** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
بعد برلين، أيّ جدار قد سقط؟  I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 بعد برلين، أيّ جدار قد سقط؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
اميمة خليل
مرحبا بك
مرحبا بك
اميمة خليل


عدد الرسائل : 81

تاريخ التسجيل : 26/10/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2

بعد برلين، أيّ جدار قد سقط؟  Empty
22022011
مُساهمةبعد برلين، أيّ جدار قد سقط؟

من يذكر ذلك الرسم الكاريكاتوري الشهير في إحدى
المجلات الأميركية العريقة، قبل نيف وعشرين عاماً؟ كان الاتحاد السوفياتي
قد زال رسمياً عن الخريطة السياسية العالمية. وكان عالم كامل ممّا صُنّف
سابقاً «خلف الستار الحديدي» يشتعل بالحروب الداخلية والإتنية، في ما أُطلق
عليه إدانةً صفة التركة الماركسية الثقيلة: من القوقاز إلى قلب أوروبا،
دول تتفكّك، انتفاضات وثورات وشغب، وأنظمة تنقلب وحكام يهربون وأحزاب حاكمة
تندثر... يومها خرجت تلك الصحيفة برسمها المستذكر: الكرة الأرضية، وفي
وسطها يظهر العالم الاشتراكي السابق متفجراً بالكامل. ومن بعيد، يقف رجل
عجوز أشيب، فيه الكثير من ملامح كارل ماركس، يضع يديه في جيبي بنطاله الرث،
يقلب شفتيه مستخفّاً ومتنصّلاً في آن واحد، وهو يقول: لقد كانت مجرد فكرة.
لم يكن ذلك الرسم التعبير الإعلامي اليتيم عن تلك الحالة من الحبور
الأميركي في حينه. حتى إن مجلة اقتصادية كبرى عنونت يومها: مات كارل ماركس،
عاش آدم سميث. ومن كل تلك التعبيرات، كان المقصود أمرين: أولاً أن أهل
واشنطن يعيشون نوعاً من الحبور الممزوج بالتشفّي والشماتة من خصمهم القطبي
لمدة أربعة عقود، وثانياً أن حدثاً عظيماً قد وقع بالفعل، لحظة سقوط جدار
برلين.
عشرون عاماً كانت كافية لقلب المعادلة، أو على الأقل لبداية انعكاسها. أهل
موسكو لا يخفون هذه الأيام شعوراً ملتبساً بالثأر. مع أن ثأرهم بدأوا
يتذوقونه قبل نحو عقد كامل تقريباً. ورغم أن التطورات لم تكن يومها
لمصلحتهم بوضوح، إلا أنهم أحسّوا بأول الثأر، يوم شاءت مصادفات القدر أن
تذيق خصمهم الأميركي من الكأس نفسها التي جعلهم يتجرعونها ذات يوم.
قبل عقد كامل، ضرب الإرهاب الأصولي الإسلامي قلب الولايات المتحدة، مع
زلزال 11 أيلول 2001. وظهر سريعاً، أو يكفي أن تكون واشنطن قد ظهَّرت
فوراً، أن الذي سدّد الضربة إليها ليس غير الجيل الثاني من «المجاهدين
الأفغان»، أي أبناء الجيل الذي خلقته واشنطن لمحاربة موسكو. هكذا رشف
الموسكوبيون أول جرعة من كأس الثأر. السلاح الذي اخترعه ريغان يوم كان بوش
الأب نائبه، يرتد إلى صدر بلاده، فيما خليفته ليس غير بوش الابن. بعد أشهر
قليلة، بدت كأس الثأر الروسية في حالة استزادة استثنائية: واشنطن تتورط في
حرب استنزاف في أفغانستان، أي في المستنقع نفسه الذي استنزف بريجنيف، وقيل
إنه أحدث الثغرة الأولى في الجدار الحديدي.
اليوم، يحق لخصوم واشنطن أن يرسموا لها من الكاريكاتور ما شاءوا. وأن
يعلنوا وفاة من يحبون... أو يكرهون. وأن يردّوا إلى العم سام كل ضروب
الكيدية والتشفّي التي مارسها لحظة قيل له، أو قال للعالم، إنه بات القطب
العالمي الوحيد والأخير. اليوم، ثمة عالم كامل ينهار. صحيح أنه بعيد في
الجغرافيا عن واشنطن. وصحيح أيضاً أنه لم يمثّل بالنسبة إليها ما مثّلته
منظومة حلف وارسو بالنسبة إلى موسكو. وصحيح أيضاً وأيضاً أن بديله ليس
سيطرة واضحة ـــــ ولا غير واضحة ـــــ لأي نظام خصم لواشنطن... لكن الصحيح
أيضاً أن عالماً كاملاً ارتبط بالنظام الأميركي، يتداعى، ويتجه نحو
الاندثار.
ما الذي يحصل؟ قد يكون ما نراه اليوم «من المحيط إلى الخليج»، ليس غير
النتائج البطيئة والتدريجية لتآكل الفيل الأميركي، منذ تورّطه في كابول،
تماماً كما حصل مع الدب الروسي. وبالتالي، قد يكون التحقق المتأخّر لنبوءة
إيمانويل تود، ولكثيرين غيره، عن زوال «الإمبراطورية»، وخصوصاً حين نتذكر
وندرك أن تلك الإمبراطورية قامت على ركيزتين: المشروع السياسي، عبر
الديموقراطية الجفرسونية. والمشروع الاقتصادي، عبر ليبرالية السوق. فكيف
إذا جاءت تطورات الأعوام القليلة الماضية لتسقط المشروعين معاً، في المناطق
التي راهنت واشنطن على جعلها حقولاً خصبة لهما.
ما الذي يحصل؟ قد يرى البعض في المقابل مخططاً أميركياً مدروساً ومتعمّداً.
إنه مشروع أوباما، يعلن البعض. مشروع عدم القبول بجمود ما قبل دبليو بوش،
ولا الجنوح صوب جنون الأخير، بل الانتقال البطيء صوب النموذج التركي، في كل
العالم الإسلامي. وهو النموذج الذي نظَّر له جاك أتالي، يوم كان في فرنسا
سياسيون يفهمون الإنسانيات، لا سياسات «الغادجيت» وحسب. نموذج إسلامي معتدل
لا يفرض ديكتاتوريات موميائية كالتي تطحنها اليوم أزرار الفايسبوك، ولا
يتهوّر صوب الظلاميات التي ـــــ خوفاً من تلك الأزرار ـــــ تحسب أن
العالم لم يعرف الكمبيوتر بعد.
ما الذي يحصل؟ الأكيد أن حدثاً عالمياً يتبلور الآن. تماماً كالذي حصل بعد
سقوط جدار برلين. أيّ جدار قد سقط هذه المرة؟ في القاهرة يُروى الكثير عن
«شباب الجدران». أولئك المتخرّجون الجامعيون الذين لا يجدون عملاً،
فيتحوّلون متكئين على جدران المدينة، متحدثين عن المأساة، وعن الثورة
الضرورية لقتلها. قد يكون سقوط جدران هؤلاء هو الجدار الجديد الذي سقط.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

بعد برلين، أيّ جدار قد سقط؟ :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

بعد برلين، أيّ جدار قد سقط؟

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» الشبّيحة في برلين! الياس خور
» جدار الكراهية في غزة
»  .1 جدار فلسطين
»  أناملٌ تلد العشق على جدار
» جالسا أو متكئا على جدار

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: استـــراجيــات متحـــــــــــــــولة يشاهده 478زائر-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: