«مرتزقة» من أصول مجنّسة! أُثيرت في كثير من الأحيان مسألة الهوية
الوطنية للجيش البحريني، وذلك بسبب سياسات التجنيس. وتحدثت تقارير عدّة عن
عمليات ملتوية تجري بصورة مكثفة منذ عشرات السنوات من أجل تغيير التركيبة
الديموغرافية للبلد.
وأشارت الى أنّ قوة الجيش تنال النصيب الأكبر من هذه العملية، لأن السلطة
الحاكمة تريد أن تؤسّس لقوة موالية لها، وأن تركيبة الجنود الصغار هي من
المجنسين.
وفي التعامل مع الأزمة الأخيرة، وقمع الجيش للمتظاهرين، عاد كثيرون للتشكيك
في ولائه، ولا سيما أن البعض تخوف من إمكان دخول قوات خليجية لقمع الحركات
الاحتجاجية، وفي مقدمها سعودية. وقد أكّد شاهد لـ«الأخبار» أن بعض عناصر
الجيش كانوا يتحدثون بلهجة غير بحرينية، وبعضها سعودي. لكنه أضاف إنه «لم
يلحظ وجود أي عناصر للجيش بغير الزي العسكري لقوة الدفاع البحرينية». وأشار
الى أن «هناك جندياً هاجم متظاهراً وبدأ يحدثه بلكنة غريبة ويقول له أن
يرحل».
وفي سياق تعليقه على لكنات أفراد الجيش، قال النائب الوفاقي، خليل مرزوق،
لـ«الأخبار»، إن «معظم عناصر قوة الدفاع البحرينية هم من المجنّسين،
وبالتالي طبيعي أن تكون هناك لكنات بدوية (بعضها من قبائل سعودية وكويتية)
وسورية ويمنية وباكستانية». وأضاف إن «الضباط في الجيش هم من البحرينيين
الأصليين، ومعظمهم من الأسرة الحاكمة، أما الجيش الأساسي فهو من أناس آخرين
مجنّسين، لذلك تختلط علينا الأمور».
وتابع مرزوق إنه «لو كان هؤلاء (أفراد الجيش) من المواطنين البحرينيين
الأصليين، ولو كانوا كلهم من السنّة، لما أطلقوا النار على إخوانهم الشيعة
في الوطن»، مشدّداً على أنه يستحيل أن «يقتلوا مواطنيهم». ورفض أن يصنّف
جيش البحرين بـ«المرتزقة»، لكنّه شكّك في وطنيته.
وفي إطار ردّه عما إذا كان الجيش سيرتكب الفعلة نفسها إذا كان المعتصمون من
السنّة، قال مرزوق «من المؤكد لا»، وتابع «لو كان المعتصمون من السنّة
يستحيل أن يهاجمهم الجيش هكذا». وعرض بعض الشخصيات السياسية السنّية
المعارضة التي لا تجرؤ السلطة على الاقتراب منها فقط لأنها من الطائفة
السنية، وقال «نائب الأمين العام لحركة «حق» وعلي ربيعة وإبراهيم شريف،
هؤلاء لا أحد يمسّهم»، معلّلاً السبب بأن السلطة لا تريد أن تظهر بأن لديها
معارضة سنية.
لكن في المقابل، يرى مراقبون أن الجيش، وهو لا يتدخل في المسائل الداخلية،
وأن غالبيته بحرينية مع وجود فئات قليلة من السودانيين واليمنيين، ولكن
تصدر قياداته تصريحات الولاء بصورة مستمرة للملك. وعن تدخله لقمع
المحتجّين، تقول المصادر نفسها إن هناك صوراً تظهر اعتراض سيارات تابعة
لوزارة الداخلية لدبابات الجيش، مشيرة إلى أن الارتباك الجاري يعود الى
مشاهدة قوات تخرج من معسكر الضالع التابع لقوة الدفاع. وفي السياق، أصدرت
القيادة العامة لقوة دفاع البحرين بياناً سمّته «رقم 1» أعلنت فيه انتشار
قوات عسكرية في محافظة العاصمة.
(الأخبار)