كتب محمد فؤاد (المصريون) |
11-06-2011 00:32 أكد
الدكتورحسن أبو طالب، الخبير في مركز الدرسات السياسية والاستراتيجية
بالأهرام أن الأقلية الرافضة لنتائج استفتاء 19 مارس، تعمد إلى استخدام
فزّاعة الإخوان والدولة الدِّينية، للالتِـفاف على نتائج الديمقراطية.
وأضاف لـ" سويس أنفو" : ويذهب البعض إلى حدِّ تسفِـيه الأغلبية
الساحقة من المصريين، باعتبارها لا تعرف مصلحتها، في حين أنهم هُـم الأكثر
دِراية بتلك المصلحة. وكأن الأقلية التي تدَّعي الثورية، تعيد إنتاج نفس
مفردات الخطاب السياسي للحزب الوطني المنحل وتمارس نفس الترويع الإعلامي
والسياسي والمعنوي من إحدى القوى السياسية، باعتبارها الخطر الأكبر على كل
مصري.
وأوضح أن الأمر يزداد سوءا، مع زيادة جُـرعة الدعوات الإقصائية
والحرمان من الحقوق السياسية لمن كانوا أعضاء عاديين في الحزب الوطني،
وكأن مهمَّـة هؤلاء الثوريين الجُـدد هي مجرد إشاعة روح الانتقام وتسْـفيه
الناس والانقلاب على الديمقراطية.
وزاد: مثل هذا الاستِـعلاء الذي يمارسه البعض، باسم الحداثة والدولة
المدنية وشرعية الثورة، يطرح أسئلة لا حصر لها حوْل مستقبل الديمقراطية في
مصر. والأهم أنه يؤدي إلى رد فعل عكسي لدى قطاعات عريضة من المصريين
العاديين، الذين بات يُـصرِّح بعضهم علَـنا أنهم سوف ينتخبون الأعضاء
السابقين للحزب الوطني، نكاية في من لا يُـقدِّرون رؤيتهم للأمور.
وقال إن انتقادات لِـما يُـوصف بإدارة المجلس العسكري للمرحلة
الإنتقالية وطريقته في إصدار القرارات والقوانين، والتي لا يسبقها أي حوار
وطني. وإذا كان الإنتقاد مسموحا به من حيث المبدأ، فقد تجاوز البعض حدود
الإنتِـقاد وأصبحت مهمَّـته بناء جدار من عدم الثقة بين الناس وبين الجيش
ككل، وتجاهل الدَّوْر الوطني الذي قام به الجيش في حماية الثورة وإثارة
الشكوك في كل خطوة يُقدم عليها المجلس العسكري.
ولفت إلى انه رغم أن محاكمات رموز النظام السابق هي بعُـهدة القضاء
والنائب العام ولا شأن للمجلس العسكري بتطوُّراتها، إلا أن البعض في مصر
يُـصرّ على أن الجيش له يد في بطْـء المحاكمات، إن لم يكن متواطِـئا في
عدم بدء المحاكمات أصلا، وتطرّف البعض بخبث شديد للمناداة بانتخاب قيادات
الجيش في كل المستويات، وكأن الجيش مجرّد جمعية أهلية بلا ضوابط وتخضع
للأهواء الصّبْـيانية.
وأكد أبو طالب أن هذه العملية من التشكيك في وطنية المؤسسة
العسكرية، جاءت بنتائج عكسية على مَـن يُـروِّج لها، لأنها ببساطة، كشفت
أمام جموع المصريين أن المناهضين للوطن يُـمكن أن يكونوا الأكثر ادِّعاءً
وتظاهراً بالثورية من غيرهم بحسب قوله.