** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 المدفع الماكينة ( قصة قصيرة )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مسعدالنحلة
" ثــــــائـــــــــر منضبــــــــط"
المدفع الماكينة ( قصة قصيرة ) Biere3
مسعدالنحلة


عدد الرسائل : 329

تاريخ التسجيل : 14/11/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 17

المدفع الماكينة ( قصة قصيرة ) Empty
18012010
مُساهمةالمدفع الماكينة ( قصة قصيرة )

المدفع الماكينة



عبد الراضي .. رامي المدفع الماكينة ــ أو الرشاش المتوسط كما كانوا يطلقون عليه ــ كان يحتل موقعه يوميا على الشاطئ الغربي للقناة في منطقة الفردان .. كان ضمن القوات في اليمن لمناصرة الثورة هناك .. وعادوا بعد نكسة 1967 ليتخذوا موقعا دفاعيا .. في مواجهة العدو الإسرائيلي المحتل .. كان دمه يفور كل ليلة .. عندما يأتيه صوت من الضفة الشرقية للقناة بلكنة عربية ينادي عليه بإسمه .. أو بأسماء بعض زملائه .. لم يكن يرد .. ولكن كان يتعجب .. كيف عرف اليهود اسمه وأسماء زملائه الآخرين .. ولكن زال عجبه حين تذكر أن اتجاه الريح يتغير أحيانا .. فيحمل أضعف الأصوات إلى مسافات بعيدة ، وربما طارت بعض حوارات الزملاء مع الرياح في أحد الأيام والتقطها اليهود .. المهم لم يقف كثيرا أمام هذه المسألة .. ولكن ما كان يملأه غيظا وكمدا هذه الاستثارة ، وهذا السباب بأقذع الألفاظ التي تحملها عباراتهم من الضفة الأخرى للقناة .. كان يستشيط غضبا ، ويغلي الدم في عروقه .. ويتمنى أن يرد عليهم بالنيران .. أمامه المدفع الماكينة ، وبه الذخيرة على أهبة الاستعداد .. ولكن التعليمات صارمة .. لا إطلاق للنار تجاه العدو لأي سبب من الأسباب إلا عند صدور أوامر مباشرة بذلك أو لو حاول التعدي على مياه القناة أو عبورها .. كانت توجيهات القائد أننا لازلنا في مرحلة إعداد القوات والدفاعات ، والعدو يحاول استفزازنا للرد عليه وبالتالي استنزاف الذخائر التي في حوزتنا قبل أن يكتمل تنظيم الدفاع .. لذا يجب الحفاظ على هذه الذخيرة لصد أي عدوان أن هجوم للعدو .. كان عبد الراضي يتجلد ويتماسك على مضض .. ولكن على حساب أعصابه الملتهبة .. وصبره الذي يكاد ينفذ .
كان يعود إلى الملجأ الميداني لينضم إلى زملائه بعد انتهاء دورة الحراسة الليلية .. ولكن لا يلبث أن يجهش بالبكاء .. لم ينجح زملاؤه في معرفة سبب بكائه .. فقد تكتم تماما .. لم يبح بأي شيء .. كان زملاؤه يعتقدون أنه ربما حن لرؤية ذويه في الصعيد بعد طول غياب .. فقد كان بعد المسافة يجعله يقضي فترة أجازته الميدانية في الوحدة .. ولكن نسى الزملاء أن أهل الجنوب في الصعيد لا يذرفون الدمع أبدا لغياب ، أو لبعد عن الأهل .. وهذا ما لاحظه زميله الجندي حسام ابن الأسكندرية .. الذي عاشر أهل الصعيد الذين هاجروا واستقروا في حيهم ( محرم بيك ) وعرف طباعهم وخصالهم .. بذل حسام جهده لمعرفة السبب الحقيقي لبكاء عبد الراضي .. أو حمله على البوح له .. ولكن دون جدوى .. فقد كان يقابل استفساراته بالصمت واللامبلاه .. وفي ظهيرة يوم السبت كان عبد الراضي يحتل خلف المدفع الماكينه .. كالعادة .. في دور حراسته النهارية اليومية .. وهاله ما رأى على الضفة الشرقية للقناة .. أسراب من الفتيات يرتدين البيكيني .. يلهون .. يتمازحن .. مع الجنود الإسرائليين .. راح يراقب المنظر في غل وغضب .. وهم يلهون ويلعبون ويتغازلون على أرضه الطاهرة سيناء .. بلا خجل وبلا حياء .. فار الدم في عروقه .. ولكنه تماسك .. ظهر الصوت الذي كان يخاطبه ليلا .. وراح ينادي ويصرخ ..
ــ يا ولد عبد الراضي .. قريب سنصل إلى بلدتكم ، ونجعل أمك واختك يلبسن هكذا .. بالبكيني ..
التفت إليه من الضفة الشرقية باقي النساء والجنود .. ضجوا بالضحك ساخرين بعد أن ترجم لهم رفاقهم ما قيل .. راحوا ينادون على عبد الراضي بأصوات ماجنة لاهية ..
لم يشعر عبد الراضي بنفسه وهو يقبض بأصبعه السبابة على زناد مدفع الماكينة كالمشلول أو المتيبس .. لتنطلق دفعة نيران طويلة راحت تخترق أجساد الجنود والنساء .. وارتفع الصياح والصراخ .. وعم الهلع والرعب بينهم وهم يتساقطون .. أما عبد الراضي فقد كان قلبه يزغرد من السعادة .. والطلقات تزأر والمدفع يرتعش تحت بنانه كأنه يثور .. وقهقهته تجلجل ملئ فيه كأنه مارد جبار .

ـــــــــــــــــــــ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

المدفع الماكينة ( قصة قصيرة ) :: تعاليق

سليمان محمد شاويش
رد: المدفع الماكينة ( قصة قصيرة )
مُساهمة الثلاثاء يناير 19, 2010 5:09 am من طرف سليمان محمد شاويش
عبد الراضي .. رامي المدفع الماكينة ــ أو الرشاش المتوسط كما كانوا يطلقون عليه ــ كان يحتل موقعه يوميا على الشاطئ الغربي للقناة في منطقة الفردان .. كان ضمن القوات في اليمن لمناصرة الثورة هناك .. وعادوا بعد نكسة 1967 ليتخذوا موقعا دفاعيا .. في مواجهة العدو الإسرائيلي المحتل .. كان دمه يفور كل ليلة .. عندما يأتيه صوت من الضفة الشرقية للقناة بلكنة عربية ينادي عليه بإسمه .. أو بأسماء بعض زملائه .. لم يكن يرد .. ولكن كان يتعجب .. كيف عرف اليهود اسمه وأسماء زملائه الآخرين .. ولكن زال عجبه حين تذكر أن اتجاه الريح يتغير أحيانا .. فيحمل أضعف الأصوات إلى مسافات بعيدة ، وربما طارت بعض حوارات الزملاء مع الرياح في أحد الأيام والتقطها

اخى العزيز الأستاذ / مسعد النحلة
لقد عبرت بواقعية عن ما حدث فعلا كان هناك جنود فى اليمن اثناء حرب 1967 وأتوا بعد النكسة فكان الجيش اثناء الحرب منقسم قسمين قسم فى اليمن والثانى بمصر وهذا من ضمن بعض العوامل التى تسببت فى النكسة
اخى العزيز الواقعية هى من اسباب النجاح شكرا لك
مسعدالنحلة
رد: المدفع الماكينة ( قصة قصيرة )
مُساهمة الثلاثاء يناير 19, 2010 11:06 am من طرف مسعدالنحلة
سليمان محمد شاويش كتب:
عبد الراضي .. رامي المدفع الماكينة ــ أو الرشاش المتوسط كما كانوا يطلقون عليه ــ كان يحتل موقعه يوميا على الشاطئ الغربي للقناة في منطقة الفردان .. كان ضمن القوات في اليمن لمناصرة الثورة هناك .. وعادوا بعد نكسة 1967 ليتخذوا موقعا دفاعيا .. في مواجهة العدو الإسرائيلي المحتل .. كان دمه يفور كل ليلة .. عندما يأتيه صوت من الضفة الشرقية للقناة بلكنة عربية ينادي عليه بإسمه .. أو بأسماء بعض زملائه .. لم يكن يرد .. ولكن كان يتعجب .. كيف عرف اليهود اسمه وأسماء زملائه الآخرين .. ولكن زال عجبه حين تذكر أن اتجاه الريح يتغير أحيانا .. فيحمل أضعف الأصوات إلى مسافات بعيدة ، وربما طارت بعض حوارات الزملاء مع الرياح في أحد الأيام والتقطها

اخى العزيز الأستاذ / مسعد النحلة
لقد عبرت بواقعية عن ما حدث فعلا كان هناك جنود فى اليمن اثناء حرب 1967 وأتوا بعد النكسة فكان الجيش اثناء الحرب منقسم قسمين قسم فى اليمن والثانى بمصر وهذا من ضمن بعض العوامل التى تسببت فى النكسة
اخى العزيز الواقعية هى من اسباب النجاح شكرا لك
شكرا لك أخي الشاعر المبدع دائما سليمان محمد شاويش
أسعدني اهتمامك وتعقيبك .. وشرفت بأن القصة أعجبتك
خالص تحياتي وتمنياتي بدوام التوفيق
لعليليس
رد: المدفع الماكينة ( قصة قصيرة )
مُساهمة السبت فبراير 06, 2010 9:04 am من طرف لعليليس
اخ مسعد اسلوبك في الكتابة القصصية رغم كونه محافظ ويبقى مخلصا للخط التيموري .. الا انك تتمكن من اشباع الجمل السردية بالفونطازية المتيرة للبمتابعة ..
وهذه خاصية تميز الاعمال القصصية الواقعية او التي تنحى منحى تاريخي ..
انا اشكرك كثيرا على تميزك وتمكنك من الحبكة والبناء الدرامي الجيد للقصة
مسعدالنحلة
رد: المدفع الماكينة ( قصة قصيرة )
مُساهمة الإثنين فبراير 08, 2010 5:38 pm من طرف مسعدالنحلة
خالد الشابي كتب:
اخ مسعد اسلوبك في الكتابة القصصية رغم كونه محافظ ويبقى مخلصا للخط التيموري .. الا انك تتمكن من اشباع الجمل السردية بالفونطازية المتيرة للبمتابعة ..
وهذه خاصية تميز الاعمال القصصية الواقعية او التي تنحى منحى تاريخي ..
انا اشكرك كثيرا على تميزك وتمكنك من الحبكة والبناء الدرامي الجيد للقصة
شكرا جزيلا اخي خالد الشابي علي الاهتمام والتعقيب
جعلني الله دائما عند حسن الظن
مع خالص تحيتي وتقديري
هشام مزيان
رد: المدفع الماكينة ( قصة قصيرة )
مُساهمة الأربعاء فبراير 10, 2010 4:22 am من طرف هشام مزيان
بد الراضي .. رامي
المدفع الماكينة ــ أو الرشاش المتوسط كما كانوا يطلقون عليه ــ كان يحتل
موقعه يوميا على الشاطئ الغربي للقناة في منطقة الفردان .. كان ضمن القوات
في اليمن لمناصرة الثورة هناك .. وعادوا بعد نكسة 1967 ليتخذوا موقعا
دفاعيا .. في مواجهة العدو الإسرائيلي المحتل .. كان دمه يفور كل ليلة ..
عندما يأتيه صوت من الضفة الشرقية للقناة بلكنة عربية ينادي عليه بإسمه ..
أو بأسماء بعض زملائه .. لم يكن يرد .. ولكن كان يتعجب .. كيف عرف اليهود
اسمه وأسماء زملائه الآخرين .. ولكن زال عجبه حين تذكر أن اتجاه الريح
يتغير أحيانا .. فيحمل أضعف الأصوات إلى مسافات بعيدة ، وربما طارت بعض
حوارات الزملاء مع الرياح
تابط شرا
رد: المدفع الماكينة ( قصة قصيرة )
مُساهمة الأربعاء فبراير 10, 2010 12:31 pm من طرف تابط شرا
ف عرف اليهود اسمه
وأسماء زملائه الآخرين .. ولكن زال عجبه حين تذكر أن اتجاه الريح يتغير
أحيانا .. فيحمل أضعف الأصوات إلى مسافات بعيدة ، وربما طارت بعض حوارات
الزملاء مع الرياح في أحد الأيام والتقطها اليهود .. المهم لم يقف كثيرا
أمام هذه المسألة .. ولكن ما كان يملأه غيظا وكمدا هذه الاستثارة ، وهذا
السباب بأقذع الألفاظ التي تحملها عباراتهم من الضفة الأخرى للقناة .. كان
يستشيط غضبا ، ويغلي الدم في عروقه .. ويتمنى أن يرد عليهم بالنيران ..
أمامه المدفع الماكينة ، وبه الذخيرة على أهبة الاستعداد .. ولكن
التعليمات صارمة .. لا إطلاق للنار تجاه العدو لأي سبب من الأسباب إلا عند
صدور أوامر مباشرة
مسعدالنحلة
رد: المدفع الماكينة ( قصة قصيرة )
مُساهمة الجمعة فبراير 12, 2010 7:56 am من طرف مسعدالنحلة
[quote="هشام مزيان"]بد الراضي .. رامي
المدفع الماكينة ــ أو الرشاش المتوسط كما كانوا يطلقون عليه ــ كان يحتل
موقعه يوميا على الشاطئ الغربي للقناة في منطقة الفردان .. كان ضمن القوات
في اليمن لمناصرة الثورة هناك .. وعادوا بعد نكسة 1967 ليتخذوا موقعا
دفاعيا .. في مواجهة العدو الإسرائيلي المحتل .. كان دمه يفور كل ليلة ..
عندما يأتيه صوت من الضفة الشرقية للقناة بلكنة عربية ينادي عليه بإسمه ..
أو بأسماء بعض زملائه .. لم يكن يرد .. ولكن كان يتعجب .. كيف عرف اليهود
اسمه وأسماء زملائه الآخرين .. ولكن زال عجبه حين تذكر أن اتجاه الريح
يتغير أحيانا .. فيحمل أضعف الأصوات إلى مسافات بعيدة ، وربما طارت بعض
حوارات الزملاء مع الرياح[/quote
شكرا اخي هشام مزيان للمرور المشرف
مع خالص التحية
مسعدالنحلة
رد: المدفع الماكينة ( قصة قصيرة )
مُساهمة الجمعة فبراير 12, 2010 7:59 am من طرف مسعدالنحلة
تابط شرا كتب:
ف عرف اليهود اسمه
وأسماء زملائه الآخرين .. ولكن زال عجبه حين تذكر أن اتجاه الريح يتغير
أحيانا .. فيحمل أضعف الأصوات إلى مسافات بعيدة ، وربما طارت بعض حوارات
الزملاء مع الرياح في أحد الأيام والتقطها اليهود .. المهم لم يقف كثيرا
أمام هذه المسألة .. ولكن ما كان يملأه غيظا وكمدا هذه الاستثارة ، وهذا
السباب بأقذع الألفاظ التي تحملها عباراتهم من الضفة الأخرى للقناة .. كان
يستشيط غضبا ، ويغلي الدم في عروقه .. ويتمنى أن يرد عليهم بالنيران ..
أمامه المدفع الماكينة ، وبه الذخيرة على أهبة الاستعداد .. ولكن
التعليمات صارمة .. لا إطلاق للنار تجاه العدو لأي سبب من الأسباب إلا عند
صدور أوامر مباشرة
شكرا اخي تابط شرا على المرور الجميل
مع خالص تحياتي
 

المدفع الماكينة ( قصة قصيرة )

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: