أرسُمُ مشْهَدَنا
وأخزِّنُه في قراري، عسى
أراكِ قريبًا،
هنا، أو هناكَ
إذا أيْنَعَ الحلمُ في غربَةٍ ما.
أكُنتُ أردِّدُ في درجاتِ المطارِ
" أحبّكِ أكثَر عنْدَ الوداعِ "
كأنَّ المكانَ يرافقُني وتظلّينَ
في لامكانٍ يليقُ بعاشقةٍ مثلكِ،الآنَ
تفتَحُ طائرَتي في الهواءِ جناحينِ من قلقٍ
وتحطُّ روائِحُكِ، الآنَ
أكتُبُ في ورقي:
" لا أحبُّ الوداعَ، وداعكِ "
السبت أبريل 03, 2010 12:18 pm من طرف سميح القاسم