يُعتبر غولدتسهير (1850ـ
1921) صاحب "دراسات محمدية" أحد أعلام الإستشراق الإلماني (مع أنه هنغاري
من المهد إلى اللحد) وتأتي أهميته من خلال قراءته النقدية، وعدم إستسلامه
لرواية الأصول التي سردها التراث الإسلامي، فقصة فتح فارس وأسلمتها
وانخراطها السريع في تشكيل تراث الإسلام، أمر ضبابي ومُحيّر.
وكما
يخبرنا التاريخ فقد (غُلبت الروم) وتُوّج الصراع الفارسي البيزنطي بإنتصار
خسرو الثاني وإحتلاله مقاطعات بيزنطا (سوريا عام 614 م ومصر عام 618م،
ولزيادة التشويق الدرامي يُضاف تدمير الفرس لكنيسة القيامة في القدس، وأسر
الصليب المقدس).
وفجأة ينتصر هرقل على خسرو عام
622م ويستعيد الصليب (ويفرح المؤمنون) وللصدفة فإن عام 622م هو بداية تاريخ
الهجرة؟ ونفس العام الذي قرر فيه هرقل إخراج سوريا من عقد الإمبراطورية
البيزنطية وتركها لشأنها! فجأة إختفت دولة ساسان وأصبح العربي يتجوّل فيها
بدون ترجمان وكأنه في مضارب قبيلته، وفجأة يظهر ابن المقفع يكتب بالعربية
وسيبويه يعلم العرب لغتهم والبخاري والفراهيدي والطبري. يشرحون لهم دينهم
وبحور شعرهم.. وفجأة نعلم بوجود نسل ملكي من "آل محمد" في أقصى الشرق، فلا
عجب أن يأتي بنو العباس من خوراسان (المسكوكات تُسمي قائدهم: أبي مسلم أمير
آل محمد؟) ولا عجب أن تكون عاصمتهم بغداد، على مرمى حجر من طيسفون عاصمة
ساسان التاريخية؟ ثم لابأس أن يقضي المأمون (ابن الفارسية) شبابه في
خوراسان، ثم يزحف غربا ويرث أخاه الأمين؟
بكل
تأكيد لم يجب غولدتسيهر على أي من تلك الأسئلة، لكنه كان رياديا في طرح
ظنونه. وكمساهمة مفيدة وجدت أن أقتطف بعضا مما ورد في محاضرة ألقاها في
جامعة السوربون عام 1900 بعنوان:Islamisme et Paresisme والقصد لم يكن
الترجمة، بل الإحاطة بآلية التفكير المحركة للبحث التاريخي في الغرب ولغته.
الإسلام وفارسمنذ
أمد بعيد يُزعم بأن نشوء الإسلام كان مفاجئا، وإكتماله حصل بلمح البصر،
بيد أن تفحص الوثائق القديمة تزيد القناعة بأن مصادر "الحديث النبوي" لا
تحتوي إلا على نزر يسير من ماضي الإسلام، فهي تقدم صورة لميول متناقضة،
مازالت لليوم تتجلى في تخشّب وجمود الأورثودوكسية الإسلامية.. ومع غزارة
الموروث الكتابي تزداد القناعة لإعتماد طرق نقد ـ عقلانية تتجاوز التقليد
المدرسي الإسلامي. إذ لا يوجد دارس جاد يجازف بإستعمال الأقوال المنسوبة
لمحمد وصحبه، وإعتمادها مصدرا لرسم صورة الإسلام الأصلي وعقيدته..
