** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
 موسم سقوط الثقافة السياسية الفاشية عربياً I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

  موسم سقوط الثقافة السياسية الفاشية عربياً

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
تابط شرا
فريق العمـــــل *****
تابط شرا


عدد الرسائل : 1314

الموقع : صعلوك يكره الاستبداد
تاريخ التسجيل : 26/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

 موسم سقوط الثقافة السياسية الفاشية عربياً Empty
13032011
مُساهمة موسم سقوط الثقافة السياسية الفاشية عربياً

[b]هل يمكن القول أن العرب ( شعوباً، لا حكومات )
بدءاً من يناير 2011، شرعوا بدخول القرن الحادي والعشرين؟ أو إنهم، على
الأقل انتفضوا، بعد سبات، من أجل دخول هذا القرن؟ وهل نحن، اليوم، بالتناظر
مع حدث سياسي مجتمعي عاصف وغير مسبوق ( تظاهرات شعبية مليونية تُسقط، في
غضون أسابيع قليلة، أنظمة حكم ديكتاتورية عائلية استأثرت بالسلطة لعقود
طويلة ) نشهد تغيرات في الثقافة السياسية السائدة ستقود، آجلاً أو عاجلاً،
إلى تغييرات بنيوية عميقة في المجتمع والدولة العربيتين؟
هيمنت،
لأكثر من نصف قرن، في البلدان العربية ثقافة سياسية ذات طابع شعبوي،
كلياني، يمكن نعتها بالفاشية مثـلت المرجعية الإيديولوجية، على اختلاف
ألوانها ومسمياتها، لمعظم أنظمة الحكم فيها. وهي فاشية مهجّنة مقلدة شوهاء
ومكيّفة مع موروث محلي سياسي استبدادي ذي جذور موغلة في التاريخ. هذه
الفاشية تختلف قطعاً عن الفاشية الأوروبية الصافية ( حكم موسوليني في
إيطاليا، وهتلر في ألمانيا النازية، في سبيل المثال ) لأنها قامت على قاعدة
من شبه الدولة وليست الدولة بمعناها القانوني والمؤسساتي المعاصر
والمتقدم. سندها الأكبر العائلة والقبيلة، أو الطائفة والمذهب، أي تلك
الهويات الفرعية ( ما قبل الدولتية ). وشبه الدولة هذه استعارت من الأنظمة
الفاشية الغربية أساليب أجهزتها المخابراتية القمعية، وطرق رقابتها
للمجتمع، وتحكمها بمفاصل الحياة كافة، وهيكلها الإداري البيروقراطي القائم
على تراتبية صارمة في معمار هرمي، جاثم على النفوس والأرواح والعقول بقسوة،
حيث يقف الحاكم في أعلاه. وقد يبدو الهرم، عندنا، مقلوباً أحياناً ( بلغة
المجاز، وبوصف مراقب سياسي غربي ) إذ يُمسك الديكتاتور الهرم بكامله، وقد
جُعل عاليه سافله، من الأسفل والذي سينهار، أو هكذا يأمل ذلك الديكتاتور
بمجرد سقوطه وسقوط نظامه هو.
بيد أننا نتحدث، في هذا المقام، عن
فاشية من نمط خاص، محوّر: فاشية ليست قاهرة للمحكومين وحسب، وإنما ضيقة
الأفق في تطلعها الحضاري، وعاجزة عن بناء المجتمع وتخليق شروط النهوض
بالدولة وتنمية الموارد الوطنية.. فاشية فاسدة حتى النخاع نجحت في أمرين
لسنوات طويلة؛ الأول ضمان ركود سياسي وعلمي واجتماعي واقتصادي وثقافي عام
أساسه سياسات هدر للموارد وسرقة للمال العام وإشاعة مناخ من الجهل والتخلف،
وتمزيق اللحمة الاجتماعية الوطنية، وعزل إعلامي منظّم. والثاني التشبث
بكرسي الحكم حتى الرمق الأخير، في أغلب الأحيان. والنجاح في الأمر الثاني
قد عُزّز، وكان تحصيل حاصل للنجاح في الأمر الأول.
وصلت هذه الفاشيات
إلى سدة الحكم إما من طريق الانقلابات العسكرية أو التوارث العائلي/
القبلي، ولهذا فهي تفتقر أولاً للشرعية. ولسد هذا النقص المريع رفعت شعارات
براقة للاستهلاك الإعلامي والسياسي لم تكن بمستطاعها تحقيقها أو لم تكن
جادة في ذلك ( الوحدة العربية، تحرير فلسطين، الاستقلال السياسي
والاقتصادي، الاشتراكية، الخ.. ).. كان الشعار بديلاً عن الممارسة فيما
الفئة الأوليغارشية الحاكمة تحتكر لا السلطة والثروة والنفوذ وحدها وإنما
تمثيل المجتمع الذي لن يُسمح له بتمثيل نفسه، وحيث يستوعب المجتمع السياسي
المجتمع المدني ويمسخه، فيُختزل الشعب والتاريخ والمبادئ في صورة النظام
الحاكم التي تتجلى أخيراً في صورة الحاكم الملهم/ المفدى ( بالروح، بالدم
)!. أما التشدق بالشعارات والأفكار الدونكيشوتية فيكفي معياراً ومسوِّغاً
للقمع وتكميم الأفواه واستمرار حالة الطوارئ، وتأجيل منح الحريات وتكوين
المؤسسات الديمقراطية، إلى أجل غير مسمى. أو تبني أشكال كاريكاتورية زائفة
لما تسمى بالبيعة والانتخابات بدعوى أنها صيغة ديمقراطية ( خصوصية ). وهذا
كله ما كان ليستقيم من غير ما يمكن أن نطلق عليه بصناعة الخوف وتعميمه على
وفق مبدأ قديم مؤداه؛ ( فليكرهوا ما شاء لهم الكره، المهم أن يخافوا ).
تلجأ الفاشية إلى صناعة أخرى هي صناعة العدو ( الداخلي والخارجي )
لتخوين أي صوت معارض وإشاعة الرعب عند الناس من شبح ذلك العدو المتربص على
الأبواب!. وهنا يُفسَّر أي نوع من الاحتجاج والتمرد بأنه ذو أجندات داخلية
أو خارجية ( هذا ما قاله زين العابدين بن علي في تونس في أثناء التظاهرات
الشعبية التي أطاحت بنظام حكمه، ومثله فعل حسني مبارك في مصر، ومعمر
القذافي في ليبيا، وعلي عبد الله صالح في اليمن، والقائمة تطول ). في مثل
هذا المناخ السياسي يُعسكَر المجتمع، أو يتحول الوطن بجغرافيته كلها إلى
ثكنة عسكرية واسعة ومقابر كبيرة. وتشيع نظرية المؤامرة لتكون جزءاً من
الثقافة السياسية، وحتى الاجتماعية، السائدة.
تحاول الأنظمة الفاشية
أيضاً الاستحواذ على المشاعر واحتكارها واستثمارها لصالحها، فهي تقوم
بإحياء المهرجانات الصاخبة وتأميم مناسبات الفرح والحزن التقليدية. وقد يصل
الوهم عند بعضهم إلى حد تصور احتكار حب الناس كما في رواية 1984 لجورج
أورويل حيث يُمنع الحب لأي كان، بقرار سياسي!!، ويوجّه فقط لشخص الأخ
الأكبر/ الديكتاتور. ولعل القذافي في مقولته الكوميدية/ التراجيدية:
المضحكة والمبكية الأخيرة؛ ( الشعب الذي لا يحبني لا يستحق الحياة ) خير
تجسيدٍ واقعي لمتخيل أورويل الروائي.
يطغي الهاجس الأمني، على ما
عداه، في ظل مثل هذه الأنظمة. والمقصود بالأمن، ها هنا، بطبيعة الحال، هو
أمن النظام الذي يغدو مؤسسة أمنية مخابراتية مرعبة في مقابل جعل المواطن
العادي في حالة من القلق المستديم وانعدام الطمأنينة والتوجس من المستقبل.
شاعراً، في قرارة نفسه، بالتهديد، وبأنه مراقب، وبأنه خارق للقوانين
الجائرة ويمكن أن يُعتقل ويُعاقب، في أية لحظة. إلى الحد الذي لن يكون
بمقدوره حتى رؤية أحلام مفرحة، ويغدو ليله أرقاً وقلقاً وكوابيس.
أما
السمة الأبرز للأنظمة الفاشية، ومنها الفاشيات العربية المهجّنة، فهي
تطيّرها من النقد جاعلة نفسها فوق الصواب والخطأ، ساعية إلى إقناع الآخرين (
رعيتها ) أنها معصومة كما بأمر إلهي. وأنها جاءت تلبية لنداء التاريخ
والقدر. وأنها الممثلة بامتياز لقيم الحق والخير والجمال. إذ حتى القيم
الجمالية يجري تحديدها على شاكلة عدّ كاتدرائية في عاصمة البطريرك في رواية
ماركيز الشهيرة ( خريف البطريرك )، بمرسوم جمهوري، أجمل كاتدرائية في
العالم.. هنا تتسع مساحة الممنوع والمحرّم ويُقنن سلوك الرعية حد التفاصيل
الصغيرة، ويُؤطّر تفكيرها في ضمن أفق غاية في الضيق، ويُحجّم قاموسها
اللغوي لإخلاء اللغة من بُعدها السالب وروحها الجدلية لتكريس التغبية
والجهل. فتشتغل عندئذ آليات الإقصاء والإدماج من منطلق إنْ لم تكن معي فأنت
إذن عميل للأجنبي ومارق ومجرم، وضد القيم والوطن والدين والماضي والحاضر
والمستقبل. وبهذا تكون كل قوة معارضة للنظام الفاشي خاطئة بالضرورة وخائنة
وتستحق التصفية الدموية. هذا ما سيؤول بذلك النظام منطقياً إلى تسويغ
أخطائه وحماقاته وظلمه وفشله. لتصوِّر حتى الهزيمة النكراء انتصارا (
ادّعاء صدام بانتصاره في حرب 1991، في سبيل المثال ).
الفاشية في
النهاية هي نظام الحكم الذي يُصادر كل شيء ( الثروات والأفكار والقيم
والتقاليد والمشاعر والمناسبات والتاريخ والرموز ) من منطلق ميكافيلي،
براغماتي ضيّق، ليستثمره لصالح بقائه واستمراره. فيبدّل جلده بحسب تقلبات
الظروف. وقد يركب موضة سياسية شائعة ( الاشتراكية، الديمقراطية، العولمة،
المد الديني، الخ.. ) وعند الحاجة يتاجر بالدين ويتصنع التقوى فيما يُمارس
في الخفاء معظم أنواع الموبقات كالارتشاء وسرقة المال العام والكذب على
الناس والتمتع بلذائذ الحياة؛ حلالها وحرامها.
والمفارقة الغريبة في
تاريخ الفاشيات العربية هي أنها لم تعمل قط على إرساء دعائم دولة حقيقية
كما كانت الحال مع الفاشيات الأوروبية. ربما لافتقادها للإرادة الوطنية، أو
نتيجة تبعيتها، أو لاعتمادها على اقتصاد ريعي ما قبل صناعي، أو لاعتقادها
بأن بيئة متخلفة خير ضمان للاستمرار في السلطة. حيث تكون الدولة، أو شبه
الدولة القائمة، امتداداً للقبيلة أو الطائفة وصورة مضخمة، متورمة، عنها.
وفي ظل نظام مثل هذا تضعف سلطة القانون، وتتحول أقطاب النظام إلى مافيات
أخطبوطية تستحوذ على كل شيء، فتتعمق الفوارق بين من يحكمون ويملكون وبين من
لا يحكمون ولا يملكون. وتتريّف المدن وتتشبّح، فاقدة رونقها الحضاري
ومسحتها الثقافية/ الحداثية.
تتضامن هذه الأنظمة وتتآزر فيما بينها
في ساعات الخطر والمحنة مثلما حدث بين أنظمة ( بن علي ومبارك والقذافي )
مؤخراً، فتتجاوز خلافاتها ليسند بعضها بعضاً. وقد تتباين موجهاتها
الإيديولوجية وأشكال مؤسساتها لكنها تتشابه في بناها العميقة: في آليات
السيطرة والتحكم التي تتّبعها، وفي كثير من جوانب خطابها السياسي
والإعلامي، ولغتها وطروحاتها الثقافية.
كانت الثقافة السياسية
المهيمنة عربياً، لاسيما منذ الخمسينيات من القرن المنصرم وبعد الانقلابات
العسكرية الثوروية، ذات صبغة طوباوية مرمنسة.. كانت عبارة عن سردية مبرقشة
تحكي بشعارات وعبارات عالية النبرة وجوفاء عن بطولات وأمجاد وانتصارات
وتحولات مرتقبة لا سند لها من الواقع. والتي آلت فيما بعد إلى انتكاسات
وهزائم وخسارات في الفرص والموارد وإزهاق ملايين الأرواح بلا جدوى.. توشحت
تلك الثقافة ببلاغة فضفاضة، ولغة غاية في الرثاثة، روّج لها إعلام سلطوي
حكومي يحتكر الفضاء المعلوماتي: يموّه ويكذب ويهيّج الانفعالات التي سرعان
ما تبرد وتهمد، ويمنح الوعود الكبيرة، ويحقق المعجزات على الورق وبالكلام
الصارخ. لغة وبلاغة مشحونة بالعنف وكراهية الغير والخشية من المؤامرات.
يعلمنا أنطونيو غرامشي بأن ثقافة الطبقة المهيمنة بحكم عوامل عديدة يمكن
أن تكون بمرور الوقت هي الثقافة المتبناة من قبل الطبقات والشرائح
الاجتماعية المتضررة من تسيّد تلك الثقافة. وهكذا تتوغل كلمات وعبارات وجمل
بعينها إلى اللاوعي الجمعي للمجتمع ( المنغلق على نفسه قسراً ) بحكم
تكرارها وغياب البديل والمضاد لها. وفي مثل هذا المناخ السياسي والاجتماعي
علينا أن نتوقع، وهذا ما غاب عن بال الأنظمة العربية الفاشية نتيجة قصور
نظرها، ولادة وحش ( فرنكشتاين ) يمكن أن يشيع الخراب، ويلتهم حتى الأنظمة
التي ساعدت بغباء في خلقه، والمتمثل بالأصوليات الإرهابية المسلحة.

في مقابل هذا ثمة ثقافة جديدة بازغة عربياً، الآن، راحت تحرّك العقول
وتوقظها من خمودها.. تتسلل عبر الثغرات الكبيرة التي تحدثها كل يوم قنوات
الفضائيات ووسائل الاتصال الحديثة في الجدار الفاشي العربي. ثقافة غضة فتية
في مناخنا، لكنها قوية صلبة وواثقة من نفسها، قوامها مفردات من قبيل (
حقوق الإنسان، والمجتمع المدني، ومبدأ المواطنة، والتسامح، والإصلاح
السياسي، والحريات المدنية، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية،
والبناء والديمقراطية والانتخابات وتداول السلطة، وإعادة توزيع الثروة
بعدالة، وحق الشعوب في التمتع بثرواتها، ولا قدسية النخب الاستبدادية
الحاكمة، وصوت الشعب الذي يجب أن يُسمع، الخ، الخ.. ). وإنْ كان بعض هذه
المفردات والعبارات معروفة لدينا منذ سنوات ليست بالقصيرة غير أنها لأول
مرة باتت تكتسب معناها الحقيقي وتلامس الأرواح وتغيّر العقول. وربما تمهّد
لنهضة عربية فعالة ثانية بعد أن أُجهضت النهضة الأولى التي انطلقت بدءاً من
منتصف القرن التاسع عشر على يد مفكرين مصلحين كبار خرجوا من المؤسسة
الدينية وخالفوا أفكارها التقليدية، أمثال الطهطاوي والأفغاني ومحمد عبدة
والكواكبي وخير الدين التونسي وطه حسين وعلي عبد الرازق.
ينبغي أن
نكون حذرين أيضاً، ولا نبالغ في تفاؤلنا، فالانعطافات الكبرى في الواقع
التاريخي للشعوب وثقافاتها لا تحدث بين ليلة وضحاها، وهي بحاجة إلى وقت قد
يطول، ويكون، غالباً، بحاجة إلى أثمان باهظة ومؤلمة لابد من دفعها، كما
يخبرنا التاريخ وتجارب الشعوب المتمدنة. لكن ما نستطيع تأكيده هو أن تلك
الثقافة السياسية التي هيمنت لعقود والأنظمة الفاشية التي امتحت منها
طويلاً دخلت طور السقوط والانهيار بعد أن فقدت مسوغات استمرارها، ربما منذ
هزيمة 5 حزيران 1967. وأن شروط وعوامل انبثاق ثقافة سياسية جديدة، في
الواقع العربي، آخذة بالنضوج
[/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

موسم سقوط الثقافة السياسية الفاشية عربياً :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

موسم سقوط الثقافة السياسية الفاشية عربياً

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» مرة أخرى حول مواجهة الفاشية
» مصر في مواجهة الفاشية / علاء الاسواني
»  موسم الهجرة إلى الإعلام الانتهازي
» موسم الحبّ
» موسم الثورات

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: