** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
أزمة الديون العالمية من منظور مختلف I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 أزمة الديون العالمية من منظور مختلف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ربيعة
" ثـــــــــــــــــــــــــائــــــــــر "
أزمة الديون العالمية من منظور مختلف Biere2
ربيعة


عدد الرسائل : 204

تاريخ التسجيل : 26/10/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2

أزمة الديون العالمية من منظور مختلف Empty
08062012
مُساهمةأزمة الديون العالمية من منظور مختلف

أزمة الديون العالمية من منظور مختلف Arton11163-c5983

يقدم الأمريكي ديفيد غريبر David Graeber منظوراً مدهشاً
لأزمة الديون العامّة العالمية في كتابه: الديون. الألفيات الخمس الأولى
"Debt. The first 5000 years” الصادر في مايو 2011 عن دار ملفل الأمريكية.
هنا يقدّم الكاتب السويدي سفيركر ليناس قراءة لهذه الدراسة الرائدة التي
تكشف عن الارتباط التاريخي بين الديون والعنف.

***


من
بين كل التقارير الواردة عن الأزمة المتصاعدة لديون اليونان أجد نفسي
عالقاً عند معلومة في جريدة التلغراف تفيد بأن صندوق النقد الدولي لن يدفع
رسوماً على سيارات الجيب المصفّحة الحكومية التي سيستخدمها حول العالم
لمراقبة سير الإصلاحات الاقتصادية. هذه المعلومة بالذات عن التملّص من دفع
الضريبة أثارت ضجّة في داخل اليونان وذلك لأنّ بطلها هو صندوق النقد الذي
لا يتوقّف عن تكرار توبيخ اليونان على تسيّبها في جباية الضرائب.
بالنسبة
لي استوقفني على الأخصّ أن تكون السيارات مصفحة. ليس فقط لأن هذا يقول
شيئاً عن تزايد المسافة بين الشعب وأصحاب السلطة الحقيقية في اليونان،
وإنما لأنه يذكّرنا بأن لا نتوهّم بأنّ حزمة الإنقاذ التي أرسيَتْ هذا
العام هي معَدّة لإنقاذ رجل الشارع اليوناني، الذي يجري حاليا خفض الحدّ
الأدنى لراتبه الشهري إلى حوالي 720 دولاراً. فحزمة الإنقاذ موضوعها إنقاذ
البنوك الأوروبية ليس غير.


موضوع عربات الجيب
المصفحة لا يريد أن يبرح ذاكرتي، لأنني قرأت مؤخراً كتاباً يتناول العنف
والدمار الذي كان على الدوام يصحب ظاهرة الديون. المدينون للبنوك الكبرى
يفهمون حقيقة هذا الأمر، وكذلك أمم العالم الثالث التي استلبتها القوى
الاستعمارية الأوروبية في الماضي وما تزال الى اليوم تدفع الديون
لمستعمريها القدماء. الكتاب هو: الديون. الألفيات الخمس الأولى "Debt. The
first 5000 years"، وفيه يعطي مؤلفه أستاذ الانثروبولوجيا الاجتماعية
ديفيد جريبرDavid Graeber منظوراً تاريخياً مدهشاً لأزمة الدين العام
الراهنة. إنه عمل تأريخي سهل التلقي ومليء بالمعلومات الغنية كما أنه قويّ
الحجّة بحيث ان صحيفة فاينانشال تايمز أشادت به على الرغم من أنّ صاحبه،
الناشط السياسي وأحد الملهمين لحركة "احتلوا وول ستريت"، يقف على الطرف
النقيض لها في المقياس السياسي.
إنّ أزمة الديون ليست بالظاهرة
الجديدة، فقد جاءت وذهبت حيثما وجدت أموال وحضارات. والريادي في بحث جريبر
هو كشفه عن الربط التاريخي بين الديون والعنف، بين المال والحرب، وبالتالي
بين الدولة والسوق. مثلاً يونان اليوم يمكن أن تذكرنا بيونان سنة 100 بعد
الميلاد حين قارن الفيلسوف بلوتارخ المقرضين في عصره إبان الدولة
الرومانية، والذين كان يدعوهم المُرابين، بالنهّابين الفرس الذين قيدوا
الأثينيين ذات يوم بالقيود الحديدية؛ فالسلب يمكن أن يتم باستخدام السلاح
كما باستخدام القروض ـــ كما يعبر بلوتارخ. وفي فترة نهاية الامبراطورية
الرومانية كان غالبية الفلاحين الأحرار في القرى قد غدوا إمّا عبيداً أو
أقناناً لدى ملاك الأراضي الأغنياء بعد أن عجزوا عن تسديد الديون والفوائد
لهؤلاء الملاك.


