اعذريني إذا تلمست قلبي
بين تلك الضفائر السوداء
فدوى طوقان
وجهك ملء السفر
يحاصر وجهك روما، وروما ترد عليها الغطاء
تنام على قصص الحب خلف النوافذ، تمنح أسرارها للمساء
يحبون ، طوبى لهم
وروما تحن على العاشقين وتأسى إذا ما
تنفس فيها الصباح وفتح كوته للشوارع
دم القلب يسقي الطيوف الرواجع
على وهج الذكريات أسافر :
يغمض عينيه ضوء المصابيح في "جوبيلي" غرفتي –
تحتمي بالستائر
صديقك "موزارت" يغدق كل عطاياه ،
يغتمر القلب في الحب ، يشتعل البحر ،
يأخذنا البحر ، ألمس وجهك ، أرنو إليه
على خيط ضوء نحيل
أخاف تكون مجرد حلم جميل
أزيد التصاقا، يداك تردان فوقي الغطاء –
لا برد
حضورك دفء، حضورك وهج ووقد
هوانا روافده تلتقي
نغيب مع المد ، نطفو ونغرق في اللازورد
يحاصر وجهك روما
وروما تشف كبللورة السحر في كف ساحر
ووجهك فيها يطاردني عبر كل الشوارع ، يطلع لي من صفوف –
المقاهي تسد منافذ هذا الرصيف وذاك الرصيف
ووجهك يطلع لي من رسوم المتاحف، يبزغ لي من جسوم –
التماثيل ، يومىء لي من سقوف الكنائس ، يرمقني من –
عيون التصاوير ، أهرب منه فألقاه في حجرات الفنادق –
منتصف الليل منتظري في السكون الرهيف
واهرب أهرب أهرب منه وأين المفر
ووجهك ملء الحقيبة ملء السفر .
تحاصرني الآن ، اصبو اليك، ترى أين أنت ؟
وحيدا على درب "سان جون" في هدأة الليل والصمت ؟
تثرثر تحت دخان السجائر في ركن مقهى ؟
يضمك ملهى ؟
يشدك في مقعد جانبي كتاب ؟
تصب متاعب يومك في الكأس ؟ ترجعني من طوايا الغياب ؟
تهوم ؟ تحلم بي حلما مبهما ؟
بجنبك واحدة ؟ أين أنت ؟
أحن إليك وصفصافة الشوق تهدل أغصانها فوق أرض الظمأ