غبار الساعاتنصوص: أسعد الجبوري الغاوون شعراءٌ بلا كحول /
ويظن الغاوون الشعرَ موطئ روح لهم في الشغف العظيم /
وما الغاوون إلا هياكل لشعراء في مرآة الذنوب /
الغاوون في الشعر ملحٌ، ولا يفسدون /
ومذ رمى الغاوون في الشعر دلوهم، والقلوبُ مداخنٌ بثمالة النار /
وأمّا الشعراء فدنانُ خمرٍ على طاولات تُسمى الغاوون /
الشعرُ في الغواةِ رمالٌ متحركة /
الغاوون صناديقُ الشاعر السوداء /
كل غاوٍ بالشعر آنيةُ خزفٍ على حافة بئر /
في الشعر دلوهم، والقلوبُ مداخنٌ بثمالة النار /
وأمّا الشعراء فدنانُ خمرٍ على طاولات تُسمى الغاوون /
وإن
سئلوا عن فساد الأخلاق في قصائدهم، وكيف تمادى بهم البوح العاري، قالوا:
لم تكن تلك ياربّ معاصينا. وذلك ما كان يريده منا الغاوون /
ويومَ وقعَ الغاوون في الشعر، كبرت بهم النصوصُ وانفجرت شمساً لا رجعة عنها /
وأمّا الغاوون فبكتريا لعدوى الشعوب بالشعر حتى الورد والرماد /
الغاوون رعاةُ كلمات على سفوح الشعر في الوادي العميق /
الغاوون قيامةُ الشعر. والشعراءُ بذورُ في العاشقين /
هذا ما تكلمَ به الغاوون قائلين: وقد يمتدُ بنا الشعرُ حتى قيامة الفؤاد /
والغاوون إذ ينقلون اللقاحَ استمرارا للفتنةِ في البرّ الشعري /
ومنذ أن نزلَ الغاوون منازلَ التوحد في الشعر، بلغ الشعراءُ العمى في طوفان اللغة /
الغاوون منصاتٌ لإطلاق الشعراء عند الأقوام الراكدة /
هل الغاوون خطُ استواء الشعر /
وما الغاوون إلا نملاً يملأ شعابَ الشعوب بقطر الندى وبعرق الحديد /
ومنذ رميتُ في عميقكم كاميراتي الديجتيل، وأنتم تشعوذون الشعوب ببالشعر أيها الغاوون /
يرثُ الغاوون من الشعر الكأبةَ، ومن الشاعر نظارته السوداء السحيقة /
وما أن وقف الغاوون أمام البحر، حتى رفع الشعرُ موجاً ليغرقهم في سفنهِ المراهقة /
كيف أهربُ من براثن أسلافي الغواة.يسألُ الشاعرُ ثم يهيمُ على وجهه باكياً من الصقيع /
والغاوون فوهاتُ مدافعَ لقذائفً طويلة الأمد تدعى الشعر /
وأمّا الغاوون فمجرى لماءٍ من سلالة الشعر الهدّام /
الغاوون فنادقٌ لنزلاء من الريح والحبّ والمحاكاة /
الشعرُ غوايةٌ. والغاوي شاعرٌ يناوبُ في العذوبة /
الغاوي عاملُ كهرباء في الناس /
الغاوون نحلٌ على الشعراء وإن لم يبق من جذوره سوى الرماد /
والغاوون نظراتٌ لاستعمالات الشاعر في الناس /
كل غاوٍ شعري ضالٌ ومُضَللٌ /
الغاوون ليس إلا غباراً برطوبة الليل /
الغاوون في الشعر غابةٌ. والشاعرُ في الغواةِ ذئبٌ في قطيع /
وكل غاوٍ سبورةٌ للكتابة بالندى الأزرق للشعراء /
والغاوون ساعاتٌ لسخط الشاعر وفصوله /
والغاوون مجددون في خيالهم، ويصنعون للقلوب من الشعر المدافئ /
ويوم يأتي الغاوون بألواحهم وهي تتفوه بالشعر، ستهفو العواطفُ كعناقيد جمرٍ في الأجساد /
الغاوون لتخصيب النصوص المقدّسة بالخراب /
كل غاوٍ ذاب في نصّ متعتعت بالشعرِ، اكتملت ربوبيته بالشغفِ الأعمى /
وساعة أن يمزج الغاوون إيقاعاتهم بمدرجات الشعر، ترتفعُ الفتنةُ طيراً بعيداً عن الرماد /
ومنذ مشى الغاوون بالشعر في رئة الصحراء، تحول الشعرُ إلى إيقاع ثعابين /
الغاوون منشدون لألواح تصنعها الشيطلائكة من أرواح الشعراء واضطراباتهم /
ويوم يضع الشاعرُ نفسهُ حطباً، يرتفعُ الغاوون في مراهقة المداخن أفراناً على امتداد الوجد /
لن يصلح الغاوون ما في عقل الشعر من جن وشذوذ /
الغاوون على سواحل الشعر بلاجاتٌ تحت طائلة الأعاصير /
وما أن ينهمك الغاوون بإصلاح تربة الشاعر، حتى تبتلعُ أقدامهم الرمالُ المتحركة /
الغاوون في الشاعر أرضٌ خراب /
وما الغاوون بين الأقوام إلا إبراً للسع ومشتقاته /
وما الغاوون إلا ألغاماً في تربة القارئ /
يحتسي الشعراءُ الخمرَ، والغاوون كؤوسٌ ويثملون /
ويوم يحملُ الغاوون الشعرَ حطباً ستتفتحُ العواطفُ زهرَ نارٍ وتضاء الشعوب /
وأمّا الغاوون فقد بلغهم المسّ الشعري حتى الطيران /
وإذا ما عقلن الغاوون الشعرَ بمنطق المرشدِ، قتلوا الشاعر في شعره /
يُعاقبُ الشعر بالغواة، حينما يغالون بثمر الشاعر /
والغاوون أيضاً مدافنٌ للشعراء بين طبقات الريح /
ليس كلّ غاوٍ ثوباً لقصيدة /
والغاوون من منشأ مائي، يفيضّهم الشعرُ بخيوله وخيالاته /
مهما تلبس الغاوون الشاعرَ فلن يبلغوا حطامه في سحرهِم /
الغاوون انزياحاتٌ واستعارات بلا قواميس /
الشعرُ جزرُ في البلاغة والحلم، والغاوون مدّ في التكتم والشعوذة ومطاردة أسرار النفس في العميق /
يثطهرُ الشعراءُ النصوصَ بالانحراف، ليستخلص منها الغاوون التأويل والحمى الضالة /
والغاوون نقادٌ عراةٌ قرب مدافئ بحطب مبلل /
والغاوون أشباحٌ والشعراءُ سلالمٌ على قارعة التاريخ /
ما من غاوٍ وينجزُ خلاصه من تبعات الفتنة القاتلة /
الشاعر الذي يعطي للغواة نفسه، يكسرُ مرآة بلاغته ويتحلل /
الغاوون ملحُ في ماء الخلق /
وكلّ غاوٍ سبورةٌ يكتبها الشاعرُ برماده /
ويوم ينادى على القصائد في الشعوب، يستخرجُ الغاوون الأساطيرَ ألواحاً من أنفسهم وهم يبكون /
وإن ابتليتم بالمعاصي حقاً، فسيدخل الغاوون النارَ بدل الشعراء /
وإن نودي على الشعراء بالجنة، فسيُترك الغاوون على الأبواب /
وأعفو يا رب عنا. فما نحن إلا غواةً ضربنا الشعرُ بسحرهٍ، فتهنا في وادي اللغة، وإنا لمن الضالين /
والغاوون عائلاتٌ من عرقٍ، أشدها في الشعر الليبيدو ونسله /
وما أن يهرب الشعرُ من الغواية، حتى يكون سهماً افتراضياً في وجه جدار /
الغاوون قصائدٌ منقحة /
ثم يأتي الغاوون إلى الشعر في الليل، ليأخذوا الأقمار إلى منازلهم ويسهرون /
والغاوون طوابعُ بختم الشعر في بريد الأقوام /
ولحظة أن يتلقى الغاوون المسّ بالشعر، تتكاثر أرواحهم في الكتب وينتشرون /
ومن الغواة فرويدون، لا يكملون الشعر إلا في عياداتهم /
ويوم يهرع الغوون إلى مرتفعات القصائد، تتنازع الأجنحةُ قلوبهم حتى الغرق بالطيران /
ما كل غاوٍ، يتأملُ الشعرَ بعين العاصفة /
يدخلُ الغاوون طوفانَ الشاعر، وألسنتهم مجاديف لأجساد سفن على وشك الذوبان /
الشاعر ماءٌ، يحاول الغاوي أن يتشكل عليه قطعة تراب /
الغاوون على جسد القصيدة.. منحرفون…