بشار الاسد يرفض اقتراحات طهران
صحف عبرية
2011-09-08
الرئيس
السوري بشار الاسد زار طهران سرا قبل بضعة ايام والتقى بالزعيم الروحي
الاعلى علي خامنئي والرئيس الايراني محمود احمدي نجاد. صحيفة 'زمان'
العراقية التي بلغت عن ذلك على لسان مصادر دبلوماسية، اضافت بانه في اللقاء
أوصت القيادة الايرانية الاسد 'عدم اغلاق الباب في وجه المبادرة العربية
لحل الازمة في سوريا والتفاوض بشكل ايجابي مع الجامعة العربية'.
موقف
ايران من المظاهرات والمتظاهرين تغير في الاسبوعين المنصرمين واطلق زعماؤها
تصريحات حادة، دعت الاسد للكف عن استخدام القوة وايجاد حل غير عنيف. في
الشهر الماضي صرح وزير الخارجية الايراني، علي أكبر صالحي، بان 'على
الحكومات ان تستجيب لمطالب شعوبها العادلة. سواء في سوريا ام في اليمن،
الشعوب في هذه الدول تمثل مطالب شرعية وعلى الحكومات ان تستجيب لها بسرعة'.
ولكن في هذه الاثناء يبدو أن الضغط الايراني لا يؤثر في الاسد،
المتمسك بقراره الاستراتيجي في ادارة صراع عنيف مع المواطنين، وذلك لان كل
اصلاح حقيقي معناه فقدان مراكز القوة لحكمه وسقوطه السريع. من هنا فان كل
مبادرة خارجية للحل تعتبر كتدخل غير مرغوب فيه في شكل ادارة سوريا ويجب
رفضها. هكذا، مثلا، أجل الاسد للمرة الثانية زيارة الامين العام للجامعة
العربية الى دمشق، والتي كان يفترض أن تجري اليوم، والموعد الجديد تقرر
ليوم السبت. وتأجيل الزيارة ليس فقط اهانة للامين العام للجامعة نبيل
العربي أحد آخر المؤيدين المتبقين للاسد بل وتجاهل 'التوصية الحارة'
لايران ايضا.
قادة المعارضة بالذات يحاولون الان تجنيد ايران الى
جانبهم كي تتنكر هذه للاسد وتؤيدهم. صحيفة 'الشرق الاوسط' السعودية افادت
أمس عن لقاء ممثلي المعارضة السورية مع دبلوماسيين ايرانيين في اوروبا.
وحسب رئيس اللجنة العربية لحرية التعبير بهية مارديني، في هذه اللقاءات طلب
ممثلو المعارضة نقل رسالة الى ايران بموجبها مصالحها في سوريا ستحفظ ايضا
اذا ما سقط نظام الاسد وصعد نظام آخر، وان مكانة الشيعة في الدولة لن
تتضرر.
ايران، التي تواصل تزويد الجيش السوري ونقل مبالغ مالية كبيرة
للنظام لدعم اقتصاده، ليست عمياء عن التطورات في الدولة وعن امكانية سقوط
النظام. وبالتالي من غير المستبعد أن تقرر ايران تبني الخيار في مرحلة ما،
فتؤيد المظاهرات وتتنكر للاسد. اذا كانت هذه ستكون سياستها فان الامل في ان
يضع سقوط الاسد حدا للنفوذ الايراني في سوريا ولبنان سيتبدد. كما تحاول
المعارضة اقناع روسيا بتأييدها، حتى الان دون نجاح زائد، وبالتوازي يبعث
الاسد مستشارته بثينة شعبان الى موسكو كي تواظب روسيا تأييدها للنظام.
في
هذه الاثناء يواصل الاسد اعطاء الانطباع بسير الامور كالمعتاد. اول أمس
قتل 16 شخصا في مدينة حمص وبلدة نعيمة قرب درعا. مقاطع فيديو نشرت على
الانترنت تظهر جنودا سوريين يطلقون النار من مسافة قصيرة على المواطنين،
وتقارير لمواقع المعارضة تتحدث عن اقتحامات للمنازل، تنكيل بالنساء وأعمال
قتل على أيدي مجموعات الشبيحة. وفي نفس الوقت نشرت أسماء الاسد، عقيلة
الرئيس، على صفحتها في الفيس بوك صورا لزيارة الزوجين لعائلة تلميذ تميز في
دراسته.
الاسد يلبس في الصور سترة زرقاء، قميص غولف وبنطال جينز
وعقيلته بشعر مضبوب. وبدا الزوجان كطالبين جاءا لزيارة اقربائهما في
القرية. هذه الصور ترمي الى الشهادة بان أسماء لا تزال في سوريا، خلافا
للتقارير التي قالت أنها فرت الى بريطانيا.