سميح القاسم المد يــر العـام *****
التوقيع :
عدد الرسائل : 3206
تعاليق : شخصيا أختلف مع من يدعي أن البشر على عقل واحد وقدرة واحدة ..
أعتقد أن هناك تمايز أوجدته الطبيعة ، وكرسه الفعل البشري اليومي , والا ما معنى أن يكون الواحد منا متفوقا لدرجة الخيال في حين أن الآخر يكافح لينجو ..
هناك تمايز لابد من اقراره أحببنا ذلك أم كرهنا ، وبفضل هذا التمايز وصلنا الى ما وصلنا اليه والا لكنا كباقي الحيونات لازلنا نعتمد الصيد والالتقاط ونحفر كهوف ومغارات للاختباء تاريخ التسجيل : 05/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10
| | اقتحام 'بني الوليد' وتداعياته | |
تتضارب الانباء بشأن أزمة مدينة بني الوليد الليبية الواقعة جنوب طرابلس العاصمة، ولكن ما هو مؤكد حتى كتابة هذه السطور ان الحسم العسكري من قبل قوات المعارضة بات هو الخيار الأكثر ترجيحاً بعد انهيار المفاوضات حول استسلام المقاتلين من انصار العقيد معمر القذافي المتحصنين فيها. بالأمس اعلن السيد عبد الله كنشيل رئيس فريق المفاوضين المكلف من قبل المجلس الوطني الانتقالي اخفاق المفاوضات بعد فشل الجانبين في التوصل الى اتفاق يؤدي الى استسلام القوات الموالية للنظام السابق، حيث يصر هؤلاء، اي انصار الزعيم الليبي على دخول قوات المعارضة للمدينة دون اسلحتهم، الامر الذي قد يعرضهم الى الوقوع في مصيدة القتل حسب قول السيد كنشيل. ومن غير المستبعد ان تكون المخاوف المشروعة للسيد كنشيل هذه موجودة وبالطريقة، نفسها لدى المتحصنين في المدينة، اي انهم يخشون ان يتعرضوا للقتل من جانب قوات المعارضة اذا ما دخلوا الى المدينة بدروعهم واسلحتهم الثقيلة والخفيفة. بمعنى آخر يمكن القول ان هناك أزمة ثقة بين الجانبين، حيث لا يثق كل طرف بالآخر، وهو امر يعكس مدى خطورة الوضع في حال حدوث اقتحام قسري للمدينة ونشوب معارك دموية بين المقتحمين والمدافعين. مدينة بني الوليد هي معقل قبيلة ورفلة احدى ابرز القبائل في ليبيا، وغربها على وجه الخصوص، وهي قبيلة تؤيد في معظمها النظام السابق ورئيسه، وينتمي اليها ابرز رجالاته وخاصة السيد عبد الله السنوسي القائد الامني والحليف القوي للعقيد معمر القذافي. ما زال من غير المعروف ما اذا كان العقيد القذافي موجودا داخل المدينة ام لا، ولكن هناك تكهنات تقول بان ولديه الساعدي والمعتصم لجآ اليها وطلبا الحماية والدعم من قادة القبائل فيها. العرف القبلي يشدد على ضرورة حماية من استجار بالقبيلة وشيخها مهما ادى ذلك الى تضحيات، ولذلك فاننا قد نكون امام مجزرة دموية قد يسقط فيها الآلاف اذا ما اصر كل طرف في المفاوضات على موقفه ورفض الرضوخ لمطالب او شروط الطرف الآخر. الحكم الجديد في ليبيا يواجه جبلاً من المشاكل والازمات الامنية قبل الاقتصادية، ولذلك فانه ليس بحاجة الى استعداء قبيلة ورفلة والقبائل الاخرى المتحالفة معها، والتورط في ثأرات دموية معها في مثل هذا الوقت الحرج من بدء فترة حكمه التي ما زالت في بداياتها الاولى. الكثيرون قدموا النصائح للمجلس الانتقالي ورجاله بتوخي الحكمة والحذر والابتعاد كليا عن السقوط في حفرة الثأرات والنزعات الانتقامية، وكان آخر هؤلاء مبعوث الامين العام للامم المتحدة وزعماء آخرين في المنطقة العربية. ان اكثر ما نخشاه ان يكون المجلس وقيادته في حال عجز كامل فيما يتعلق بالسيطرة على بعض الوحدات العسكرية التي تملك اليد العليا على الارض، فما ذكره الشيخان عبدالحكيم بلحاج قائد المجلس العسكري في طرابلس، واسماعيل الصلابي قائد المجلس العسكري لمدينة سرت حول ميولهما الاسلامية المحافظة يعكس وجود تناقض بينهما وبين اعضاء المجلس الليبراليين العلمانيين، مما يعني انهما لا ينفذان بالكامل تعليمات رئيس المجلس وبعض المسؤولين الآخرين. الشيخ الصلابي قائد كتيبة '17 فبراير' وجه انتقادات شرسة الى المجلس الانتقالي وقادته، ودافع في حديث لوكالة 'فرانس برس' عن افكار الجماعة الاسلامية المقاتلة واعترف انه احد قادتها، وسخر من قادة المجلس ومجلس وزرائه الذين يتواجدون طوال الوقت خارج البلاد بينما يقاتل الثوار ويستشهدون في ميادين القتال، وقال ما معناه ان هؤلاء الثوار هم الذين يجب ان يقرروا مستقبل ليبيا الجديدة. اقتحام بني الوليد لو تم وادى الى مواجهات دموية سيدخل الازمة الليبية في مرحلة ستنعكس تداعياتها بشكل خطير على استقرار ليبيا والحكم الجديد فيها، ولذلك فالمأمول ان يتم تدارك الموقف وايجاد مخرج سلمي للازمة يحقن دماء ابناء الشعب الواحد، وهذا امر ممكن اذا حكم الطرفان العقل والحكمة.
|
| |
|