معارضو النظام السوري يستعيرون لغته... وشاكيرا وقعت في الفخ الصهيوني
زهرة مرعي
2011-06-26
الربيع العربي بدأ من بلعين، مشهد تناقلته الفضائيات
العربية منذ سنوات، ولا تزال وفي كل يوم جمعة. هل تعرفون بلعين تلك القرية
الفلسطينية الصغيرة الواقعة على حدود الفصل ما بين الجانب الأيسر والجانب
الأيمن من القلب؟ ذلك القلب الذي تضافرت الجغرافيا والسياسات التي تحاول
ترويضنا على ابتلاعها، على تقسيمه ما بين حدود 1948 و1967، وهو بالأساس
واحد موحد واسمه فلسطين.
إنها بلعين صانعة جمعة الاحتجاج السلمي منذ
ست سنوات خلت. إنها بلعين التي نثرت اختراع احتجاجات أيام الجمعة ونثرتها
في الفضاء، فكان الربيع العربي المتنقل. قبل الجمعة الماضية كانت القرية
تحصد ثمار نضالها الدؤوب. لقد باشر الاحتلال بهدم جدار الفصل العنصري الذي
قسّم تلك القرية وجعل حوالى 4000 دونم من أراضيها خلف الجدار. هذا الخبر
شغل الاعلام في الجمعة الماضية، كما شغلنا وأثار إعجابنا على مدى كل أيام
الجمعة التي سبقت، حيث كنا نتساءل عن هذا الصمود وذلك الإصرار. ففي كل يوم
جمعة كنا نراقب أهالي بلعين ومعهم الناشطون الأجانب، منتشرين بين صخورها
وأراضيها معلنين احتجاجهم وقنابل الغاز تلاحقهم. وعلى مدى كل أيام الجمعة
التي مضت في الصيف وفي الشتاء، في الخريف وفي الربيع، كان أمل سكان بلعين
يزداد: سنرى الجدار يهدم تماماً كما تمّ هدم جدار برلين. إذاً هو التصميم
والعنوان لم يتغير 'مسيرة جمعة إزالة الجدار'. أسبوعياً كنا نتابع آثارها
على الشعب الأعزل. تقرر تنفيذ قرار المحكمة الإسرائيلية بهدم جزء من
الجدار، والقرية ستتابع نضالها، فلا يزال من أملاكها 1300 دونم خلف
الجدار. انتصار جزئي لبلعين استدعى مشاركة رسمية فلسطينية في الجمعة
المنصرمة، إنه سلام فياض، رئيس الحكومة الفلسطينية يتضامن مع شعبه، لما
لا، فأهلاَ وسهلاً بكل دعم. وهذا الشعب الذي يسكن بلعين، والذي هو نموذج
مصغر من الشعب الفلسطيني المستلبة حقوقه تمكن من إيصال صوته لكل العالم،
لكن هذا الصوت الذي عبر من فوق الكيانات العربية طرق مسامع حكامها، لكنهم
كالعادة، أزاحوه جانباً. فهم لا يريدون أعباءً.
في جمعة الأمس القريب
واجه الصهاينة المتظاهرين في بلعين بالرصاص والماء الملوث والغاز، سقط
ثمانية جرحى. وفي الماضي من أيام الجمعة المباركة سجلت القرية في تاريخها
سقوط أخوين شهيدين وفي تاريخين متباعدين. والقرية مصممة على استعادة كامل
حقوقها.
بلعين حالة مؤثرة وناجحة من النضال للوصول إلى الحق عبر قرار
محكمة لم ينفذ الا بعد أربع سنوات. حالة ليس لها أن تُعمم. ففلسطين سلبت
بقوة السلاح، وما أخذ بالقوة لا يسترد سوى بالقوة، وبالنضال الدؤوب.
خطاب لم يُطمئن ولم يهدئ
المشهد
السوري في الفضائيات العربية والأخرى الناطقة بالعربية على حاله بعد خطاب
الرئيس السوري بشار الأسد. فهو لم يتمكن في خطابه الطويل من طمأنة الخارج
ولا من تهدئة الداخل، والحل لا يزال بعيد المنال. والسلطة التي نزل
جمهورها إلى الشوارع في اليوم التالي لخطاب الأسد، وكانوا بعشرات الآلاف
هم بنظر المعارضين 'موظفون وطلاب وقّعوا جميعهم على أوراق بالمشاركة'. هذا
المعارض السوري الذي أطل من باريس على قناة العربية ليس له ديدن غير ذلك
الذي للسلطات. هو أراد إلغاء الآخر. لم يعترف بالآلاف المؤلفة التي غطت
الشوارع في أكثر من مدينة سورية معلنة تأييدها لبشار. نحن معه في رفض
إنقسام المجتمع. لكن إن كان ذلك ظاهرا للعيان فما هو العمل؟ هؤلاء الذين
لا يحصون نزلوا بالقوة. رقصوا بالقوة وكذلك هتفوا وضحكوا للكاميرات بقوة
القبضة الحديدية للنظام. لسنا مع أي سلطة، فالسلطة لم تكن يوماً عادلة،
ولم تكن يوماً مرغوبة. لكن أن يشرب المعارض من ثقافة سلطة يطالب بإلغائها
من الوجود فهذا لا نتلمس منه خيراً. هذا المعارض من سورية أراد إلغاء
الآخر، تماماً كما تفعل السلطة في سورية عبر إعلامها، تعمل على الدوام
لعصر عدد المحتجين على وجودها. هم دائماً بالعشرات، والخوف من ان يصبحوا
في يوم مجرد افراد.
هذا ما حدث على العربية، والأمر نفسه تكرر على
الجزيرة حين تم استقبال أحد الناشطين في حقوق الإنسان في أستوديو الدوحة.
كان المتظاهرون بنظره موظفين ورجال أمن. كانوا قلة، حتى أنهم صاروا بعد
قليل نكرة. حتى مذيع الجزيرة الموجه تلقائياً ضد السلطة السورية استفزه
إلغاء الآخر من قبل الناشط في حقوق الإنسان. فقال المذيع لضيفه: كل هؤلاء
موظفون؟ ألا تعترف بالآخر؟
الإعلام في سورية يحاول إلغاء الآخر،
والمعارضون على ما يبدو اكتسبوا الثقافة نفسها. وهذا ليس لصالح المستقبل
الذي يرجوه البعض أكثر إشراقاً من الحاضر.
شيخ الثائرين.. مصر يمة يا بهية
إنها
الذكرى السادسة عشرة لرحيل الشيخ إمام. القاهرة تذكرته هذا العام أكثر من
كل الأعوام التي مضت. فهو كان الغائب الحاضر في ميدان التحرير. في أكثر من
ركن في الميدان كان الشبان يعزفون ويغنون الشيخ إمام. رغم ذاك الزمن
الطويل الذي يفصل بين رحيله وثورة 25 يناير بقي الملهم والقدوة والمعلم في
الأغنية السياسية الهادفة، والاجتماعية الناقدة بعين ثاقبة للواقع. إنه
الشيخ إمام وتوأم روحه أحمد فؤاد نجم، ثنائي ألهب في ما مضى ولا يزال
وجدان الجماهير. هما اللذان حرضا كل عربي ليردد 'مصر يمة يا بهية يم طرحة
وجلابية'. في ذكرى رحيله تذكرته ديما الخطيب من قناة الجزيرة. هذا الذي
كانت أغنياته ممنوعة في مصر نالت ترخيصاً شعبياً بأن تغنى جماعياً وفي
ميدان التحرير.
كثيرون تمنوا لو كان الشيخ إمام شاهداً على المرحلة
الحاضرة، تمنوا لو كان معهم في ميدان التحرير. في الواقع تجسد الشيخ إمام
في كثيرين، غنوه في الميدان وفي المعتقلات التي سحبوا إليها من قبل بلطجية
النظام السابق.
مصر والأمة العربية لن تنسى شيخ إمام. سيبقى أول سجين
عربي بتهمة 'الغناء' في تاريخ الثقافة العربية. وسيبقى زميله وتوأم روحه
في السجن وخارجه يتذكر تلك الأيام. شيخ إمام غائب وحاضر في الوجدان.
براءة من شاكيرا ونتراجع عن فخرنا بها
لم
يمر الوقت على فعلتنا المكتوبة في هذا المكان بالتحديد، التي فيها إعلان
صريح وواضح بفخرنا بشاكيرا كصناعة من أصول لبنانية، حتى قررنا الانسحاب
بخفي حنين، وإعلان العكس صحيحاً. فشاكيرا وقعت أخيراً في الفخ الصهيوني
وزارت الكيان المغتصب. ليس هذا وحسب بل دعوتها كانت من شيمعون بيريس نفسه
مرتكب مجزرة قانا التي ذهبت بأكثر من مئة ضحية، بينهم العديد من الأطفال
من أبناء جلدتها اللبنانيين. بيريس، هذا الجزار الذي تحول بقدرة قادر إلى
نعجة تحدث عن مشاعره 'التي تحركت' وهو يستمع لأغنية شاكيرا حول أفريقيا.
شاكيرا
التي قالت للتلامذة بأن 'الشراكة بين اليهود والعرب تعد ركناً أساسياً في
دولة إسرائيل والعالم أجمع' زارت حائط البرّاق في القدس، وتناست التعريج
للسؤال عن عذابات المقدسيين من سياسة الصهاينة العنصرية. في فلسطين تناست
شاكيرا وجود فلسطينيين، وكان همها أن تحصل على صك براءة من أنها ليست
معادية للسامية. وهي نسيت أنها سامية ونصف، فكيف لها معاداة السامية تلك
الشماعة التي صادرتها الحركة الصهيونية.
وفي معرض الحديث عن شاكيرا لا
بد من ذكر السوبر ستار اللبناني راغب علامة الذي أقام الدنيا ولم يقعدها
عندما غنى ديو بالمراسلة مع شاكيرا واعتبره إنجازاً عالمياً. كذلك فعل
عمرو دياب الذي تفاخر على راغب بأنه تصور معها في دبي عندما أحييا حفلاً
مشتركاً، وهي أجبرته لأن يبدأ حفله في الثامنة الموعد المحدد بالضبط، وهو
الذي كان 'يمرجح' بجمهوره دهراً يمتد لساعتين حتى يحضر. فأين هذان النجمان
من شاكيرا الآن.
أين مفتاح قلب الرجل؟
Fatafeat تلك القناة التي
تقض مضاجع الزوجات، إليها ينظرن، ومن خلالها يتعلمن كيفية السيطرة على
أزواجهن من خلال طبخهن، الذي لا ينسيهم أمهاتهم فقط، بل حتى الحليب الذي
رضعوه.
فتافيت لم تعد تستقبل الطهاة والطاهيات فقط لا غير، بل صارت
فيها برامج تؤكد وبالملموس أن أقرب الطرق إلى قلب الرجل ـ الزوج طبعاً هي
معدته. ففي لحظة ملل من متابعة تحليل هنا وآخر هناك، وقمع لمظاهرة هنا
وأخرى هناك، حط بي الرحال على فتافيت. وإذا بها تقدم برنامجاً يمنح الدعم
لثلاث نساء بحيث تطهو كل منهن طبقاً وتسكبه في صحن بلون مختلف، وكل طبق
يوزع في ثلاثة صحون متشابهة اللون. انتهى الطهو وأتى الأزواج للتذوق
وليتأكد كل منهم إن كان هذا الطبق لزوجته أم لا. الأزواج تذوقوا الأطباق
الثلاثة، وعرف كل منهم نكهة زوجته. هم على ما يبدو يعرفون عن ظهر قلب نكهة
الزوجات في الطعام، كما أنهم وبكل تأكيد 'يحترفون التذوق'. فهل صحيح يا
فتافيت أن مفتاح قلب الرجل في معدته؟