فالمعارك
والحركات السياسية والدينية تمثل مفتاحا لفهم الوثائق، وتميط اللثام عن
حقيقة المزعوم ومقاصد المقولات، التي إتكأت على محمد أو أصحابه.. والفحص
النقدي للتراث الإسلامي يتيح مجالا لإدراك أسس المشكلات وإقترابا من حلولها
إن
تتبع سيرورة تفاعل القوى الداخلية، يتطلب بنفس الوقت الإنتباه للمؤثرات
الخارجية، التي لعبت دورا مهما في تشكّل الإسلام، سواء في مناطقه المختلفة،
التي تركت عليه بصماتها قبل الإسلامية، أو في تشكّله القانوني والكوني منذ
بدايته. فالمراجع تُعلمنا بأن الإسلام خضع لمؤثرات مسيحية ويهودية، أثّرت
سلبا وإيجابا على الأجيال الأولى بعد محمد، التي عرفت عناصر تلك المؤثرات
دون الإقرار بذلك صريحا، وبنفس الوقت إتهمت عقائد وعادات المسيحية
واليهودية وحذفتها بمقولة "خالفوهم"
لكن أحد أهم المؤثرات الدينية لم يحظَ بالإهتمام الكافي، ألا وهو الأثر الفارسي الذي ساهم في صياغة الفرادة النوعية للإسلام ..
ثم
يشير غولدتسيهر إلى دراسة Blocht التي عززت المعرفة الفللوجية والدينية،
سيما إثباته الأصل الفارسي للتصوّر الإسلامي عن "البراق" (الحصان المجنح في
رحلة الإسراء والمعراج)
ثم يزيد على ذلك بأمثلة
عن دور وإنتشار الثقافة الساسانية ووصولها أوروبا، أما إتصالها المباشر
والدائم مع العرب فقد كان دفقا أتاح للعرب حياة ثقافية عميقة.. ويستشهد
بفرضية بروكلمان التي تقول: بأن كتابة التاريخ عند العرب، إستلهمت كتابة
حوليات ملوك الفرس، ولولا هذه الدفعة الفارسية لما وجدت كتابة التاريخ
العربي، فقد ساهمت بتوجيه الكتاب العرب للتقصي وحفظ الذاكرة التاريخية
لأمتهم. فعرب ما قبل الإسلام لم يملكوا وعيا تاريخيا، حيث إن أقدم ذكرياتهم
بالكاد بلغت القرن السادس ميلادي، وأحداث ماضيهم القريب كانت مُلثمة
ومشوشة بضباب الميثولوجيا.
إن عناصر الأثر
الفارسي في التشكّل الديني كان عميقا جدا، منذ إستقر الإسلام في فارس، حيث
كان احتلال المسلمين للعراق أحد الحقائق الحاسمة لذلك لتشكّل الديني.
فالفقهاء الفرس أسقطوا رؤيتهم على معتقدهم الجديد، والفاتحون خصبّوا
مبادئهم الدينية الشحيحة بعناصر من تلك الحياة الدينية العميقة، التي تحلّى
بها المهزوم الفارسي، لهذا فإن أهمية الحركة الفكرية للإسلام المرتبطة
بمدارس البصرة والكوفة لم تُحلّق عاليا إلا بعد الثورة الكبرى عام 128وحدوث
الإنتقال من الأموية إلى العباسية
إنتقال لم يكن
مجرد إنقلاب سياسي وحسب، بل أكثر من ذلك بكثير، فقد كان ثورة دينية، أزاحت
الحكم "العلماني" للأمويين، الذين سكنوا دمشق وحافظوا على تقاليدهم
العربية، وأحلت بدلهم الحكم التيوقراطي للعباسيين، الذين أسسوا الدولة على
خلط مبادئ الدين بالسياسة. وسكنوا في مركز مملكة الفرس التي سبق وأسقطها
الإسلام، وتابعوا تقاليدها كملوك يستمدون شرعيتهم من بنوّتهم للنبي، ظنا في
إقامة الدين الحق الذي خرّبه أسلافهم .. فدولتهم دينية وهم قادة الدين
والدنيا. لقد كان واضحا أن مؤسسة الخلافة الجديدة أخذت مفاهيم مملكة فارس،
فبينما كان عبدالملك بن مروان يمتعظ من شاعر بلاطه الذي عظّمه بلقب ملكي
فارسي (صاحب التاج) كان شاعر العباسيين يساوي الخليفة بأردشير الذي أعاد
إحياء دولة فارس.