في وادي الرافدين ومنذ 3000 سنة
قبل الميلاد وصاعداً ظهرت أزمات الديون بشكل دوري لدرجة أنه كان من
الشعائر الدائمة آنذاك أن يبدأ كل ملك جديد حكمه باصدار عفو عامّ، أو
"بيان الحرية" كما دعي، يلغي كل الديون المستحقة على المواطنين حتى
تاريخه. وهذا يذكرنا بحقيقة أن أوّل كلمة للحرية في جميع لغات العالم
المعروفة هي الكلمة السومرية "أمارجي" (التي انتقلت الى اليونان لتصبح
"أناركي" وتطلق اليوم على فكرة اللا سلطوية ـــ المترجم) ومعناها الأصلي
"العودة إلى الأمّ" حيث أنّ العودة الى الأسرة هي حلم كلّ عبد من "عبيد
الدَين" وهم الرجال الذين عجزوا عن تسديد ديونهم فأصبحوا لذلك عبيداً لدى
دائنيهم. وقائمة المطالب هذه ذاتها ـــ أي إلغاء الديون؛ تدمير سجلات
الحسابات؛ إعادة توزيع الأراضي الزراعية ـــ سنألف ظهورها في ثورات
الفلاحين في كلّ مكان حول العالم في الآلاف القادمة من السنين. وحتى حجر
الرشيد، المشهور بتضمّنه مفاتيح اللغة الهيروغليفية، كان قد رفع ليعلن عن
عفو على جميع المَدينين وجميع السجناء أصدره بطليموس الخامس سنة 196 ق.م.


فما
هو الدَين؟ إنه، كما يعرّفه جريبر، أن يقطع المرء وعداً ويحوّله الى مال.
وكان "غوته" قد قدّم هذا التحويل بوصفه أقرب ما يكون إلى سحر شيطاني حين
جعل "فاوست" يزور ـــ بصحبة الشيطان ـــ القيصر الروماني الرازح تحت وطأة
دَين ثقيل، فيقنعانه بأن يسدّد لدائنيه عن طريق إصدار كميات لا محدودة من
النقود الورقية بضمانة ذهب لم يُكتشَف مكانه بعد: "عميقاً في أرضك توجد
كنوز بلا عدد،/ رأس مال لم يستثمر، منسيّ"، يقول فاوست ويكمل الشيطان
قائلاً: "في الماضي أخذ الناس الذهب والجواهر، واليوم يأخذون الورق؛/ إنه
مريح، لأن قيمته معروفة". إنّ هذا "السحر المالي" لفاوست يشبه ما نشهده
اليوم من ألعاب سحرية بالأموال الافتراضية (جبل الديون) وهي تُخلَق من
فراغ من قبل البنوك الخاصة في كلّ مرة يقترض منها أحد، وبدلاً من "ذهب لم
يُكتشَف مكانه بعد" يعدنا قيصر عصرنا (رأسُ المال) بنموّ مطّرد، نموّ لم
يتحقّق منه شيء حتى اليوم.


بعبارة أخرى، الدَين
والمال وجهان لعملة واحدة. تقول النظرية السائدة بين الاقتصاديين منذ آدم
سميث إنّ العملة الذهبية وجدت كوسيلة للخلاص من نظام المقايضة المتهدّل،
وإنّ الديون والعملات الورقية أتت فيما بعد. ومشكلة هذه النظرية هي أنه
لحدّ الآن لم يتمكن أحد من دعمها ببرهان تطبيقي. بالمقابل، يقول ديفيد
جريبر إن الدول قد أوجدت النقود لكي تحتفظ بجيوش جاهزة وتتمكّن بأبسط
طريقة من تزويد الجنود بالتموين اللازم. فعن طريق إعطاء الجنود رواتب
نقدية وفي الوقت نفسه إجبار الناس على دفع الضرائب بالنقد ذاته تجبر عجلة
السوق على الدوران؛ وقبل هذا يكون الناس قد حصلوا على طعامهم وأدواتهم
وثيابهم عن طريق أنظمة ائتمان صغيرة ومحلّية من خدمات وخدمات مقابِلة حيث
كلّ من الطرفين دائن ومَدين في الوقت نفسه. وهكذا ظهرت النقود أوّل مرّة
في حوالي سنة 700 ق.م، وتقريباً في وقت واحد في أنحاء عديدة من العالم.
وبعبارة أخرى فالتفسير الجديد الراديكالي الذي يعطيه جريبر للتاريخ
الاقتصادي هو أنّ اقتصاد السوق قد ولد من الحرب؛ فنظام النقود الصلبة ـــ
الذهب والفضة ـــ ونظام العملات القائمة على الائتمان تلا أحدهما الآخر
كالمدّ والجَزر عبر التاريخ. فالعملات المعدنية كانت سائدة في
الامبراطوريات الكبرى، حيث احتاجوا الى جيوش كبيرة للاستيلاء على بلدان
جديدة، والى مزيد من قوة العمل العبودي، وإلى فتح مزيد من مناجم الذهب
والفضة وذلك في حلقة خبيثة من: النقود ـــ الجنود ـــ الحرب ـــ التعدين
ـــ العبودية. وهذه الحلقة هي التي أطالت عمر الامبراطورية الرومانية،
وأطالت بعد ذلك عمر الاقتصاديات الأوروبية خلال الفترة الاستعمارية. وعلى
هذا فليس بالمصادفة أبداً أن تكون أكبر قوة حربية في العالم اليوم والأكثر
تفوّقاً فيه (الولايات المتحدة) هي في الوقت نفسه صاحبة أكبر ديون دولة.
وفي فصل مثير للاهتمام يوضح جريبر أنّ معظم أعمال العنف الفضيعة التي
ارتكبها الاسبان أثناء استيلائهم على مملكة الآزتيك بالمكسيك يمكن النظر
إليها في ضوء المعلومة القائلة أن قائد الحملة، المغامر الأسباني هرنان
كورتيس، ورجاله كانوا غارقين في الديون وتحت ضغط المطالبات اللحوحة
للدائنين، الذين بدورهم لم يهمهم أن يعرفوا أي تفاصيل إجرامية عن تلك
الحملة. ونفس النموذج نجده يتكرر في ما عرف بفضيحة نهر بوتومايو (1909 ـــ
1911) حين قام وكلاء بريطانيون لإحدى شركات المطاط بذبح عشرات الآلاف من
هنود الويتوتو Huitoto Indians في الغابات المطرية في بيرو، وكذلك في
حالات أخرى كثيرة من قتل جماعي وجرائم كبرى حول العالم. ويبدو أن
المديونية الكبيرة تستدعي إحساساً بالعجز يسوّغ بعدئذ العنف والاستغلال؛
فالمديونية تختزلنا الى قطاع طرق يمسحون بأنظارهم العالم بحثاً عن أي شيء
يمكن أن يتحوّل الى مال. إنّ الكثير مما نراه مرتبطاً برأس المال النقدي
(بنوك مركزية، أسواق سندات، مبيعات قصيرة الأجل، شركات سمسرة، مضاربة
وأوراق مالية) قد وجدت في أماكن معينة قبل أن يوجد أول مصنع وأول العمال
المأجورين، الأمر الذي يقول شيئاً عن أهمية القطاع المالي لرأس المال
الصناعي.


بين الامبراطورية الرومانية والحقبة
الاستعمارية الأوروبية تبدو العصور الوسطى لعيني جريبر عهداً جديداً
للحرية، حيث تراجع الذهب وازدهرت الاقتصادات المحلية بينما تقلصت العبودية
أو خفّت شدتها أو اختفت تماماً. في الصورة الشائعة للعصور الوسطى المظلمة،
وهي الصورة التي ورثناها عن عصر التنوير الفرنسي، أدى سقوط الامبراطورية
الرومانية الى انهيار المجتمع وفراغ المدن وبالتالي العودة الى نظام
المقايضة. بينما بالنسبة لعامة الناس فإنّ انخفاض أسواق النقود في العصور
الوسطى وانكماش الدول يعني لهم ـــ مع ذلك ـــ حرية أكبر، تحسيناً
لمستويات المعيشة وانخفاضاً في معدل العنف. وهنا تبدو لنا أناركية جريبر
منطقية، ومِثْلها تشككه في دور الدولة في بناء المجتمع.


إن
النظام النقدي في عصرنا، الذي ـــ ومنذ أطلق الرئيس نيكسون الدولار حراً
في وجه الذهب سنة 1971 ـــ عرف تعويم العملات والاقتصاد القائم على
الائتمان، يبدو لعيني جريبر عودةً الى النظام القائم على القروض والذي وجد
في وادي الرافدين على سبيل المثال. والفرق الرئيسي هو أننا اليوم نفتقر
الى الآليات التي قامت في الماضي بحماية المقترضين من الوقوع في شرك
المقرِضين. ففي وادي الرافدين وجدت "بيانات الحرية" التي كانت تصفِّر جميع
الديون، ويذكر العهد القديم سنوات اليوبيل التي كانت تأتي كلّ 50 سنة
وتتضمّن تحرير العبيد وعودة الأراضي المحجوزة بسبب ديون أصحابها إليهم،
وفي العصور الوسطى لم يسمح بالربا ولا بالفائدة، وكانت "عبودية الدَين"
غير قانونية. أما في عصرنا الحالي فتجري تسوية الديون في الاتجاه المعاكس.
فلأوّل مرّة خلال 5000 سنة من تاريخ الديون نجد أنفسنا في وضع تحمي فيه
المؤسسة المقرِضين بدلاً من حماية المقترضين، ونجد منظمات مثل صندوق النقد
الدولي تأسست خصيصاً من أجل ضمان أن يحصل المقرضون على أموالهم مع الفوائد
كاملة. وعلى حدّ تعبير ديفيد جريبر، نجد أنفسنا الآن في وسط شرك الديون
الذي طالما خشيه الناس في كل العصور.


كتب أرسطو
عن اليونان في زمانه: "إنّ الفقراء وزوجاتهم وأطفالهم جميعاً عبيد
للأغنياء"، فماذا كان عساه سيكتب عن يونان اليوم؟ على الأرجح سيعتبر الفرق
بين أن تبيع نفسك في سوق النخاسة وأن تبيع قوّة عملك بحدّ أدنى للأجور
تافه القيمة وليس سوى تفاصيل قانونية عديمة الأهمية، كما قال جريبر في
مقابلة صحفية.


يحلو للمركز الأوروبي أن يصف
اليونان -المأزومة بديونها- بالبيضة الفاسدة في السلّة الأوروبية، فهي
الدولة التي كانت ـــ مثلها مثل البرتغال، أيرلندا، إيطاليا واسبانيا ـــ
سيئة في نظامها المحاسبي وفي العمل ودفع الضرائب. وهو وصف مضلِّل. هَب أنّ
اليونان قد أهملت في بعض الجوانب، ولكن الحقيقة التي يتم تجاهلها عمداً هي
ان اليونان ليست سوى البداية؛ إنها فقط أوّل بلد يتلقى الضربة عن مديونية
تتصاعد الآن في كل مكان.
أما كان أفضل لو حظينا بـ "بيان حرية"، أو حتى سنة يوبيلية، مثل أجدادنا؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

أزمة الديون العالمية من منظور مختلف :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

أزمة الديون العالمية من منظور مختلف

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» أبعاد أزمة الديون الأمريكية على العالم
» زمة الهوية في العالم العربي، أزمة معنى أم أزمة حضارة؟
» الإسلام السياسي والأمن القومي من منظور مختلف
» أزمة المال العالمية وصحة الانسان
» العلمانية وكونية التاريخ؛ دراسة حول العلمنة والتحديث من خلال كتاب: "العلمانية من منظور مختلف" لعزيز العظمة

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: