خليل الوافي / سوريا تغسل وجهها بدماء الشهداء تتدفق دماء الشهداء .سيولا جارفة تغسل وجه الارض من عطش
الابرياء .تطهر قلوب الاحياء على معانقة الشهادة .ومواجهة القتل في الشوارع
وداخل المساجد .وفي كل مكان .ها هي سوريا الجريحة تغسل وجهها وتربتها من
قذارة القتل التي لم ترحم احدا مثل امتداد الليل الذي يساند ابطاله على
البقاء تحت صراخ الاحتجاج .واسقاط النظام في ايقاع واحد حتى نجاح
الثورة.وتحقيق اهدافها الكبرى …
وما يزال طوفان الابادة يحصد المزيد من الارواح .ولا يفرق بين رضيع ولا
كهل ولا امراة حامل. واخرى في بيتها سرعان ما اخترقها الرصاص .هكذا يحمي
النظام الشعب .اسئلة ستجيب عنها الايام القادمة.وكل شيء اصبح مستهدف .وكانه
يسابق الزمن في اعدام اخر مواطن يحلم بالحرية والتعددية في اطار ديمقراطية
مشتركة. تحترم المبادىء الانسانية التي نصت عليها الانظمة الاممية.
والهيئات الحقوقية في كل بقاع الارض.
لقد بدا يغرب زمن الطوغات و الجلادين الضارب في عمق التاريخ البدائي
والهمجي .وبداية ثورات شبابية نظيفة .تضع حدا لمرحلة سوداء من التاريخ
العربي .ودفن ما تبقى من رموز القهر وعباد السلطة والنفوذ…
ان استمرارية السلوك الاجرامي والشمولي في اسكات صوت الشعب .برزت معه
انفراجات خطيرة .تمس موجة الانشقاقات داخل صفوف المؤسسة العسكرية .وجهات
نافذة في النظام التي كشفت عن حقائق صادمة .وهول الفواجع التي ارتكبها
النظام طيلة ستة اشهر.
وامام هذا الوضع الجديد الذي يؤشر على نهاية حكم النظام .ولم تعد معه
محاولات للعودة الى مسلسل الاصلاحات . والوعود الكاذبة في طمس الحقائق
.وغياب النوايا الحسنة في الانصات لصوت الشعب ولو لفترة قصيرة .واستخدام
مصلحة البلاد فوق الاعتبارات الشخصية الضيقة. واعطاء الفرصة للمعارضة ان
تقدم اقتراحات .لكن قطار المصالحة والاصلاح قد ولى دون رجعة. وبذلك فان
الامور خرجت عن السيطرة .ولم يجد النظام سوى الة القتل في اقتناص رؤوس
الشباب والاطفال .والتمادي في مسلسل الاجهاض لاي محاولة للعودة الى الوراء
في تقديم تنازلات تخدم مصالح الوطن والمواطنين…
ان النظام السوري يعيش نهايته المحتومة .وعلى الجميع ان يتوقع نهاية
مغايرة للمشهد العربي في نجاح الثورات السابقة .التي اطلت علينا بداية هذا
العام .وما تزال قادرة على اسقاط اكبر الانظمة تماسكا وانغلاقا وقوة .لان
الحكمة الالهية فوق كل اعتبار وتقتضي ذلك. وكل شيء تحت سقف السماء له بداية
و نهاية .والامثلة كثيرة عن حكام جبابرة لم تسعفه لا الارض و لا السماء
.ولم يتسع تفكيره حدود الزمان والمكان .وراح يبحث عن خلاصه في قتل شعبه
.وهنا تسقط عنه صفة الحاكم في غياب المحكوم وهو الشعب _بطبيعة الحال…
والغريب في الامر .نرى بعض الانظمة ما تزا ل تقتدي بنهج سابقاتها من
الانظمة التي انهارت امام ارادة الشعب في التغيير.او التي على وشك السقوط
.وهي في اصرارها هذا .تضع نفسها ضمن لائحة الدول التي استعصى عليها الخوض
في بدائل اخرى تزعزع مكانها فوق كرسي اسقط رموز الفساد في اكثر من قطر عربي
…
تبدو سنة 2011 سنة سقوط الانظمة العربية. وطي سياسة التاريخ الاستبدادي
التي اشار اليها عبد الرحمان الكواكبي في كتبه الثورية .ومرورا بالثورة
الشبابية التي فاجات العالم الغربي والعربي في سلمية المطالب الشعبية التي
رفضتها الانظمة العربية جملة وتفصيلا.وها هي تحصد ما اقترفته يدها في حق
المواطنين…