سبينوزا فريق العمـــــل *****
عدد الرسائل : 1432
الموقع : العقل ولاشئ غير العقل تعاليق : لاشئ يفوق ما يلوكه العقل ، اذ بالعقل نرقى عن غرائزنا ونؤسس لانسانيتنا ..
من اقوالي تاريخ التسجيل : 18/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 5
| | التدخل الخارجي والحرب الأهلية | |
[b][b][b][b](تجارب أفغانستان والعراق وليبيا) كان لتشجيع حكومة بنازير بوتو نشوء حركة (طالبان) في عام 1994، من بين تلاميذ المدارس الدينية للاجئين الأفغان في باكستان، دوافع تتعلق بمحاولة منافسة باكستانية لإيران وتركيا على النفوذ في الجمهوريات الإسلامية الناشئة حديثاً عقب تفكك الاتحاد السوفياتي عبر الممر الأفغاني التي أملت رئيسة الوزراء الباكستانية بالسيطرة عليه من خلال تلك الحركة الجديدة، ذات القاعدة الباشتونية (60% من السكان)، بعد أن فشلت المخابرات العسكرية الباكستانية في تحقيق ذلك عبر قوات الزعيم الباشتوني غُلب الدين حكمتيار أمام قوات الزعيم الطاجيكي (30% من السكان) أحمد شاه مسعود الذي استولى على كابول في نيسان 1992 عقب انهيار الحكم الشيوعي برئاسة محمد نجيب الله: كان استيلاء (طالبان) على العاصمة الأفغانية في 27 أيلول 1996 مؤدياً الى انقسام جغرا سياسي عسكري للبلاد بين جنوب ووسط باشتونيين وبين (تحالف شمالي) بقيادة مسعود ضم أيضاً الأوزبك (5%) والهازارا الشيعة (5%) ومن وراء هذا التحالف اصطفاف إقليمي هندي إيراني روسي، فيما ظلت الولايات المتحدة أقرب الى (طالبان) التي دخلت في مفاوضات مع شركة (يونوكال) الأميركية لإنشاء خط للغاز عبر أفغانستان يمتد من حقول غاز تركمانستان العملاقة الى ميناء كراتشي. كان هذا التدخل الخارجي الباكستاني مؤدياً الى حرب أهلية أفغانية استغرقت حتى (11 أيلول 2001) وضرب برجي نيويورك: أيضاً، عندما غزت القوات الأميركية بلاد الأفغان بعد أربعة أسابيع من ذلك الحدث النيويوركي فإن هذا كان مؤدياً الى حرب أهلية جديدة، أو الى استئنافها بشكل أشد بين الباشتون الذين اصطفوا وراء (طالبان)، التي أسقطها الأميركان من السلطة في كابول، وقوميات (تحالف الشمال) الذي دخل كابول تحت الحراب الأميركية ولو ليحكم من خلال واجهة باشتونية تمثلت في حامد كرزاي. ربما كانت الصورة المكثفة لقوة الحرب الأهلية الجديدة متمثلة في انضمام قوات حكمتيار لمقاتلة (تحالف الشمال) ومن ورائه الأميركان، فما كان عند سقوط كابول عام 1996 رئيساً للوزراء لأشهر قليلة عند الرئيس برهان الدين رباني ووزير دفاعه شاه مسعود إثر مصالحة رعتها طهران لإسكات وتلاقي مدافعهم المقاتلة منذ سقوط حكم نجيب، حيث ظل حكمتيار قوياً عند باشتون الشمال في ولاية قندوز، وبعد سقوط كابول بأيدي (طالبان) لجأ الى العاصمة الإيرانية ووقف لخمس سنوات على الحياد في الصراع الأفغاني الجديد. في عراق ما بعد 9 نيسان 2003 حصل سيناريو، ولو مختلف في بعض التفاصيل والمسارات، جعل بلاد الرافدين تدخل في حرب أهلية داخلية عقب الاحتلال الأميركي، حيث لم تكن المقاومة العراقية، التي ظلت أساساً ذات قاعدة سنية عربية وهم الذين كانوا حكاماً لبغداد منذ 1921، موجهة فقط ضد المحتل الأميركي وإنما أكثر وأشد ضد القوى الشيعية الكردية التي أتت بها الدبابة الأميركية لتكون واجهة لحكم بغداد، ولم تقتصر المواجهة على ضرب كوادر ومؤسسات وتنظيمات تلك القوى وإنما امتد هذا الى محاولة استهداف قواعدها الاجتماعية وأحياناً الرموز الدينية (اغتيال محمد باقر الحكيم في تفجير عند باب مسجد النجف الذي يضم المرقد في آب 2003 تفجير مسجد سامراء في شباط 2006... إلخ)، وعملياً فإن عدد الضحايا العراقيين لتلك المواجهات الأهلية كان يفوق بمئات المرات أعداد القتلة الأميركيين (نحو 5000)، وأدت الى شروخ في الجسد العراقي لم تكن موجودة قبل الاحتلال الأميركي لبلاد الرافدين، الذي لم يأخذ فقط شكل الغزو الاحتلال وإنما أدى الى تغليب قوى سياسية عراقية، كانت ذات طابع طائفي وإثني من حيث الامتداد الاجتماعي، ما أدى الى تهميش فئة عراقية في مجملها الأعم كانت هي الخزان الاجتماعي لحكام بغداد في مرحلة ما قبل يوم 9 نيسان 2003، ولم ينفع في هذا المجال، كتعديل لهذا الوضع، دخول (الحزب الإسلامي) ثم (الصحوات) الى التركيبة السياسية "الحاكمة"، ولا بعد ذلك مشاركة السنّة العرب الكثيفة (المترافق منذ عام 2008 مع تراجع المقاومة العراقية المسلّحة) في "العملية السياسية" من خلال انتخابات برلمان 2010، حيث لم يؤد فوز (القائمة العراقية) في المرتبة الأولى، وهي التي استندت أساساً الى أصوات السنّة العرب، الى مشاركة فعّالة في الحكم بعد أن أحبطت محاولات أياد علاوي لتولي رئاسة الحكومة بدلاً من نوري المالكي المدعوم من تحالف (حزب الدعوة آل الحكيم) الذي يستند الى الظهير الإيراني. في ليبيا ما بعد 17 فبراير 2011 كانت الثورة على حكم معمر القذافي ذات طابع مناطقي تسكنها فئات قبائل محددة: منطقة برقة في الشرق ومنطقة الجبل الغربي، وكان استناد القذافي، الذي ظل مستمراً حتى لما بعد سقوط مقره بباب العزيزية. يوم 23 أوغسطس 2011، معتمداً على قبائل (مثلث سرت بني وليد سبها) الذي كان الخزان البشري الأساسي للإدارة الليبية طوال أربع عقود وللجهازين الأمني والعسكري: في هذا الإطار كان الحسم في موازين القوى الليبية معتمداً على العامل الخارجي من خلال (الناتو)، وليس من خلال ميزان محلي كانت مؤشراته في شهر مارس الماضي تشير الى رجحان إمكانية الحسم العسكري لصالح قوات القذافي التي تحشدت عند مداخل بنغازي قبل أن تدمرها الطائرات الفرنسية. هنا، لم يؤد سقوط باب العزيزية الى انفضاض تلك القاعدة الاجتماعية عن القذافي، بل الى لجوئه هو وبقايا نظامه الى مناطق ذلك المثلث، الذي بالتأكيد تدفع المصالح، والخوف من المستقبل، غالبية سكانه الى الانحشار في زاوية ضيّقة مع المغلوب، يمكن أن تشكّل في ليبيا المقبلة عوامل تدفع بمن يشعر بالفقدان للامتيازات والأوضاع السابقة الى أن يكون خزاناً اجتماعياً لعوامل عدم الاستقرار والتمرّد وربما المقاومة، بأشكالها المتعددة، ضد الحكام في ليبيا ما بعد القذافي.
[/b][/b][/b][/b] | |
|