** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 قراءة ثانية لـ (الثابت والمتحول)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
روزا
" ثـــــــــــــــــــــــــائــــــــــر "
قراءة ثانية لـ (الثابت والمتحول) Biere2
روزا


عدد الرسائل : 267

تاريخ التسجيل : 11/04/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

قراءة ثانية لـ (الثابت والمتحول) Empty
09112011
مُساهمةقراءة ثانية لـ (الثابت والمتحول)




قراءة ثانية لـ (الثابت والمتحول) %D8%A3%D8%AF%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%B3





زاهر الجيزاني




1


صدر
كتاب (الثابت والمتحول-بحث في الابداع والاتباع عند العرب) في بيروت عام
1974 ولم يصل الى مكتبات بغداد،لكن الكتاب بأجزائه الثلاثة وصل الى يد
مجموعة صغيرة متنفذة في المؤسسة الثقافية آنذاك يقودها الشاعر والوزير شفيق
الكمالي ، وثمة أخبار مختلفة تنتقل بين هذه الطاولة وتلك في اتحاد الادباء
بشأن الكتاب، فهناك خبر أن شفــيق الكـــمالي منع الكتـــاب من دخول
الـــعراق وأصبحـــت نسخه محرمة، وشائعـــة أخرى أصبح تسريبـــها ما يشبه
التعليمات الحزبية من أن أدونيـــــس معاد للأمة العربية، وأن طروحات
أدونيـــس بشــــــأن الثقافة العربية ومستقبل العرب تتناقض مع طروحات حزب
البعث وأفكار ميشيل عفلق، كما أن المجموعة الصغيرة المتنفذة في المؤسسة
الثقافية والاعلامية اتخذت موقفا علنيا رافضا لأدونيس.


تم
تجميع أفراد هذه المجموعة من أدباء وكتاب حزبيين،أغلبهم من المحافظات،وفي
الاخص من النجف والحلة والبصرة والموصل وكلفوا بأدارة شؤون وزارة الثقافة،
تماما كما يحدث اليوم(حيث جلبت الأحزاب المنتمين اليها ووضعتهم على رأس
المؤسسة الثقافية)هذه آلية حركة الأحزاب في العراق تقوم على الفرز الحزبي
وليس على الكفاءة-ومنذ الخمسينات فقد العراق مايسمى بالبيئة الثقافية
الصالحة،التي نشأ فيها جواد علي وطه باقر وعلي الوردي وحاتم الكعبي والسياب
والبياتي ونازك وبلند وجواد سليم وفائق حسن ومحمد مكية.


اذ
استبدلت البيئة الثقافية الصالحة بالبيئة الثقافية الحزبية ،عام 1974 وهو
العام الذي صدر فيه كتاب أدونيس، تأسست في بغداد بيئة ثقافية حزبية تتجه
نحو الصرامة والتشدد، رغم أن الكثير من الأدباء والكتاب الذين يشكلون تلك
البيئة ،كانوا رافضين بشكل خافت وأحيانا أقرب إلى الصمت لهذا التشدد وهذا
التضييق،ومنهم أدباء وكتاب بارزون، كانوا يحتالون على هذا التشدد
والتضييق-لا أعتقد أن الشاعر شفيق الكمالي كان نموذجا متشددا لكنه كان
حزبيا خائفا على نفوذه وحياته،ومديحه المبالغ فيه لصدام،ينم عن سعة الخطر
الذي يقترب اليه بسرعة.


كان
الجميع خائفا،الشعب والنخبة،ومع ذلك استطعت أن أستعير نسخة من كتاب الثابت
والمتحول- ظهر الكتاب بعد كتاب صادق جلال العظم-نقد الفكر الديني عام 1969
الذي يقوم على القطع مابين العلم والدين،


وكلما
خسر الدين موقعا له أمام العلم كلما كثر التوفيقيون الذين يقولون أن الدين
مع العلم ولايتناقض معه، ويقوم كتاب نقد الفكر الديني على دحض مزاعم هؤلاء
التوفيقيين من أن خط العلم يتقدم مستقيما منذ حركة النهضة


الأوروبية والانقلاب العلمي، ابتداء من كوبرنيوكوس إلى نيوتن إلى الثورة الصناعية، في حين خط الدين يتحرك دائريا.




2


قرأت
الكتاب قبل أكثر من ثلاثين سنة، ثم عدت اليه، بعد أن نبهني صديقي الشاعر
والكاتب أحمد عبد الحسين في عموده عن فوز أدونيس بجائزة غوته،أحسب نفسي
واحدا ممن دافعوا عن أدونيس في تلك الأيام، وأعجبوا بشعره وأفكاره
التجديدية،التي رسخت يقيني أكثر،أن هناك احتيالا معرفيا متشعبا،استخدم
بكثافة وعلى مر العصور لتغييب السعادة الدنيوية وتحطيم ذاكرة الناس بفصلها
عن التفكر بمستقبلهم، وأن أدونيس انشغل للدفاع عن مستقبل هؤلاء، هكذا كانت
الانطباعات الأولية التي خرجت بها بعد قراءة الكتاب في تلك الفترة،في
الأخص، كنت خارجا من جو ديني عابس، يجعلك تكره الحياة وتعادي الناس،إن لم
ينصاعوا لأفكارك،فهذا الجو كما رسمه ( الشيخ مهدي الآصفي) من أن التربية
الروحية للمسلم تتألف من ثلاثة عناصر: الايمان والهجرة والجهاد، التي تشكل
في مجموعها (حركية التوحيد). هذا الفكر في أقصى تبسيط له.. إن المسلم محاط
بالأعداء الفاسدين من الجهات الأربع والواجب الديني يدعوه للقتال والكر
والفر والمواجهات الى أن يلقى حتفه،وهو فكرعطل مسعى الانسان نحوممارسة
الحياة المدنية وأحبط تطلع أبنائنا للبناء والإعمار والتعليم الحديث
ونموالصناعة والزراعة،إنه فكر يمنع الإنسان من السعي لرؤية المستقبل ويلتقي
بأكثر من وشيجة مع الفكر الوهابي الذي يتألف أيضا من الإيمان والهجرة
والجهاد التي تؤلف التسمية التي أطلقت على الوهابيين (بالموحدين)، رمى
أدونيس حجرا ضخما في بركة ماء راكد، فنبه إلى حجم الخطر وضراوته تمثل
الخطر الاول في أن الانسان العربي لم يمنح عمليا تسمية(مواطن) وبقي التعامل
معه قائما في حدود التسمية


الدينية
القديمة(المكلف)، فهو مكلف بالواجبات، واذا تباطأ في تطبيقها تقام
عليهالحدود (العقوبات) أما حقوقه(الثوابات)فسيلقاها هناك،في اليوم الآخر.


وفي
ممارسة الحكومات العربية الحديثة لم تعد كلمة(مواطن المكتوبة في الدستور
تعني شيئا ذابال) فهو في نظر هذه الحكومات ما يزال مكلفا ولا يملك شيئا
ملموسا في الدولة، فكل شيء هو ملك الحكومة... الارض والنفط والأنهار
والبنايات والمدن والقرى والصحارى والشوارع، في أحد مقاهي بغداد روى لي
شخص في الستين من العمر قصة مضحكة ومبكية في وقت واحد، يقول أمضيت عمري كله
أتنقل في سكني مع عائلتي من إيجار إلى إيجار،ووصل الغضب بي أن أقابل وزير
البلديات في زمن صدام، وفعلا قابلت الوزير، وقلت له ...


تقولون
في الدستور... إن الدولة ملزمة بتوفير السكن لكل مواطن، وأنا مواطن وعمري
تجاوز الستين ،ضحك الوزير وقال لي... ومن قال... إنك لا تستحق، أنت تستحق،
هات طلبك، يقول ناولته العريضة وكتب عليها هذه العبارة(يمنح قطعة أرض وفقا
للضوابط) خرجت مسرعا الى مدير البلديات، وأنا أدعو بالخير للوزير، قرأ مدير
البلديات هامش الوزير وضحك هو الآخر، وقال لي هذه القطعة ستستلمها بعد
مائة سنة، يقول... قلت له معناه أنك تخالف أوامر الوزير...قال لا،أبدا أنا
أنفذ أوامر الوزير، الأرض أعطيت لك وفقا للضوابط، والضوابط عندنا تقول عليك
أن تنتظر دورك في التوزيع،لدينا جدول يبدأ أولا بالرفاق الحزبيين ثم
الضباط ثم أساتذة الجامعة ثم الشهداء ثم المفقودين ثم أصحاب الوساطات،
وعليك أن تعرف أن في العراق ربع مليون رفيق حزبي وربع مليون ضابط ومليون
شهيد ومفقود ماذا ستقول الآن؟!يقول هذا المواطن أخذت عريضتي وخرجت صامتا.


يقول أدونيس في كتابه-الثابت والمتحول-هذا المواطن ليس مواطنا لأنه لا حقوق له، فالمعرفة الدينية التي سمته مكلفا


ألقت
عليه بالواجبات الثقيلة والطاعة، وأنشأت له ذاكرة محشوة بثقافة وهمية
لاصلة لها بالحياة والقانون والعلم والصناعة،كرس أدونيس الجزء الأول من
الكتاب في نقد المعرفة الدينية، وهي معرفة تشكل ضمنا مصدر التقاليد
والأعراف التي تنظم حياة الأفراد والحكومات وينعكس تأثيرها على القوانين
وأداء الحكام فثمة شعور لدى الحاكم المسلم،أنه مخول بالامتلاك والتصرف في
كل شيء،وظهر هذا الأداء واضحا في قرارات صدام وفي قرارات كل الزعماء
المسلمين،إنهم الذين يملكون وليس المواطن،واذا كانت بنود الدستور تتعارض مع
الأعراف والتقاليد العريقة الطاعنة في القدم التي تبيح للحكومات، أن تملك
كل شيئ،خذ مثلا وزارة النقل تملك عددا كبيرا من الاراضي، وكذلك وزارة
المالية والبلديات، وغيرها بينما لايملك المواطن شبرا واحدا من الأرض، يتم
وضع الدستور على الرف إذا قيد ملكية الحكومة، أو تخترع الحكومة ضوابط
وتعليمات تصادر بها أية مطالب قانونية للمواطن.




3


أدونيس
يستحق ليس جائزة غوته وحدها، إنما يستحق كل جوائز الدنيا، لعب أدونيس دورا
فاصلا في حركة الأجيال الشعرية، أيضا وجه نقدا مبكرا للحياة العربية
الهامدة، ووقفت الأنظمة بكل مؤسساتها للنيل منه والحط من عبقريته ،وأراد
الكثير من المنتفعين الصغار أن يضع إبداع أدونيس وثقافته في حيز طائفي، ولم
يفتح أي جدال مفيد معه منذ صدور كتابه الذائع الصيت،إنما فتحت بالونات من
الدخان للتعتيم عليه، وفي النهاية فاز أدونيس ليس بجائزة غوته، فاز أن جعل
الكلام حول التحديث والحداثة والمستقبل شأنا أوليا للشبان العرب ،وتعليقي
لم ينته حول كتاب الثابت والمتحول.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

قراءة ثانية لـ (الثابت والمتحول) :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

قراءة ثانية لـ (الثابت والمتحول)

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» حاجتنا للسوسيولوجيا في فهم الثابت والمتحول من عالم اليوم
» الثابت والمتغير بعد مئة عام على سايكس بيكو
» الحذر ياعراق من فتنة ثانية
» في نقد الهوية الجوهرانية عند أرسطو ..و العقل الثابت الأحد 24 أيار (مايو) 2015 تقييم المقال : 1 2 3 4 5 بقلم: حمزة رستناوي
»  الأدب النسوي ثانية

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: