نعم! إنني أعرف! من أين انحدرتُ!
غَـيـرُ مُتـخَـم ٍ كاللّهـيب
أتـوهَّـجُ وآكـلُ نفسـي.
وكلّ ما أقـبـض عليه يصـيرُ ضـياءً:
وكلّ ما أذَرُ يتحـوَّل إلى فَـحـمٍ:
فأنا لهـيبٌ حقّـاً!
الأغـنية الثَّـمِلـة
أه أيها الإنسان! إنـتـبِـه!
ما الذي يقـول مُنتـصَـفُ الـلـيل العميق ؟
" أنا نِـمْـتُ، أنا نِـمْـتُ-،
من حُـلم عميـق أفـقـتُ،-
الدّ ُنـيا عمـيقـة،
وأعمـقُ من النّـهـار الذي تخـيّـلت.
عميـق هـو ألَـمُـها-،
المـرح- أعمقُ من معـاناة القـلـب:
يقـول الألـم: تـلاشَ!
ولكنَّ كـلَّ مـرح ٍيـريد خـلـوداً-،
عمـيقاً، خـلـوداً عمـيـقاً !"
معـتَـزِل
تَـنعِـق الغِـربانُ
وتَعـطِـفُ بـدوران سـريع صَـوبَ المديـنة:
سيتسـاقط الـثَّـلـجُ حـالاً.-
سعـيدٌ ذلك الـذي لا يـزال- لـه وطـن!
الأنَ تـقـفُ أنتَ مُـتَخشَّـباً،
تـنـظـرُ إلى الوراء، آه! كم من الـوقت مضى عليك!
ماذا هـل أنتَ أحـمـقُ
هـربتَ مـن الشِّـتاء إلى الدّ ُنـيا؟
الدّ ُنـيا - مَنـفـذٌ
إلى ألـفِ صحـراءَ خـرساءَ وبـاردةٍ!
الذي خسَـرَ
مـا خَسَرتَ، لا يَحُـطّ ُالرِّحالَ
في أيِّ مكانٍ.
الآنَ تَـقِـفُ شـاحـباً،
تطاردك لعنـةُ رِحْـلةِ الشِّتـاء،
مـثـلَ الدّ ُخـانِ،
الذي يبحث دومـاً عن سمـاواتٍ أكثـرَ بُـرُودَةً.
حَـلِّـقْ، يـا طـيرُ، مقَـعـقِـعـاً
أ ُغنـيـتُـكَ في نَغـماتِ طَـيْـرِ الصَّحارى!-
أَخْـفِ، يـا مجـنونُ،
قـلـبَـكَ الدّامـيَ في ثلـجٍ وازدراء!
الغِـربانُ تَـنـعِـقُ
وتَعـطِـفُ بدوران سـريـعٍ صّـوْبَ المديـنة:
وسيتَسـاقـط الثّـلـجُ حـالاً،-
الويـلُ لمـن لا وطـنَ لـه!
الأربعاء نوفمبر 02, 2011 12:36 pm من طرف هشام مزيان