هذا الكتاب فريق العمـــــل *****
عدد الرسائل : 1296
الموقع : لب الكلمة تاريخ التسجيل : 16/06/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3
| | ثورات أم مؤامرات؟ | |
[b]هل الأحتجاجات في منطقتنا اندلعت نتيجة ولادة امل جديد في اسقاط الديكتاتوريات بعد أن سقط بن علي؟ أم إنها اندلعت نتيجة تخطيط غربي ؟ هناك تصريحات تشير الى ان الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل وحلف الناتو ودول الخليج ( السعودية وقطر) هم وراء اندلاع ( الربيع العربي)وذلك وفق مخطط عالمي امبريالي يهدف الى إعادة رسم العالم وخلق شرق جديد بهدف السيطرة على ثرواتنا وحماية إسرائيل. هذه الاطروحات لايمكن اخذها على الشكل التالي إما أبيض أو اسود, لان هناك اطياف عديدة من الالوان بين الابيض والاسود ومن هنا علينا توخى الحذر في قبول هذه الاقاويل.
فإذا قبلنا بهذه النظرية فهذا يعني أننا نوافق على تصريحات الانظمة العربية الديكتاتورية التي تصرح بان الاحتجاجات ضدها هي مؤامرات خارجية محضة, وكما اننا سنلغي فكرة إندلاع هذه الاحتجاجات بسبب المعاناة المريرة لهذه الشعوب . وسنلغي أيضا فكرة التطورالفكري السياسي لهذه الشعوب التي لم تعد ترضى بالقمع وترغب بالعيش كباقي شعوب العالم المتقدمة.
ومن هذه التصريحات على سبيل المثال للجنرال الامريكي ويسلي كلارك في حوار تلفزيوني يقول " أنه وبعد احداث 11سبتمبرقررت وزارة الدفاع الامريكية احتلال سبعة دول في مدة خمس سنوات بدءا من العراق,سوريا, لبنان, ليبيا, السودان, الصومال, انتهاءا بايران". (1)
والتصريح الثاني للصحفي والمحلل السياسي محمد حسنين هيكل اوردها الكاتب هيبت بافي حلبجة في مقالة بعنوان "حسنين هيكل أزمة في المنطق ." في حوار أجرته صحيفة الأهرام المصرية معه أكد بإن ما يحدث الآن في العالم العربي يتنافى مع تسميته بالربيع العربي ، إنما يندرج تحت خطة دولية في تغيير أقليمي ودولي وسياسي يتحرك بسرعة كاسحة على جبهة عريضة ويحدث آثاراُ عميقة محفوفة بالمخاطر . إن ما يشهده العالم العربي هو سايكس – بيكو جديد لتقسيمه وتقاسم موارده ومواقعه ضمن ثلاثة مشاريع . الأول هو غربي أوربي امريكي ، والثاني هو إيراني ، والثالث هو تركي ، بالإضافة إلى نصف مشروع أسرائيلي لأجهاض القضية الفلسطينية ". (2)
والتصريح الثالث في صحيفة ايلاف الالكترونية ماخؤذ عن صحيفة هارتز الاسرائيلية " كشفت تسريبات استخباراتية عن وقوف الملياردير الأميركي جورج سوروس وراء عمليات الإطاحة بقادة الأنظمة العربية، وأوضحت التسريبات أن سوروس استطاع من خلال منظمته CRISIS GROUPإدراج جماعة الإخوان المسلمين المصرية في اللعبة السياسية عن طريق محمد البرادعي. وتضم منظمة جورج سوروس ( CRISIS GROUP )في عضويتها البرادعي وشمعون بيريز وستانلي فيشرمحافظ بنك اسرائيل وشلومو بن عامي وزير خارجية اسرائيل السابق اضافة الى ناحوم برناع المراسل السياسي البارز لصحيفة يديعوت احرونوت العبرية. ". (3)
والسؤال هنا :اين الحقيقة من كل ذلك؟
المعروف أن الحروب البدائية اخذت هوية دينية صريحة رغم انها حملت اهداف توسعية واقتصادية. فالامبراطوية الرومانية المسيحية كانت تسعى لنشر المسيحية بحروبها و الحروب الصليبية كانت لاستعادة فلسطين من أيدي المسلمين واستمرت الى اليوم بين الشعب الفلسطيني واسرائيل ولكن من منطلق حق الشعب الفلسطيني بارضه. والحروب الطاحنة بين طائفة البروتستانت والكاثوليك بعد انفصال الكنيستين وحروب الشيعة والبهائيين الى جانب حروب السلفية مع باقي الاديان والحروب الطائفية في لبنان بعد الاجتنياح الاسرائيلي وحروب الشيشان والخ الخ ...
وبعدها جاءت الحرب الباردة بعد الحرب العالمية الثانية بين القطبين الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي وحملت الى جانب الهوية الايديولوجية كالحرب على الشيوعية هوية دينية كالحرب على الالحاد بهدف استخدام المسلمين من خلال شبكة القاعدة للقضاء على الملحديين وفق شعاراتهم. وهذه الحرب ادت الى حروب اهلية واقليمية عديدة وخلقت القنبلة النووية واسلحة الدمار الشامل.
وأخيرا إكتشفنا حرب بتسمية جديدة وهي الحرب على الارهاب بدأت بعد احداث 11 سبتمبر 2001 بزعامة الولايات المتحدة ونجد ان عدد من المسيحيين يعتبرونها حرب صليبية ضد الاسلام حيث إبتدأت بالحرب على افغانستان والعراق.
ونلاحظ أن هناك دمج بين الاسباب الدينية والاسباب الاقتصادية للهيمنة على مصادر وثروات( النفط, مناجم الذهب والمعادن) الشعوب . حتى الصراعات القومية تدمج مع الصراعات الدينية احيانا كا هو الحال في الصراع العربي الاسرائيلي. فالصراعات موجودة منذ الازل رغم اختلاف التسمية الا ان هدفها الاساسي هو الاستيلاء على مصادر الثروات. ولكن المشكلة هنا هي أنه حتى رغبة بعض الشعوب في حق تقرير المصير درجت تحت عنوان مؤامرات خارجية امبريالية بهدف تمزيق الامة الواحدة والسيطرة على خيراتها كتمزيق العراق بين العرب والاكراد وتمزيق المغرب بين العرب والامازيغ .
فهل للغرب مصلحة بتقسيم العراق والمغرب ؟ يمكن الاخذ بهذه النظرية لو كانت هذه الدول تحكمها انظمة عادلة ديمقراطية ولكن الحقيقية ان العراق و المغرب تحكمها لصوص فالعراق يحكمه مرجعيات دينية. والمغرب يحكمه أامير المؤمنين والحقيقة أنهم يسرقون ثروات الوطن ويقدمونها للغرب فلماذا الغرب يخطط لتقسيم العراق او المغرب وهو ياخذ نصيبه من الارث مقدما من النفط او الصيد البحري والمناجم وغير ذلك.
والسؤال الثاني :هل للغرب مصلحة باندلاع الثورات في منطقتنا؟ وهل الحرب في ليبيا كانت مؤامرة ؟ وفي سوريا وتونس ومصر ؟من اشعل هذه الثورات الشهيد محمد البوعزيزي في تونس ؟ ام هي مؤامرة غربية؟ ام سقوط الديكتاتور صدام حسين خلف القضبان هو من دفع الشعب التونسي للانتفاضة ؟ رغم ان صدام حسين لم يسقطه الشعب العراقي بل القوات الامريكية التي اسقطت الديكتاتور وللاسف اسقطت معه شعبه؟
بالتاكيد ان الغرب له مصالح عديدة للاستيلاء على ثرواتنا ولهذا خططت بدقة لاسقاط صدام باتهامه بامتلاك اسلحة الدمار الشامل وهو اصلا لايملكها واتهمته بارتباطه بالقاعدة رغم ان ذلك غير صحيح ولكن السبب الحقيقي للحرب على العراق كان هو انه في عام 2000 صرح صدام حسين بانه قرر تداول النفط بسعر اليورو وليس الدولا ر وبالفعل هذه كانت ضربة قوية لاقتصاد الولايات المتحدة ولهذا كان لابد من ازالة صدام حسين . ولكن القذافي كان ادهى من صدام حسين لانه طلب من الدول الافريقية وبالتحديد قبل شهر من التدخل العسكري الغربي في ليبيا طلب من الدول الافريقية بان يكون لهم عملة افريقية واحدة من خلال تحويل الدينار الى عملة ذهبية لمنافسة الدولار الامريكي واليورو الاوروبي. ولهذا كان يجب ازالة القذافي مثل صدام . ولكن هذا لايعني بان الغرب اشعل الثورة الليبية بانقلاب على القذافي حسب خطة مرسومة كلا ولكن الغرب تدخل بعد اشتعال الثورة الليبية حيث جاءت كفرصة ذهبية جاءت على طبق من ذهب دون ان يفكروا بخطة .
لقد كان واضحا بان الاحتجاجات في منطقة الشرق الاوسط جاءت مفاجئة تماما للغرب فلقد لاحظنا كيف ان الغرب لم يعلن عن اية تصريحات عندما اشتعلت في تونس فلم يندد او يتضامن حتى بعد اسقاط بن علي ولكن بعد اندلاع الاحتجاجات في مصر وتحديدا بعد ازدياد قلق اسرائيل حول احتمال سقوط مبارك والغاء معاهدة 1979 بدا الغرب يندد بانتهاكات حقوق الانسان ويتضامن مع الثورات التي اطلق عليها اسم الربيع العربي ليبين مدى مشاعره الرقيقة تجاه هبة الجماهير المضطهدة . تلك الجماهير التي كانت تضطهد وبعلم الغرب ولكنه لم يندد حينها لانه يحصل على نفط وغاز ومعادن وصيد بحري واراضي وضمان بعدم التحرش باسرائيل . واليوم اضطر للتضامن مع هذه الثورات لكي يتدخل على اساس المساعدة بحماية المدنيين ونشر الديمقراطية لانها فرصته الوحيدة بعد مقتل بن لادن للدخول لتلك الدول كما في العراق وافغانستان .
ولابد من الاشارة على انه على الرغم من حربه على الارهاب الا انه بارك الاخوان المسلمين في مصر في محاولة منحهم السلطة وكذلك في ليبيا من خلال محمد عبد الجليل بدلا من اتاحة الفرصة لقوى اليسار و الشيوعية والماركسية فمن الواجب اضاعة الفرصة على اليسار خاصة بعد ان بدا بالتقدم من جديد في اوربا ويحاول إعادة امجاد الماركسية . . إن الاحتجاجات اندلعت من عمق الشارع في تونس ومصر وسوريا وليبيا والبحرين واليمن ولكن الغرب اقتحمها ليفرض شروطه وتحويل مسارها لمصلحته من خلال الاسلاميون كما فعل في العراق حيث يتحكم بالعراق مرجعيات دينية . ولهذا يجب أن تدرك هذه الشعوب بان ثوراتها حقيقية ولكن الغرب يحاول تحريفها عن مسارها الحقيقي لمنع إقامة دول ديمقراطية ترفض التبعية البرجووازية للمصالح الامبريالية بل يجب إبقائها تابعة ذليلة للغرب . لقد كانت الاحتجاجات الشعبية عفوية ولكنها كانت متحشدة من شباب الفيسبوك ولم تقودها قيادات او احزاب في بادى الامر الا ان اليسار اخذ موقعه ولكن للاسف تدخل الغرب استطاع ان يرفع الاسلاميين ويقدمهم على اليسار لمنعه من اعتلاء امجاده . بكل الاحوال فقد استطاعت هذه الشعوب ان تطيح بالديكتاتوريات وهي خطوة اولى ولن تكون الاخيرة . أما ثمار هذه الاحتجاجات فلا نتوقع أن نراها اليوم او غدا بل في الاجيال القادم[/b] | |
|