والأمر تجاوز البلاط إلى
الإدارات وأهل الحكم وصيغ التعامل، التي قامت بتقليد دولة فارس، لقد
أصبحت الدولة مؤسسة دينية للمؤمنين، ترأسها السلالة الشرعية للنبي. وبهذا
تصاهر الدين مع الدولة وتوحدا لتشكيل ذروة قيمية اسلامية، كتابها ليس
المشرّع الإسلامي، بل كتاب "دينكارد"Dinkard باللغة البهلوية، ومكان سيادة
اللا مذهبية الأموية، أصبح التمذهب مبدأ قائدا للحكم. وعلى المؤرخ أن يعتبر
المذهبية ثمرة للأثر الفارسي.
لقد صاغ العباسيون
أسئلة الإيمان وفق تعاليمهم، وإضطهدوا مخالفيهم في العقيدة.. لتصبح
الخلافة محكمة تفتيش إسلامية؟ "فالله أعطى العباسيين سيفين، أحدهما للذود
عن أرض الإسلام والثاني لعقاب الزنادقة وإقامة الدين" وبهذا تطابقوا مع
الساسانيين في الاضطهاد الديني، والتمذهب واللا تسامح، وأصبح المفهوم
الفارسي "بيهدين ـ بِدين" (مؤمن جيد ـ مؤمن سيئ) مبدأ اسلاميا، مع أنه لا
ينتمي لأصول الحركة العربية، التي عاشت في عدم المذهبية الأموية.
يتجلى
التأثير الفارسي في تشكيل الوعي العمومي للإسلام، وفي آثاره المتروكة على
التشريع. بل إن علاّمة الفارسية ف. شبيغل يزعم بأن جذور الموروث الإسلامي
وتعاليمه الدينية تقبع في الفارسية، مع صعوبة إثبات ذلك في خصوصيات
"الحديث" الإسلامي..
من هنا فإن التفكير بأهمية
العراق، كأرض لثقافة فارس القديمة، ودوره في تشكّل عقيدة الإسلام وشريعته،
تتطلب التفكير بسكانه الذين كان أباؤهم أتباعا للمجوسية، فإسلامهم إنطوى
على التقوى الفارسية. ولو أحصينا المترادفات بين الطقوس الدينية في كتابات
الإسلام التقليدي والفارسي نجد أن طقس الوضوء (والطهارة والنجاسة) نشأ
بتأثير فارسي، دون أن يُحتذى به تماما. فالفرس كما اليهود يتنجسون من
الموتى، بيد أن رد فعل العرب يبدو مغايرا كما في حديث أحد الأنصار: "رأينا
ميتا فأردنا غسله، فقال أبو وحوا: والله إننا أنجاس سواء كنا أحياءا أو
أمواتا. وهذا الحديث دليل على مقاومة الأثر الفارسي. ثم يطرح غولتسيهر بعض
المتشابهات بين التقليدين:
1ـ إن تلاوة القرآن
ومنذ القدم ثواب للمسلك الديني، ليس أثناء الصلاة، بل في قراءة فصول
القرآن، أو ختمه كاملا، وهذا التصوّر مأخوذ عن تلاوة الفرس للفِنديداد
(Vendidad نصوص مقدسة من الأفستا كتاب الزردشتية) أملا في غسل ذنوب الأحياء
والأموات. ولتأكيد هذه الرابطة يمكن مراجعة دراسة سودربلوم حول طقوس
الفرافاشي (رمز الروح الفارسية) وتلاوة الفِنديداد على أرواح الموتى . حيث
تظهر تلك التقاليد الفارسية كما في الإسلام، عدم المبالغة في الحزن
والمناحات (وشق الجيوب) " فمن ينوح ميتا عقابه جهنم"
2ـ
عقيدة حساب الآخرة (الميزان) حيث توزن الحسنات والسيئات بعد الموت، وهي
مأخوذة عن الفارسية (كما أثبتها وليم جاكسون) ومن يقرأ كتب الفرس المقدسة
يرى أن الأفعال كما في الإسلام تُحسب بالأوزان (ومن يقرأ القرآن له قنطار
من الحسنات) والحديث يقول: من يصلي على جنازة ميت له قيراط ومن يشارك بدفنه
له قيراطان أحدهما بوزن جبل أحد. وهكذا الوضوء والإغتسال وصلاة الجماعة
والحج، فعن ابن عباس: من حجّ ماشيا جزاه الله مائة ألف ضعف. وكذلك الصلاة
في مكة لها مائة ألف حسنة وفي القدس ربع ذلك. ويستمر الحساب، فمن لديه كلب
في بيته يخسر قيراطين في اليوم، وبسهولة يظهر ذلك في الكتب الدينية للفرس
"كل خطوة في جنازة ميت لها 300 ستير (ستير يساوي أربعة دراهم) أو "كل خطوة
بدون حزام هي سيئة تعادل فارمان واحد (أربعة فارمانات تساوي تانافار أي
1200 درهم)
3ـ ثم يكشف الكاتب عن علاقات عددية
ذات بعد ديني، كما في كتاب "مينوغي خيراد" حول أعداد الملائكة، والأرواح
الشريرة وكذلك وفي كتاب "سادر" والأهم كلامه عن الرقم 33 في تقاليد الزكاة
الفارسية عن روح الميت، فالحديث الإسلامي يتكلم أيضا عن 33 ملاك ينقلون
للسماء حمد الإنسان (والمسبحة تُقسم إلى 33 للتسبيح ومثلها للحمد وكذا
للتكبير) والأحاديث التي تنقُل عن النبي هكذا أرقام، تُعدّ بالمئات.
والمثل
الأبلغ الذي يسرده الكاتب فهو عدد الصلوات في الإسلام، وهي تمجيد الله،
بسجود العبد على الأرض. أما تثبيت عددها اليومي، فقد نشأ بتأثير التقاليد
اليهوـ مسيحية، وبكل تأكيد عاد وأخذ أصوله الفارسية.. فصلاة النبي كانت
إثنتين يوميا، ثم أضاف لها القرآن لاحقا صلاة ثالثة تُسمى "الوسطى" فأصبحنا
أمام: صلوات الصباح والمساء والظهر، وهذا يتناغم مع مثيلها في اليهودية:
شاخاريث، مينخآ، آربيث
لكن هذا لم يعد كافيا، فمع
تغلغل الطقوس الفارسية في الإسلام، لم يقبل المسلمون عددا أقل من
الزردشتيين الفرس، فأخذوا عنهم الصلوات الخمس، وإرتفعت الحصة من ثلاث إلى
خمس، وهكذا يصبح جليا كيف أن طقسا مهما وقديما كالصلاة، قد أخذ شروطه
الجوهرية من الفرس
ومن المهم، ينتقل الكاتب إلى
الثانوي كالمسواك. الذي يُعتبر سنّة تكتسي أهميتها من خلال حضّ النبي
عليها: "لولا رأفة الله بعباده، لأمرهم بالسواك قبل كل صلاة" فمن فوائده
العشر أنه يُغيظ الشيطان، وفي هذا مرضاة ل لله، كما ينقل التراث أن المسواك
يخفف آلام النزاع الأخير، كما جاء في قصة وفاة النبي.. وهذه الظاهرة
لتقديس الأشياء، تُرى بشهادة الموروث الذي يترك شعرا جميلا عن المسواك. أما
أهمية هذا الطقس فيصعب توضيحها بالمعطيات الدينية للإسلام، لكنه يدل على
أنه ثمرة لإنتقال الطقوس والممارسة الدينية الفارسية (المرجع في هوامش
المحاضرة) ثم تطوّره إسلاميا، بمنحه بعض أحاديث النبي.
وإختصارا
سأعرج على فصله الأخير حيث يؤكد أن المؤثرات الخارجية على صيرورة الإسلام
قديمة ويمكن الرجوع عميقا لسبر التصوّرات الإسلامية، فأثر المسيحية
واليهودية على القرآن كما أوضحت دراسة غايغر عام 1833 وأثر الأبوكريف
(الأسفار المنحولة) كما عند رينيه باست كلها تثير المؤرخ في هذا المجال ..
إن فكرة
"اللوح المحفوظ" كصيغة عتيقة للوحي لها ما يشبهها في سفر اليوبيل،
وصورة يوم الحساب في القرآن لها نموذجها في سفر أخنوخ (لايزال ضمن الإنجيل
الأثيوبي) والأثر الفارسي هو حصيل للقرب والتفاعل والتجارة، فالأعشى لم يكن
الشاعر الوحيد الذي زار فارس، ومملكة الحيرة العربية كانت مطبوعة بالحياة
الفارسية، ومن السهل إنتقال المؤثرات بين المدن، فمع التجارة تنتقل
الأفكار، إضافة إلى أن اليمن قد خضع لتأثير الساسانيين.
وبكل
حال لم تغب فرصة التأثير الفارسي عن عقل مؤسس الإسلام، الذي عرف المجوس
ووضعهم على قدم المساواة مع اليهود والنصارى والصابئة (سورة 22، 17)
[إن
الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن
الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيئ شهيد] فالآية تشهد بأن
المجوس في أفق محمد لم يكونوا أسوة بالكفار
لقد
أخذ محمد تصوّره المادي للنجاسة عن الفرس وليس من المسيحيين واليهود،
فالفارسي الحقيقي يقول: شرير على قدمين (..) ينجّس خلق الروح الخيّرة، سواء
لمسها مباشرة أو غير مباشرة, والصيغة القرآنية (سورة 9، 28؟) تقول: "إنما
المشركون نجس" وهذه كانت تُفهم حرفيا، فإبن عباس نظر إلى الكفار كأنجاس "
يستوجب الوضوء بعد لمسهم"
ومع أن المدرسانية خففت
الأمر إلى نجاسة معنوية، فإن دوائر الشيعة مازالت تحافظ عليها. حيث أن لمس
الكافر، أحد مبطلات الوضوء العشرة، وهنا يضيف رأيا يقول: كلما كانت الفرقة
الدينية بعيدة عن تراث العرب، كلما كانت إقصائية وقلّ تسامحها مع من تراه
كافرا..
ويخلص إلى فرضية تقول بأن المؤثرات التي
مارستها التصوّرات الفارسية على عقيدة محمد تفعل في بعض الحالات كتعديل
(تصحيح) لطقوس مأخوذة من اليهودية والمسيحية، فتعطيها بهذا التعديل ميزات
ليست من أصلها، لكنها تكون ذات أهمية دائمة. فيوم الجمعة هو نسخة لسبت
الكتاب المقدس، لكنه يختلف جوهريا، ولا يحمل معنى راحة الإله بعد خلق
العالم بستة أيام، إنه يوم التجمع لإقامة الطقوس، لا للراحة كما يشهد
القرآن، فالإسلام يرفض راحة الله بعد إتمامه للخلق رفضا قاطعا، وهذا الأمر
متجذر بالوعي الإسلامي، فالقرأن يؤكد بأن الذي خلق السماء والأرض وما
بينهما لم يمسه "لغب" أي تعب. وحسب عقيدة فارس فالكون خُلق على ست مراحل،
يحتفل الفرس بأعيادها . ووثيقة "بازند" التي قدّمها ج.دارمستيتر تلفت إلى
أن الفرس جادلوا في طقس "السبت" اليهودي وعارضوه. والنبي العربي كان مسكونا
بهاجس الله الكلي القدرة.
ثم يختم بما يشبه
الإعتذار فما قدمه على عجالة، لا يرقى لفحص تاريخي شامل للإسلام ، بل مجرد
أفكار، لا تتضمن إجابة علمية قاطعة، وهنا يُذكّر مستمعيه بأنه قال: "ربما"
وأكّد عليها. ولعل هذه ال"ربما" تشبه ما كان يختتم به فقهاء المسلمين و
"الله أعلم"