** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 النفاق.. سمة العلاقات الإجتماعية في عصر الهشاشة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هذا الكتاب
فريق العمـــــل *****
هذا الكتاب


عدد الرسائل : 1296

الموقع : لب الكلمة
تاريخ التسجيل : 16/06/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

النفاق.. سمة العلاقات الإجتماعية في عصر الهشاشة Empty
03112011
مُساهمةالنفاق.. سمة العلاقات الإجتماعية في عصر الهشاشة

النفاق.. سمة العلاقات الإجتماعية في عصر الهشاشة





قال
الإمام علي (ع): "قد غاب عن قلوبكم ذكر الآجال، وحضرتكم كواذب الآمال،
فصارت الدنيا أملك بكم من الآخرة، والعاجلة أذهب بكم من الآجلة، وإنما أنتم
إخوان على دين الله ما فرق بينكم إلا خبث السرائر، وسوء الضمائر، فلا
توازرون ولا تناصحون، ولا تباذلون ولا توادون، ما بالكم تفرحون باليسير من
الدنيا تدركونه ولا يحزنكم الكثير من الآخرة تحرمونه، ويقلقكم اليسير من
الدنيا يفوتكم حتى يتبين ذلك في وجوهكم وقلة صبركم عما زوي منها عنكم كأنها
دار مقامكم، وكأن متاعها باق عليكم، وما يمنع أحدكم أن يستقبل أخاه بما
يخاف من عيبه إلا مخافة أن يستقبله بمثله، قد تصافيتم على رفض الآجل وحب
العاجل، وصار دين أحدكم لعقة على لسانه، صنيع مَن قد فرغ من عمله وأحرز رضا
سيِّده" (نهج البلاغة/ الخطبة 113).
حينما تتأصّل الهشاشة في الإجتماع البشري، فإنّها تسري أوّل ما تسري في
العلاقات الثنائية بين أفراد المجتمع الواحد من دون إستثناء لأيّة علاقة،
فحتى أقدس العلاقات الإجتماعية والبشرية التي نشأت كعلاقات طبيعية غير
نفعية – كعلاقتي الوالدية والزوجية – يمكن أن تغدو هشة إلى الحدّ الذي تفقد
فيه كل سمات الرحمة والتعاطف، وهذه الحالة من الهشاشة في العلاقات البشرية
لا تنمو إلا في ظل إفتقاد الثقة بين طرفي العلاقة، وهو ما ألمح إليه
الأمير (ع) بقوله: "وما يمنع أحدكم أن يستقبل أخاه بما يخاف من عيبه إلا
مخافة أن يستقبله بمثله".
وفقدان الثقة وعدم تبادلها في العلاقة بين أي طرفين لا مناص من أن يفرز
حالات من النفاق تهيمن على مسار تلك العلاقات، وهي الحالات التي رصد الإمام
الصادق (ع) جملة منها في حديثه عن أوضاع الزمن الأخير، والذي رواه الكليني
في الكافي، ج8، ص36-42، فقال (ع): "ورأيت الرجل يقتل على التهمة وعلى
الظنة.. ورأيت الرجل يطلب الرئاسة لعرض الدنيا ويشهر نفسه بخبث اللسان
ليتقي وتسند إليه الأمور.. ورأيت المصلي إنما يصلي ليراه الناس.. ورأيت
الفقيه يتفقه لغير الدين، يطلب الدنيا والرئاسة.. ورأيت الأذان بالأجر
والصلاة بالأجر.. ورأيت المساجد محتشية ممّن لا يخاف الله، مجتمعون فيها
للغيبة وأكل لحوم أهل الحق.. ورأيت المنابر يؤمر عليها بالتقوى ولا يعمل
القائل بما يأمر".
إنّها جملة من الظواهر التي تتحدّث في النهاية عن هشاشة تعلو كل العلاقات
الإجتماعية حتى ما ارتبط منها بالدين وانبثق منه.. وإذا ما غابت قيم الصدق
والإخلاص والصفاء وحلّت محلّها نزغات النفاق والشقاق، فلا محيص أن تتدهور
إنجازات وكذا حضارات المجتمعات، لأن؟ "الثقة" – كما يقول أتالي في معجمه - :
"ركيزة كل حضارة ومقياس إنحطاطها، فلا وجود لكنيسة من دون ثقة المؤمنين،
ولا إمبراطورية من دون ثقة رعاياها، ولا مؤسسة من دون ثقة الذين يؤلفونها،
ولا سوق إقتصادية من دون ثقة الذين يتعاملون فيها، ولا عائلة من دون ثقة
الزوجين".
وإذا ما كانت الثقة ستغيب وستنعدم من الإجتماع البشري الديني في آخر
الزمان، فلا عجب أن تضحى عملة أكثر ندرة في الإجتماع البشري المدني، وهو ما
يعود (أتالي) ليقرره بكل وضوح في ما يرسمه من سمات للمجتمع في القرن
الحاضر، قائلاً: "لكن سيصعب الحفاظ أكثر فأكثر على الثقة بين الرأسماليين
والعمال والمستهلكين والمواطنين والزوجين، لأنّ الهشاشة المتنامية في
العلاقات الإنسانية وانعكاس الخيارات على السوق كما على الديمقراطية في
دائرة العمل الخاص سيجعلان من غير الضروري احترام العقد لمدة طويلة،
وبالتالي جعل الثقة المتبادلة بين المتعاقدين أقل وجوباً، وستنتقص ثقافة
السوق من قيمة آداب الثقة التي سيحلّ محلّها القانون وجهاز العدالة
تدريجياً"
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

النفاق.. سمة العلاقات الإجتماعية في عصر الهشاشة :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

النفاق.. سمة العلاقات الإجتماعية في عصر الهشاشة

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» نقد الفلسفة الإسلامية المعاصرة: الهشاشة النظرية والتفكير خارج التاريخ
» مشكلة الرهبة الإجتماعية .
» العلاقات الاجتماعية
» مفهوم العلاقات الدولية
» مستقبل العلاقات العربية - الروسية

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: