سفاح قربى قد تلبسُ الكلماتُ جلدَ النمرِ..
أو قد تلبسُ الكلماتُ جلد الثور..
أو قد تلبسُ الكلماتُ جلد الماعزِ الجبليِّ
قد تمشي على سِلك تمدّد في سماء الضفتينِ
وبعضها ـ والأرض سفحٌ مشمسٌ ـ
حجر النسورِ
وبعضها حجر القمرْ
والبعض طيرٌ مطلقٌ
والبعضُ إبرةُ بوصلهْ
والبعضُ مثل مكعّبات الملحِ..
أو لا طعمَ لهْ
والبعض مثل جوارح الطير التي لابدّ من تدجينها
للصيد.. لكنْ
بعضها لبقٌ.. يخفّ على ضنًى منه
إليكَ،مُواسيا: هوّنْ عليكَ
فكلّنا أبدا يقيمُ على سفرْ
كلماتنا نسلُ الزنا… وسِفـَاحُ قرْباناَ
ألمْ ترها
وأنت الآن في الستين،تسترخي
وتجنحُ نحو شاطئها
ألمْ ترها تُغـَسِّلُ في مياه الاستعارات القديمةِ
ظلّ ليلتها.. وتسقطُ في فراغكَ
كالحجرْ
غبطة أنا لا أغبط إلاّ أشجار الخضراءْ
(أعني تونس ما قبل الثورة)..واقفة أبدا
لا تحني ظهرا للريحِ
ولا للأنواء
كما نحنيهْ
نحن الأشجارَ المنكوسةَ،
من حزن ما
أو خوف ما
أو حتى من شيء ما..لا ندريهِ.. ولا
ندري كيف نسمّيهْ
يدلكأنّ يدي إذ تكتب ليست إلاّ هذي الورقهْ
لكأنّي أجلسُ في الجذعِ.. وفي الأغصانِ
أراقبها إذ تهجس أو ترجفُ
من ريح ما
أو برق ما
أو قطرة ماءٍ.. ما.. حطّتْ
أو ظلّ ما ..من يرقه
السبت سبتمبر 10, 2011 12:54 pm من طرف بن عبد الله