سبينوزا فريق العمـــــل *****
عدد الرسائل : 1432
الموقع : العقل ولاشئ غير العقل تعاليق : لاشئ يفوق ما يلوكه العقل ، اذ بالعقل نرقى عن غرائزنا ونؤسس لانسانيتنا ..
من اقوالي تاريخ التسجيل : 18/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 5
| | ربيع الإسلام السياسي العربي | |
[b]ما يُسّمى بالربيع العربي ، الذي بدأ في تونس ، وإمتدَ الى مصر وليبيا واليمن وسوريا .. ظهرتْ أولى "أزهاره اليانعة" ، من خلال الإنتخابات التونسية قبلَ أيام .. غيرَ ان " النشوة والسكرة " التي أصابتْ اليساريين والتقدميين في البلدان العربية " والذين أعتبرُ نفسي واحداً منهم " ، في الايام الاولى للإنتفاضات والثورات ، وتحمسهم للتغيير الكبير الذي سوف يحصل ، والأفق الرحب المنفتح للعدالة الاجتماعية والتوزيع المُنصف للثروات .. بدأتْ تنحسر ، ويحّل محلها الإحباط .. ذلك الشعور المرير ، الذي بدا واضحاً بصورةٍ خاصة ، على الساحة المصرية منذ عدة أشهر ، من خلال النشاط المحموم لقوى " الثورة المَضادة " من عناصر الحكم السابق ، وبالتنسيق " الضمني " غير المًعلَن مع المجلس العسكري الاعلى الحاكم ، والتواطؤ " الضمني " ايضاً مع الاخوان المسلمين .. حيث طغى الخطاب الديني المتشنج على الساحة المصرية ، والذي كان رأس الرمح فيه ، السلفيين من جانب والكنيسة القبطية من جانبٍ آخر !. التحضيرات جارية على قدمِ وساق ، للتهيؤ للإنتخابات ... وسط تشرذمٍ وإرتباكٍ واضح ، في الجبهة المدنية العلمانية التقدمية .. وبُنيانٍ مرصوص للإسلام السياسي ، الذي يمتلك شيئين في غاية الأهمية : الخبرة الطويلة والمال ! . الخبرة التي تمتد من زمن " حسن البنا " ولغاية اليوم ، مروراً بتجارب التعامل مع الحكومات المصرية المتعاقبة التي تخَللها المَد والجَزر .. اما المال ، فلا اُبالغ إذا قلت ، ان الدعم " الخليجي " المفتوح ، لم ينقطع يوماً عن الاخوان المسلمين والسلفيين .. وهو يزداد بإضطراد في الفترات التي تسبق الانتخابات ، كما حصلَ في تونس ايضاً . وإذا كان الدعم المالي السعودي والخليجي عموماً ، للإخوان المسلمين والاحزاب التي يشكلونها ، تحت مُختلَف التسميات ، في البلدان العربية .. أمرٌ مُسّلَمٌ بهِ منذ الخمسينيات من القرن الماضي .. فلقد اُضيف اليهِ في السنوات العشر الماضية ، دعمٌ معنوي ومادي آخر ، من الاسلام السياسي " التركي " المتمثل بظاهرة الأردوغانية الصاعدة .. وليسَ سراً ان " راشد الغنوشي " مؤسس وزعيم الاخوان المسلمين في تونس ، له علاقات ممتازة مع أردوغان وحزب التنمية والعدالة الحاكم ، وهو من أشد المُعجبين بالتجربة التركية في هذا المجال . وان الإنتصار الكبير الذي حققه " حزب النهضة " التونسي في الإنتخابات الاخيرة ، هو إنتصارٌ لأردوغان ونهجه .. فكما كان فوز حزب يساري قبل نصف قرن ، في امريكا الجنوبية مثلاً ، يُعَّدُ فوزاً لليسار في كُل مكان .. فاليوم ايضاً ، فان بروز الاسلام السياسي في مصر وتونس وليبيا ، مصدر إرتياح وسعادة لأنظمة الحكم في الخليج وتركيا !.. إنها اُممية أحزاب الاسلام السياسي !. ينبغي الإشارة الى الفرق بين " مرجعيات " الاسلام السياسي ، فالسعودية ودول الخليج والسودان ، تُمّثِل نمطاً مُتشدداً ومتخلفا من الاسلام السياسي .. تركيا تعكس الجانب المُعتدل ، ومن المُحتمل ان الحكومات القادمة في تونس وربما ليبيا ومصر ايضاً ، سوف تستلهم الكثير من التجربة التركية .. وهنا يجب عدم نسيان ، " التنافس " الخفي بين تركيا والسعودية ، على إستقطاب إحزاب الاسلام السياسي والحركات الاسلامية [ السنية ] بمختلف تلاوينها .. فإذا كان اردوغان ومن ثم تركيا ، تمتلك بريقاً مُغرِيا وإمكانية التعايش مع ثقافة اوروبا ، وتَقّبُل الكثير من التفاصيل " العلمانية " .. فان السعودية بالمقابل ، لها أرجحية التراث ووجود بيت الله الحرام والثقل المالي والنفطي الكبير .. علماً ان كِلا القطبين ، السعودية وتركيا ، يدوران في فلك الولايات المتحدة الامريكية ، بصورةٍ كاملة ...( وليسَ غريباً أبداً ، ان تسكت الولايات المتحدة والغرب عموماً ، على النشاطات " الاسلامية " السعودية والتركية ، فطالما كان الغرب والاسلام السياسي متحالفَين معاً !) . هنالك نقطة اخرى ، رُبما تتفوق بها السعودية والخليج ، على تركيا ، في هذه المنافسة .. وهي ان هذه الدول النفطية ، تعمل منذ عقود من الزمن ، على مَد أذرع " الدعوة الاسلامية " في العديد من الدول الافريقية وبلدان الاتحاد السوفييتي السابق ، والأمريكتَين ، من خلال المساجد والمدارس الدينية ومراكز الدراسات وتوزيع المساعدات ... الخ . جميع الحركات الاسلامية والأحزاب الاسلامية " السنية " ، مَهما كانتْ تسمياتها او اماكن تواجدها " بما فيها القاعدة والتكفير والهجرة وعشرات التنظيمات الارهابية العاملة في العراق وشمال افريقيا وجنوب شرق اسيا " .. تحظى بدعم ومساندة أنظمة الحكم في السعودية والخليج .. من إقصى الغرب في المغرب والجزائر ، الى الفليبين واندونيسيا شرقاً ، مروراً بمصر وسوريا وحتى اقليم كردستان العراق .. طبعاً الدعم المالي ، يتفاوت من حالة الى اخرى ، وفق العديد من الإعتبارات . ومرةً ثانية ، لاغرابة في موقف امريكا الداعم بقوة للأنظمة الدكتاتورية المتخلفة في الخليج ... الراعية للمجاميع الارهابية الاسلامية !. من الملاحظ ، ان الأردوغانية هي التي ستطغى ، على المشهد في العديد من دول المنطقة ، مثل تونس وليبيا وربما مصر وسوريا واليمن .. وهي حالة مُريحة للغرب عموماً كما أعتقد . إفتراق المصالح الاستراتيجية ، الامريكية / الايرانية .. إدى الى ان تُعادي الولايات المتحدة والغرب ، " الاسلام السياسي الايراني " .. وتتماشى مع السعودية المتخوفة من النفوذ الايراني الشيعي .. ومن المفارقات ، ان الحِراك الشعبي الشيعي البحريني ( المُعتدل ) ، لاقى رفضاً من الغرب ، وعومِلَ بإعتباره حركة ارهابية فوضوية ، تماشياً مع الموقف السعودي ... بينما تتفاوض امريكا مع منظمات وحركات سنية إرهابية بإمتياز ، في العراق وافغانستان ، تحت مُسمى المُصالحة والإصلاح !!. ان معظم أحزاب الاسلام السياسي " الشيعية " في العراق ، حالة إستثنائية ، إذ هي جاءتْ الى الحكم ، بدعمٍ أمريكي في الاساس ، وهي بالرغم من إمتلاكها لعلاقات وثيقة مع النظام الايراني عموماً .. إلا انها لاتستطيع الفكاك في المدى المنظور ، من إرتباطها القوي مع الولايات المتحدة الامريكية [/b] | |
|