وم
الجمعة الماضي ـ 24 يونيو ـ كشفت السفيرة الأمريكية الجديدة في القاهرة "
آن باترسون" أن واشنطن انفقت منذ ثورة 25 يناير 40 مليون دولار على 600
منظمة مصرية.. يعني في مصر المئات من الأنشطة الأمريكية السرية، والتي
أنفق عليها خلال أربعة أشهر فقط 240 مليون جنيه مصري.
يوم أمس 27 يونيو، تقدم حزب الوسط، بطلب للسفارة الأمريكية، حثها على
الكشف عن أسماء المؤسسات والهيئات التي تلقت هذه الأموال.. وحتى اليوم لم
يصدر من "اسكوبي" التي ستترك منصبها للسفيرة الجديدة، أي تعليق بشأن
وكلائها "السريين".
هذا الكشف جاء بالتزامن، مع نشاط متزايد من جهات حقوقية واعلامية
وصحفية شديدة التماس مع المال الأمريكي، بلغ حد الهوس، يحشد كل آليات
التحريض على نتائج استفتاء 19 مارس.
أعرف صحفا خاصة، تنفق بسخاء على مجالس تحريرها، تأسست من أموال
المعونة الأمريكية، وترتبط بمرجعيات صحفية مسنة وعجوزة، تحاول إعادة انتاج
خبرات "الفاشية العسكرية" وترتبط عائليا بعلاقات بزنس مع عائلة الرئيس
المخلوع.. وهي من بين منظومة الإعلام المناوئ لعمليات نقل السلطة إلى
المدنيين وفق خطة طريق أقرها الشعب في استفتاء مارس الماضي.
فجأة ـ بعد نتائج الاستفتاء ـ بدأت تستباح الساحة الإعلامية
المصرية، فيما بدت وكأنها تتجه نحو ما يشبه "اللبننة".. حيث تتكاثر
"بكتيريا" قنوات فضائية مجهولة المصدر والتمويل.. احداها ـ احتفل بدشينها
منذ يومين ـ شرع في لملمة فلول مبارك خاصة الذين عملوا في التليفزيون
المصري، وتم طردهم مؤخرا.. وكأنها تأسست خصيصا كدار إيواء لقوى الثورة
المضادة، ومن يطلع على أسماء المشاركين فيها، سيصاب بالدهشة، فغالبيتهم من
أصدقاء جمال مبارك.. وصحفيون معروفون بفسادهم المالي، وحرفيتهم العالية في
ابتزاز رجال الأعمال، ومنهم من طرد من "مصر النهاردة" لموقفه المخزي
والمعادي لثورة 25 يناير.. وأبرزهم أحد أكثر الصحفيين الذين تولوا في
الفترة الأخيرة قيادة "الشبيحة" على فضائيات رجال القروض الفاسدين .. حيث
يتولى هو ورجاله من المحررين العاملين معه في صحيفة طائفية معروفة، مهمة
الإشراف والاعداد لعدد من تلك القنوات.
معظم الفضائيات التي تتوالد بشكل "بكتيري" هذه الأيام، لا أحد يعرف
على وجه الدقة أو التقريب، مصادرتمويلها ولا من يقف ورائها وكأنها فضائيات
"سرية".. خاصة وأنها ظهرت بالتزامن مع الإعلان رسميا في واشنطن بأن
الولايات المتحدة الأمريكية تنفق بالملايين لاقتطاف ثمار الثورة .
مصر.. هذه الأيام في بؤرة الاستهداف المالي الأمريكي المشبوه..
والمواجهة الحقيقية، ستكون على جبهة الانتصار لإرادة الشعب.. حين تجري
الانتخابات في موعدها، وما ستفرزه تلقائيا من استحقاقات ارتضاها المصريون
ديمقراطيا في استفتاء مارس الرائ