** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 "اضربيني!"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حياة
فريق العمـــــل *****
حياة


عدد الرسائل : 1546

الموقع : صهوة الشعر
تعاليق : اللغة العربية اكثر الاختراعات عبقرية انها اجمل لغة على الارض
تاريخ التسجيل : 23/02/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10

"اضربيني!" Empty
01102011
مُساهمة"اضربيني!"

السيجارة
في المنفضة البنيّة تحترق حتى آخرها. الدخان المنبعث منها يتلاشى في فضاء
الغرفة. وهو، في ترنّحه وامتزاجه بالضوء الأحمر الخافت، يضفي على الغرفة
مزيداً من الضيق. لا يفارقها الشعور بالضيق ما دامت في ذلك السرير الحديدي،
الذي تطن أذنيها لصوت أزيزه كلما دخل عليها أحد.
السرير يئزّ بعنف. تمسح بمنديلها ما تساقط فوق وجهها من عرقه. تتأمله وهو
يلهث. يشبه وجهه وجه كلب متعب. عيناه الحمراوان، والابتسامة التي لاحت منه
وهو يلبس بنطاله قبل أن يتعثّر ويقع، تشبه فرحة كلب جائع فاز لتوّه بوجبة
دسمة.
قلّما تتذكر وجوههم أو سحناتهم. ذلك أنها تظل ممددة. مومياء مطروحة على
السرير وعيناها مثبتتان إلى السقف، حيث أخذت تلك البقعة، التي فوق رأسها
تماماً، والمائلة بلونها إلى الأصفر، تتوسع جراء ما تدخنه من سجائر. كذلك
زبائنها فإنهم لا يجبرونها على اتخاذ وضعيات مختلفة. لا يريد واحدهم أكثر
من مكان لإفراغ طاقته.
"هيه أنت! انتهيت، انهض"، قالت وهي تصفقه على قفاه. لكنه بقي على حاله.
"أطرش؟ قلت لك انهض". دفعته بكلتي يديها حتى قام عنها ثم استوى على طرف السرير.
"يا ...، ألا تسمع صوت الجرس؟ انتهى وقتك وغيرك ينتظر في الخارج. إذا أردت
ممارسة الجنس ثانية عليك الدفع للرجل الذي أدخلك ثم انتظار دورك... اووه،
تبكي؟ ... يا لتعاستك أيها الصغير! ما بك؟"، سألته. لكنه ظلّ صامتاً.
"أمركم غريب يا معشر الرجال... ممم... اسمع. زبون أو اثنان على الأكثر
وانتهي. بإمكانك أن تنتظرني خارجاً. سأوافيك ونذهب لفنجان قهوة. ما رأيك؟"،
سألته. أومأ برأسه ثم انسحب.
...
"لصوص... كاذبون... لم أكمل بعد الربع ساعة"، كان يصرخ أحدهم ملء حنجرته، قبل أن يتلقى من القوّاد صفعة نارية على وجنته رمته أرضاً.
"ستدفع ثمن فعلتك غالياً يا ابن العاهرة! انتظروني، سأريكم يا أهل الماخور! انتم لا تعرفون من أنا"، قال متوعداً.
...
"جاء المحترم. أحسني معاملته. فقد أبدى البارحة انزعاجه منك. ليس زبوناً
عادياً. افعلي كل ما يطلبه منك من دون نقاش. لا نريد لهذا المكان أن يُقفل.
كوني مطيعة"، طلب إليها القوّاد.
اعتاد من يرتادون الماخور رؤيته باستمرار. بجسده الضخم وبذلته السوداء
والسيجار في فمه، يترجل من سيارته شاقاً طريقه إلى غرفة وحيدة لم يبدلها
يوماً. حتى إن الحديث عن فحولته شاع بين الموجودين هناك. لكنه لم يكن كذلك
قطعاً! ما أن يلج الغرفة حتى يسارع إلى خلع ملابسه. غالباً ما يبقى منتعلاً
الحذاء فيما يجول في الغرفة مدبباً. يتوسّل إليها أن تسحب السوط من شنطته
ثم تنهال به عليه.
لم يعد يعتريها الذهول كما في أول مرّة. بات الأمر أقرب إلى الوظيفة. وظيفة
مملّة خلت من تلك النشوة التي أحستها في البدء، عندما كان يتكوم في الركن،
ثم يرجوها قائلاً: "إضربيني". دقائق تمضي لا يلبث بعدها أن ينطرح على ظهره
وينفجر بالضحك المختلط بالأنين.
"اعلم أنك سئمت مني. لكني لا أجد نشوتي إلا معك. ربما لو أمارس معك الجنس
كان أسهل. لكن ما همي من الجنس؟ نسائي كثيرات. وعندما أريد الجنس فلن آتي
إليك. أريد لهذه الأيدي الناعمة أن تضربني. أن تعيث فيّ ما يفوق لذّة
الجنس. لا أستطيع ذلك في البيت. لا تحرميني لذتي وخذي ما تشائين من مال".
كان يقول قبل أن يسحب رزم المال من شنطته ويضعها في حمّالة صدرها.
...
ليل المدينة مختلف. المساء ورديّ. هكذا شعرت به ما أن تخطت باب الماخور. كان لا يزال بانتظارها.
دنت منه ثم تأبطت ذراعه وغادرا معاً. لم يسألها عن وجهتهما. ترك لها اختيار المكان والزمان.
"اعتقد أنها المرة الأولى التي تدخل فيها ماخوراً. أليس كذلك؟"، سألته. لم
يجبها. أكملت: "بلى هي المرّة الأولى. قلائل أولئك الذين يواظبون على
ارتياد المواخير. ربما يفعلون ذلك في سن معينة ثم يقلعون. لكن بعضهم يزورنا
سرّاً. أناس يتحولون إلى آخرين ما أن يخلعوا سراويلهم. يطلبون إلينا ما لا
يطلبونه من زوجاتهم أو حبيباتهم. أمركم عجيب! كيف تهرعون إلينا لتخرجوا
حقيقتكم، حرامكم؟ بأي حال. لا يهمني. فانا أقبض المال ولست مجبرة على إبداء
المشاعر. اللهم إلاّ تلك المبتذلة لترغيب الزبون بتكرار الزيارة، كأن أهمس
في مسمعه أثناء الجماع "لا ترحمني يا فحل!". هل تعرف ما يهمني؟ أن استيقظ
على صوت يقول لي "صباح الخير حبيبتي!".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

"اضربيني!" :: تعاليق

سميح القاسم
رد: "اضربيني!"
مُساهمة السبت أكتوبر 01, 2011 11:54 am من طرف سميح القاسم
ختلفة. لا يريد واحدهم أكثر
من مكان لإفراغ طاقته.
"هيه أنت! انتهيت، انهض"، قالت وهي تصفقه على قفاه. لكنه بقي على حاله.
"أطرش؟ قلت لك انهض". دفعته بكلتي يديها حتى قام عنها ثم استوى على طرف السرير.
"يا ...، ألا تسمع صوت الجرس؟ انتهى وقتك وغيرك ينتظر في الخارج. إذا أردت
ممارسة الجنس ثانية عليك الدفع للرجل الذ
هشام مزيان
رد: "اضربيني!"
مُساهمة الثلاثاء أكتوبر 04, 2011 12:31 pm من طرف هشام مزيان
ب. عيناه الحمراوان، والابتسامة التي لاحت منه
وهو يلبس بنطاله قبل أن يتعثّر ويقع، تشبه فرحة كلب جائع فاز لتوّه بوجبة
دسمة.
قلّما تتذكر وجوههم أو سحناتهم. ذلك أنها تظل ممددة. مومياء مطروحة على
السرير وعيناها مثبتتان إلى السقف، حيث أخذت تلك البقعة، التي فوق رأسها
تماماً، والمائلة بلونها إلى الأصفر، تتوسع جراء ما تدخنه من سجائر. كذلك
زبائنها فإنهم لا يجبرونها على اتخاذ وضعيات مختلفة. لا يريد واحدهم أكثر
من مكان لإفراغ طاقته.
"هيه أنت! انتهيت، انهض"، قالت وهي تصفقه على قفاه. لكنه بقي على حاله.
"أطرش؟ قلت لك انهض". دفعته بكلتي يديها حتى قام عنها ثم استوى على طرف السرير.
"يا ...، ألا تسمع صوت الجرس؟ انتهى وقتك وغيرك ينتظر في الخارج. إذا أردت
ممارسة الجنس ثانية عليك الدفع للرجل الذي أدخلك ثم انتظار دورك... اووه،
تبكي؟ ... يا لتعاستك أيها الصغير! ما بك؟"، سألته. لكنه ظلّ صامتاً.
"أمركم غريب يا معشر الرجال... ممم... اسمع. زبون أو اثنان على الأكثر
وانتهي. بإمكانك أن تنتظرني خارجاً. سأوا
 

"اضربيني!"

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: